تنتشر في أوساط اليمنيين عند الاحتفالات في المناسبات الخاصة والعامة وتحديدا في الأعراس عادة اطلاق الرصاص في الجو وفضاء الساحات ما يؤدي لاصابة أي فرد من أقارب المحتفلين، وقد تصيب بعيداً عن غير قصد ودون علم مطلق النار بضحيته، مثلما حصل لأحمد صالح الذي لم تمكنه رصاصة مرتدة من مواصلة دراسته الجامعية، بينما كان يتوضأ في باحة مسجد مدينة (القاعدة). اخترقت جسده رصاصة، ولم يعلم من أين أتت؟ أو لماذا؟، وعانى منها كثيراً حتى توفي،ومثله المهندس أحمد الملاحي الذي اخترقت رصاصة مرتدة سقف سيارته واستقرت في رأسه بينما كان ماراً بمدينة يريم وسط اليمن، ولم يدرك ما حصل له إلى أن شعر بالدم يبلل فروة رأسه وقضى نحبه فيما سجلت الجريمة ضد مجهول . مثل هؤلاء وغيرهم سيظلون عرضة لرصاصات الأفراح المرتدة ما لم يترك اليمنيون نوازع الزهو بإطلاق النار في الهواء في مناسباتهم لكن ذلك لن يتحقق بتركه للرغبات، بل بتغليظ العقوبات الزجرية ضدهم على نحو يحترم الحياة الحضرية للسكان. ففي أجواء البهجة والأفراح تلك ، عادة ما تخلف مآس وتترك أحزانا عميقة، و تجعل سكان المدن والقرى التي تنتشر فيها الظاهرة، يعيشون في جو من الهلع والرعب خشية على أرواحهم و ممتلكاتهم. ومنذ أن غادر الرئيس صالح إلى السعودية للعلاج شهدت البلاد أوسع وأكبر احتفاليات لعادة إطلاق الرصاص الحي في الهواء من قبل أنصار الرئيس صالح ابتهاجاً تارة بما يقولون إنه نجاح عملياته الجراحية، وتارة بتحسن صحته واستعادة نشاطه، من مشفاه في الرياض، لكن بقدر ابتهاج البعض بتلك العادة خيم الحزن والخوف على آخرين ما ألحقته من أضرار في الأرواح والممتلكات. وأسفر أول ابتهاج لأنصار الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام بنجاح العملية الجراحية للرئيس صالح إلى سقوط ثمانية قتلى، وأكثر من 100 جريح، فضلا عن إجهاض 13 من الحوامل وفقاً لما نقل عن مصادر طبية في المستشفيات اليمنية، وفي المرة الثانية وبمجرد إعلان الإعلام الرسمي عن توجيه صالح أول خطاب له منذ تعرضه للهجوم الذي استهدفه، احتاط الناس باكراً، ومع ذلك سقط 6 قتلى وجرح 50. وقال خالد علي الذي كان ينظر إلى زجاج سيارته المهشم بحسرة : أن ما حل بسيارته التي كانت تقف جوار منزله، ناتج عن رصاصة مرتدة، أما أروى زميلته في العمل، فقد كانت أكثر حظاً منه عندما وجدت رصاصة اخترقت باب صندوق سيارتها الخلفي، وقالت: «أصبحت أكثر رعباً من المقذوفات النارية في الجو، بعد أن تبين لي أن مجرد رصاصة بندقية «كلاشينكوف» مرتدة من الهواء يمكن أن تخترق جسماً معدنياً بمتانة هيكل السيارة. وتساءلت: كيف سيكون عليه الحال عندما تقع على جسم إنسان، وفي مستشفى المتوكل في العاصمة مازال زملاء يحيى السودي الموظف بوزارة الإعلام يتوافدون على زيارته بعد أن اخترقت صدره رصاصة طائشة بينما كان يسير داخل غرفته نتج عنها نزيف حاد وخضع لعملية دقيقة لاستخراجها من جسده. وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية دعت المواطنين إلى عدم إطلاق النار إلا أن رجال الشرطة وجنود ضباط جيش لم يمتثلوا لدعوتها،فدوت أصوات الأسلحة الثقيلة من داخل المعسكرات والثكنات المحيطة بالمدن، كما شوهد مديرو الشرطة يطلقون الرصاص الحي من داخل إدارات الأمن ويحضون الجنود التابعين لهم أن يحذو حذوهم، كما قامت شخصيات أمنية وعسكرية بتوزيع الذخيرة الحية والمفرقعات، والألعاب النارية على قيادات الحزب الحاكم، وممثلي السلطة المحلية في المديريات والعزل قبل المناسبات.