أنفقت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) نحو 70 مليون دولار لدعم اليمن العام الحالي، في حملة متنامية ومتسارعة لتسليح وتمويل الجيش لتصفية ملاذات تنظيم «القاعدة» ورموزها في صنعاء، حيث تقدم واشنطن للأخيرة معلومات استخباراتية تشمل التجسس بواسطة الطائرات من دون طيار، حسب ما ذكر محللون اميركيون الذين رأوا ان صور الغارة الأخيرة ضد «القاعدة» قد تكون لها نتائج عكسية وقد تثير غضب الجماعات المناوئة للحكومة اليمنية، فيما اعتبر آخرون ان «العملية ما هي الا تتويج لتحول الاستراتيجية الأميركية». وأشار تقرير نشرته «وكالة أسوشيتد برس» انه «مثلما بذل الجيش الأميركي جهدا لدعم حرس الحدود الباكستاني، فإنه قدم دعما تدريبيا للقوات اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب، كما أنه يتولى تزويدها بمعلومات استخباراتية ربما تتضمن عمليات مراقبة تقوم بها طائرات من دون طيار وفقا لما يعتقده مسؤولون أميركيون ومحللون. السلطات اليمنية تخشى من أن دورا أميركيا واضحا في هذا الشأن سيؤدي إلى تأجيج الصراعات الداخلية في البلاد». وتابع: «كنتيجة لذلك، فإن المراقبين ليس بإمكانهم إلا الحديث الهامس حول التحركات المتزايدة التي تشهدها قاعدة عسكرية في شمال غربي اليمن، فضلا عن مشاهدتهم لطائرات جديدة وطائرات من دون طيار تحلق في سماء البلاد، حيث أكد مسؤول دفاعي أن الأسابيع الماضية شهدت تدريبات في مجال مكافحة الإرهاب تنوعت بين برية وجوية وبحرية». ويقول غريغوري جونسون، وهو خبير بالشؤون اليمنية في جامعة برينستون وقام بزيارات منتظمة لليمن، إن «الوجود الأميركي هناك يتزايد في شكل مؤكد، وأن ذلك كان واضحا في السفارة الأميركية عندما زار اليمن الصيف الماضي». وقال إن «صور الغارة الأخيرة قد تكون لها نتائج عكسية وقد تثير غضب الجماعات المناوئة للحكومة اليمنية. وإذا كان المسؤولون الاميركيون تجنبوا تأكيد مساهمتهم في الغارة الجوية الأسبوع الماضي فإن بي جي كراولي الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أكد: «نحن نستمر بتقديم الاستشارات والتدريبات والاسلحة للسعودية واليمن كجزء من تعاون أمني قائم». لكن مسؤولين أميركيين آخرين اعترفوا بضلوع الولاياتالمتحدة في الغارة الجوية. وقالوا إن «الولاياتالمتحدة تقدم دعما لوجستيا متزايدا لدعم اليمن في حملته الهادفة إلى اقتلاع مقاتلي القاعدة من المناطق غير الخاضعة للحكومة». وذكر مسؤولون أميركيون آخرون تحدثوا، طالبين عدم كشف هويتهم، ان «العمليات العسكرية الأخيرة جاءت بناء على طلب من اليمن». لكن كراولي انكر تماما أن تكون الولاياتالمتحدة ضالعة في الحرب الداخلية الدائرة حاليا ما بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية في شمال اليمن. وقال: «نحن لا دور لنا في ما يجري على الحدود هناك». في المقابل، لا يزال اليمن يجري اختبارات حول كشف هوية بقية جثث تنظيم «القاعدة» الذين ضربوا في الغارة، في وقت تضاربت الأنباء حول مصير أمير «قاعدة جزيرة العرب» ناصر الوحيشي الذي كان موجوداً حينها. والمطلوب سعوديا ضمن «قائمة ال 85». وما لفت الشارع اليمني، أمس، هو خروج الرجل اليمني المتشدد خالد عبد النبي القيادي في حركة «جهاد أبين» عن صمته، بعد هدنة مع الحكومة دامت أكثر من 10 سنوات. ودعا عبد النبي، عبر تصريحه لموقع «التغيير نت» اليمني، المدعوم من السلطة اليمنية أبناء المحافظات الجنوبية اليمنية إلى «الوقوف صفاً لإقامة دولة إسلامية»، محذراً إياهم من «الانجرار في ما أسماه «مسلك الغرب» و«الوقوع في فكر الشرك الخبيث»، في إشارة منه إلى «الحزب الاشتراكي الشيوعي»، الذي اكد انه «أذاق أبناء الجنوب الويلات والنكبات تلوى النكبات وقد ثبت يقينا وواقعاً فشل هذا الفكر الخبيث وأيضا ما أعقبه من أفكار علمانية أو غيرها لا تخضع لشرع الله وقد ثبت أيضا يقينا وواقعا فشله». ونصح أبناء الجنوب «بالعودة الصادقة مع الله وشريعته... الطريق الذي لا يتغير مهما تغير الزمان والمكان هو طريق الإسلام طريق العزة والكرامة»، مضيفاً: «أخاطب إخواني المواطنين إن الذي لا يرفع هذا الشعار لا ينتظر إلا الذل والمهانة والخزي والعار في الدنيا والخسارة يوم القيامة». وحذر أبناء «المحافظات الجنوبية من الوقوف خلف أي طرف باسم الانفصال أو باسم الوحدة»، وتابع: «فإذا كانت الدعوة دعوة انفصال ليست على الحق أو لا تحتكم لشريعة الله فهذه مرفوضة ننصح الإخوة ألا يتبعوها ولا يجتروا وراءها بالنهاية المهلكة والأيام ستبرز هذا الكلام وأما إذا كانت الدعوة إلى الانفصال لأن الدولة لم تحقق شريعة الله ويدعون إلى تحقير شريعة الله فهذه مسألة أخرى». من ناحيتها، ذكرت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، انها «قبضت على شخص في مدينة الشيخ عثمان في عدن أثناء محاولته تفجير الصراف الآلي التابع لبنك سبأ الإسلامي (يمتلكه المعارض الإصلاحي الشيخ حميد الاحمر) في المدينة». وأفادت بان «المتهم يدعى علي مسعد ناشر منصر (28عاماً) ويعمل حارساً في مكتب شركة «يمن موبايل»، كان في حوزته متفجرات تي إن تي مع الفتيل الخاص بالتفجير، اضافة إلى ولاعتين ومبلغ 47 ألف ريال».