بعد حياة حافلة بالانجازات الاعلامية شيعت اليمن اليوم جثمان الإعلامي القدير يحيى علاو، الى مثواه الاخير في مقبرة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في مديرية حدة بأمانة العاصمة. وشارك في التشييع آلاف المواطنين من محبي الفقيد وأصدقاءه وزملاءه الإعلاميين. واقتصرت المشاركة الرسمية على حضور وزير الإعلام حسن اللوزي الذي قوبل بسخط وامتعاض المشاركين في الجنازة ورددوا شعارات ضده بسبب توقيفه مرتبات الفقيد علاو منذ أكثر من عام والتجاهل الرسمي أثناء معاناته الطويلة مع المرض.
ومنع مجموعة من المشيعين وزير الاعلام من المشاركة ما اجبره على المغادرة وسط حراسه، واستقل طقم عسكري بدلا من سيارته للخروج من مكان التشييع.
وصلى آلاف المشيعين على جثمان المبدع علاو بجامع الصالح، قبل ان يوارى الثرى في مقبرة الشيخ الاحمر.
وكانت وزارة الاعلام والثقافة و حزب التجمع اليمني للإصلاح ، وقناتي السعيدة وسهيل، ومنتدى الإعلاميات اليمنيات ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ونقابة الصحفيين اليمنيين. قد نعوا وفاة المبدع يحيي علاو .
وأشارت بيانات النعي، إلى عظمة الانجازات التي قدمها علاو طوال مشواره الاعلامي الحافل. واعتبرته أحد أبرز الكوادر الإعلامية اليمنية.
ووصفت وفاة علاو بانها الساحة الإعلامية والوطن خسرت واحداً من ابرز والمع الإعلاميين الذي استطاع أن يقود ثورة في فضاء الإعداد والتقديم الإعلامي من خلال برامجه المتميزة التي جاب فيها سهول ووديان وجبال ومدن وقرى وأسواق اليمن مقدماً المعلومة المفيدة والصورة المعبرة والجائزة البسيطة بخفة دم لا تضاهى وببساطة وتواضع".
ولفتت الى ما قدمه علاو من حياة حافلة بالعطاء والإبداع في الميدان الإعلامي الملتزم والهادف. وان اليمن بكامله ليستشعر الخسارة الفادحة بفقدانه رمزاً من رموز جهاده الإعلامي والفكري والثقافي في سبيل الحرية والكرامة.
سيرة ابداعية يحي علي بن علي علاو من مواليد عام 1962 في قرية خدير، مركز الدمنة بمحافظة تعز، وفيها درس القرآن الكريم، ومبادئ الفقه على أبيه، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة، فدرس فيها حتى أكمل الثانوية العامة، وجاء ترتيبه الأول على طلبة الجمهورية في القسم الأدبي عام 1978م، ثم ابتعث دراسيا إلى المملكة العربية السعودية، فالتحق بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بجامعة الملك (عبد العزيز) في مدينة جدة، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1985م، وعمل مذيعًا غير متفرغ في إذاعة الحديدة بين عامي 1982م، و1985م، ثم تعين عضوًا في إدارة الاستعراض عام 1406ه/ 1986م، ثم عضوا في إدارة البرامج في تلفزيون صنعاء، فعمل على تقديم عدد من البرامج المميزة، منها (عالم عجيب)، و(قاموس المعرفة)، و(فرسان الميدان)، ثم تعين مسئولاً عن البرامج العلمية والتعليمية بدرجة مدير عام.شارك في عدد من الفعاليات الإعلامية العربية في تونس والقاهرة ودمشق والدوحة وغيرها. وقد انتسب إلى نقابة الصحفيين اليمنيين منذ وقت مبكر وكان قدوة للنقابي الحر والمهني النموذجي، وله كتابات في عدد من الصحف اليمنية، وهو متزوج، وأب لسبع بنات، وثلاثة أبناء.