تستضيف المملكة العربية السعودية الاربعاء المقبل مؤتمر الدول المانحة لليمن بمشاركة عربية دولية كبيرة، وآمال عريضة في اليمن لما سيقدم من دعم سيسهم في استقرار الأوضاع وحل الإشكاليات الكبيرة التي تعيش فيها البلاد. وقال مصدر في وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية - فى تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) - إن الأزمة الاقتصادية اليمنية تمثل الإشكالية الكبرى حاليا، وهي بحاجة الى تكاتف المجتمع الدولي لتجاوزها. وأوضح المصدر، أنه مع توقف كافة الموارد الإنتاجية في البلاد، فان الآمال معقودة فقط على اجتماع الرياض للمانحين، وما سيقدمونه من دعم لليمن لتجاوز محنته مؤكدا ان البلاد تحتاج إلى 10 مليارات دولار لمعالجة الحالات الطارئة ولسد العجز القائم، من اجل تهيئة مناخات الاستقرار في البلاد. وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال لقائه مع نائب رئيس البنك الدولي انجر اندرسون، السبت الماضي، إن "المسألة الاقتصادية تمثل 70 في المائة من المشكلة"، مشيرا إلى ان " كل المشاكل رحلت منذ المراحل الطويلة السابقة حتى اليوم وشكلت جميعها اليوم محنة كبيرة لليمن في هذه الظروف الدقيقة والصعبة ". وفى السياق ذاته قال سفير بريطاني بصنعاء نيكولاس هوبتون،اول امس في مؤتمر صحفي عقد بصنعاء وهي الدولة التي تترأس مجموعة اصدقاء اليمن من المانحين، أن المجتمع الدولي يدرك حاليا ما يواجهه اليمن من تحديات في هذه المرحلة، مؤكدا على مشاركة 42 دولة ومنظمة مالية عالمية في اجتماع المانحين في الرياض بهدف مجابه هذه التحديات لضمان استقرار اليمن. كما قال الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي اليمني الدكتور طه الفسيل، إن اليمن تعيش ظروف استثنائية يجب على مجتمع المانحين تقديره،من اجل الوصول إلى مرحلة الاستقرار المطلوبة في اليمن. وأوضح الفسيل، لوكالة انباء ((شينخوا)) ان على المانحين عدم التأخر في دعم اليمن للتغلب على المشاكل الاقتصادية، للخروج من الازمة الحقيقة التي تواجهها وهي ازمة اقتصادية بامتياز. وتابع " أي تأخير من قبل المانحين في دعم اليمن سيؤثر حتما على مرحلة الاستقرار المطلوبة". واكد الفسيل ان اليمن تمر بظروف استثنائية، يجب على مجتمع المانحين ان يقدرها، والتي تتمثل في نشاط تنظيم القاعدة في البلاد، وتدهور الاوضاع السياسية، اضافه إلى اتساع رقعة الفقر فى اليمن. بدوره، قال نجيب العدوفى نائب رئيس تحرير مجلة "اليمن والخليج "(( مجلة اقتصادية يمنية )) ان عقد اجتماع الرياض يأتي في ظرف استثنائي تمر به اليمن وهي تعول عليه كثيرا. وأوضح العدوفي فى تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) ان مجتمع المانحين حاليا مطالب بتقديم اسعافات اولية لليمن، للخروج من ازمته الاقتصادية الطاحنة، مشيرا الى ان حل الملف الاقتصادي ستنعكس ايجابا على كافة القضايا والملفات التي تؤرق البلاد سواء السياسية او الامنية او غيرها. واعتبر العدوفي ان اجتماع الرياض، وما سيتبعه من عقد مؤتمر في لندن يوليو القادم تعد الركيزة الاساسية التي يعول عليها في اخراج اليمن من المحنة التي هو فيها الان. وأشار العدوفي إلى أهمية استفادة الحكومة اليمنية من كافة المنح التي ستقدم من المجتمع الدولي بما يخدم حلحلة الاوضاع، وان تركز الحكومة في عملها حاليا على الوضع الاقتصادي بغية تحقيق نجاحات ملموسة في حياة المواطن اليمني. وكان وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي أكد في مؤتمر صحفي اول امس السبت، على الأهمية البالغة التي يكتسبها مؤتمر أصدقاء اليمن الذي سيعقد الأربعاء القادم في الرياض والآمال الكبيرة المعلقة عليه للخروج بنتائج قيمة لدعم اليمن، بما يمكنه من مواجهة التحديات الجسيمة المحدقة به في الوقت الراهن ومساندة جهوده في سبيل استكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية والتي تحتاج إلى متطلبات فنية ودعم اقتصادي. (حسب وكالة الانباء اليمنية "سبأ"). وأشار القربي إلى أن اليمن يحتاج إلى مواجهة العجز في الموازنة العامة للدولة بسبب الأعمال التخريبية التي طالت أنابيب النفط وشحة الموارد تؤثر على الحركة الاقتصادية، مبينا أن حكومة الوفاق الوطني ليس لديها أي بدائل لمواجهة العجز إذا لم يتم تغطيته من خلال مؤتمر أصدقاء اليمن.