فيما أقر الاتحاد اليمني لكرة القدم اعتماد الأربعاء المقبل 28 كانون الأول/ ديسمبر الجاري موعداً لانطلاق بطولة الدوري الممتاز اليمني لكرة القدم لموسم 2011 2012، تبرز إلى السطح مشكلة الملاعب وعدم جاهزيتها كأحد أهم المعوقات التي تواجه المنافسات الكروية المقبلة، وفي مقدمها بطولة الدوري. محللون ونقاد رياضيون تحدثوا ل"العربية.نت" مؤكدين أن إقامة دوري محترفين على ملاعب معظمها ترابي وبعضها غير قانوني أمر لا يستقيم مع البرامج والشعارات الطموحة التي يرفعها اتحاد الكرة بشأن خطط استراتيجية للنهوض بالكرة اليمنية، والارتقاء بمستوى الأندية والمنتخبات. وفي هذا السياق، قال ل"العربية.نت" الناقد الرياضي علي الريمي: "عند الحديث عن الملاعب المقرر أن تستضيف مباريات الدوري العام في تسع محافظات لديها أندية تلعب في الدوري الممتاز، يمكن القول إن غالب تلك الملاعب ليست بالجاهزية المطلوبة، نظراً للغياب الطويل عن استضافة المباريات نتيجة للأزمة التي عاشتها البلاد، خصوصاً في المدن الرئيسية كالعاصمة صنعاء ومدينة عدن، حيث إن غياب الصيانة ظل المعضلة الرئيسية التي واجهتها غالبية الملاعب.. الحديثة منها أو العتيقة". ويضيف الريمي: "وإذا ما اعتبرنا أن ملعب ذمار، الذي سيحتضن مباريات الوافد الجديد إلى دوري الأضواء فريق نجم سبأ، تعد جاهزيته مجهولة، فإن هناك ملعبين على الأقل وضعيتهما غير قانونية: الأول هو ملعب الحديقة في البيضاء بأرضيته الترابية غير المستوية وعدم توافر المدرجات الخاصة بالجماهير الغفيرة التي تحضر لمؤازرة فريق شباب البيضاء، إضافة إلى عدم وجود فواصل بين مواقع الجماهير و"حرم" الملعب، أما الثاني فهو ملعب بارادم في مدينة المكلا الذي ما زالت مسألة إعادة إصلاحه وترميمه غير محسومة، على رغم أنها بدأت قبل أكثر من عام ونصف العام، وهو الأمر الذي اضطر فريق شعب المكلا إلى لعب مباريات الموسم الماضي على ملعب جواس في مدينة سيئون التي تبعد 60 كم عن المكلا". الحال المأسوية ذاتها تنطبق على ملعب الشهيد الحبيشي الشهير، الذي ظل على مدى عقود أحد أبرز معالم مدينة عدن، واحتضن بين جنباته أجمل وأمتع مباريات الزمن الجميل بالنسبة لأندية عدن والمنتخبات السابقة. وفي هذا الجانب يقول الصحافي الرياضي توفيق الشنواح: "ملعب الشهيد الحبيشي الآيل للسقوط وصل إلى حالة لا يمكن اختزالها بالكلمات، ومع أن وزير الرياضة السابق حمود عباد كان صرح قبل أكثر من عام بأن دراسة تجرى لإعادة إنشائه من جديد، وأن الميزانية المخصصة لهذا المشروع الذي وصفه بالعملاق قد رصدت، إلا أننا لم نر شيئاً من ذلك على أرض الواقع". ورأى الشنواح أن ملعب الشهيد الظرافي بالعاصمة صنعاء أصبح هو الآخر خارج الخدمة، حيث وصلت أرضية الملعب الترابية إلى حالة يرثى لها، ولا تلبي الحد الأدنى من المعايير القانونية لإقامة المباريات. ومع أن بعض الأندية مثل أهلي صنعاء وشعب صنعاء والصقر من تعز عملت على فرش ملاعبها ببساط أخضر، غير أن ذلك - بحسب الخبير الكروي عمر مدهش - لا يكفيها قانونياً لاستضافة جميع المباريات الرسمية، نظراً لعدم اكتمال الكثير من المرافق مثل غرف اللاعبين والحكام ومقصورة كبار الضيوف والإعلاميين وكبائن التصوير والتعليق، وتواضع السعة الإجمالية للجمهور نظراً لصغر حجم المدرجات. يذكر أن "العربية.نت" حاولت الاتصال بقيادات اتحاد الكرة اليمني للتعليق على ذلك، غير أنها لم تتمكن من التواصل مع رئيس الاتحاد ولا الأمين العام بحجة انشغالاتهما، فيما اعتذر أعضاء في الاتحاد تحت مبرر أنهم غير مخولين بالحديث لوسائل الإعلام.