انتقد مصدر رئاسي يمني مسؤول تصريحات بعض السفراء والدبلوماسيين حول إصرارهم الدائم على توقيع الرئيس علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية قائلا بأنهم لا يدركون حقيقة الأزمة الراهنة التي تشهدها بلادنا . وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن المصدر الرئاسي ان هؤلاء , السفراء والدبلوماسيين, يتجاهلون حقيقة موقف صالح "الذي فوض نائبه الفريق عبدربه منصور هادي بقرار جمهوري على الحوار والتوقيع والاتفاق على آلية مزمنة على تنفيذ المبادرة بما يضمن ترسيخ النهج الديمقراطي ويحقق مبدأ التداول السلمي للسلطة " . وكان جدد الإتحاد الأوروبي امس الإثنين دعوة الرئيس صالح إلى تطبيق مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية التي تنص على تنحيه وأسرته عن حكم اليمن، مؤكداً انه سيبحث الخيارات المتاحة بحال استمرار الأزمة. وقال وزراء خارجية الإتحاد في بيان صدر بعد اجتماعهم في لوكسمبورغ ان "الإتحاد الأوروبي لا يزال ينظر إلى الأحداث في اليمن بقلق بالغ"، و"يحث جميع الأطراف على وقف الأعمال العدوانية والإمتناع عن جميع أشكال العنف واحترام الحقوق الدولية للإنسان والإلتزام بوقف دائم للنار في جميع أنحاء البلاد". ودعا المصدر الرئاسي , مساء اليوم , الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى النظر بحيادية مطلقة تجاه " الممارسات التخريبية "التي قال ان المعارضة تقوم بها في إقلاق السكينة العامة والسلم الاجتماعي مختتما تصريحه بالقول " على سفراء الاتحاد الأوروبي زيارة الشوارع التي يتحصن فيها أولئك بالأسلحة وان اليمن تختلف عن غيرها ولاتقبل من أي كان التدخل في شئونها الداخلية" . وفي ذات السياق أبدى السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فيرستاين تفاؤله بشأن التوصل لاتفاق بخصوص آلية تنفيذ المبادرة الخليجية ونقل السلطة في اليمن بشكل سلمي خلال الأيام القادمة. وقال السفير في مقابلة خاصة نشرها صحيفة «المصدر» اليوم الثلاثاء، ان بلاده تواصل مساعيها لحل بعض القضايا العالقة، لكنه شدد على ضرورة اتخاذ خطوات واضحة وغير قابلة للتعديل لتنفيذ المبادرة الخليجية , مضيفا " نتطلع لأن يقوم الرئيس بالوفاء بالالتزامات التي قطعها لنا وللشعب اليمني والمجتمع الدولي بتنفيذ المبادرة الخليجية" . ورغم إقراره بأن عودة صالح المفاجئة من الرياض عقدت الأمر، إلا أنه قال إن الرئيس علي عبدالله صالح لم يرفض كافة التفاصيل التي تم الاتفاق بشأنها بين المعارضة اليمنية مع نائب الرئيس مؤخرا بخصوص آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، موضحا أن الطرفان متفقان عل معظم القضايا ما عدا بعض الجزئيات البسيطة جدا، والتي قال انه سيتم تجاوزها خلال الأيام القليلة الماضية. وحول مشروع قرار مجلس الأمن حول اليمن، قال السفير انه يتوقع أن القرار في حالة صدوره سيدعم المبادرة الخليجية ويوضح أن هذه المبادرة المدعومة من العالم تعتبر هي الحل المثالي للوصول إلى حل سلمي. لكنه لفت إلى أنه لا يستطيع تحديد فترة زمنية بعينها لاستكمال كافة الإجراءات وصولا إلى إصدار القرار. وأضاف ان السيد بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، سيطلع المجلس، خلال هذا الأسبوع ، على تقريره بخصوص نتائج رحلته إلى اليمن، وبعدها من المتوقع أن يبدأ المجلس بمناقشة التقرير والتي ربما تقود إلى قرار في النهاية. لكنه نوه إلى أن القرار سيأخذ في الاعتبار ما سيتضمنه تقرير بن عمر إلى جانب ما يستجد من أحداث.