مع استمرار الحرب.. توقع أن تطفو على السطح أية قضايا.. إنفصال جنوب وشمال.. تشتت أكثر.. أحداث من هذا القبيل سواء كانت صغيرة أو مستمرة.. قصيرة أو واسعة المفعول.. فإن هذا يدل بالنهاية على وجود طفرة أو توجه معين ولهذا بالتالي سبب رئيسي وهي الحرب بوجهٍ عام! نعم.. هذه الحرب التي بلغت إلى أعماق العلاقات الإجتماعية والسياسية ووسعت الصدع وأنكأت الجراح بل وأحدثت المزيد منها وبلا هوادة ولا عقلية ولا توقف. عند الحديث عن الأخوة اليمنيين في الجنوب.. ونتحدث هنا جغرافياً.. فإنه مهما برزت للإعلام من ظواهر حتى وإن كانت عنيفة.. فهي لا تمثل بالعامة المجتمع الجنوبي من شبوة إلى بساتين الحسيني.. ذلك الجنوب الذي نكن له كل المحبة والود بعيداً عن الأصوات النشاز والمظالم والأوجاع من هنا وهناك.. وأياً يكن.. فلا أظن بأن الصدوع والإختلافات والطفرات والحوادث تكاد تؤدي إلى إنفصال حاد وعنيف بالشكل المرسوم في الإعلام... إذاً ماذا يجري بالله عليك؟! القارئ الجيد لمعطيات الحرب وتبعاتها وإنبعاثاتها يعلم جيداً بأن المجتمع سواء كان جنوبي أو شمالي شرقي أو غربي بحاجة إلى وعي حتى نتجنب ظواهر التصدع والعنف علاوة على الحرب.. وهذا الوعي يجب أن يأتي من رأس الهرم الذي يعمل من أجل المجتمع نفسه.. من أجل الحاضر والمستقبل.. وحينما يترك الحبل على الغارب فبلا شك ستظهر هناك سلوكيات وأفعال تؤذي الجنوبي كما تؤذي الشمالي تماماً حيث الجميع على الأقل في الوضع الحالي يقبع داخل الدائرة الحمراء - دائرة الحرب والجوع والجهل والعنف. حسناً.. ما الحل؟! الحل طبيعي جداً.. يجب العمل على إيقاف الحرب والعمل على السلام الذي يستطيع فيه اليمني أن يعيش كإنسان مستقل ويعبر عن حريته وحقوقة شمالي وجنوبي على السواء.. ويجب على الإعلام أن يلعب دوراً إيجابياً ولو بقدرٍ كافيٍ من الإنسانية حيث أصبحت البلاد أضعف من أن تحتمل مزيداً من الدماء والضحايا والجروح المثخنة.. وعند ذلك يمكن مناقشة القضايا جميعها والوصول سلمياً إلى حلول منطقية بما فيها ملفات الإنفصال والوحدة وبناء الوطن والتنمية وما إلى ذلك.. وهذا يجب أن يأتي من قيادات وطنية ومنابر إعلامية محايدة وصادقة وبنائة تقدر حقوق المواطن والإنسان عامة وما كابده من مشقة ومعاناة خلال أعوام من الحرب والصراع الذي يخسر فيه الجميع.. يخسر فيه الجنوب والشمال.. والخارطة اليمنية.. والفارق بين هذا وذاك هو من يعقل!