دعا زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الشعوب والجماعات الإسلامية في دول الربيع إلى التوحد. قائلا: "أن الأمة المسلمة والجماعات الإسلامية اليوم بحاجة ماسة لأمرين في غاية الخطورة: الأول: أن تتداعى للوحدة والاجتماع، والثاني أن تعي على ماذا يجب أن تتحد وتجتمع". وأعتبر الظواهري قضية (توحيد العمل الإسلامي حول كلمة التوحيد) أهم ما تحتاجه الأمة المسلمة اليوم، وخاصة بعد الثورات التي أطاحت ب "الطغاة"، وبعد انكسار التحالف الغربي بقيادة أمريكا في العراقوأفغانستان، وبعد انتشار الصحوات الجهادية في ديار الإسلام، وبعد الصمود البطولي المتكرر لأهلنا في فلسطين ضد العدوان الإسرائيلي. وقال زعيم القاعدة في كلمة صوتية نشرتها "مؤسسة السحاب" الإعلامية، اليوم الأحد: بعد كل هذه المبشرات أحسب أن الأمة المسلمة "مقبلة على مرحلة جديدة من التمكين والفتح إن هي التزمت بما أمرت به وقامت بما كلفت له". ومحاولا التحذير من الفشل في هذه المرحلة الهامة من تاريخ الأمة الإسلامية، قال الظواهري: لقد مرت بالأمة المسلمة ظروف في الماضي القريب طردت فيها المحتل من كثير من بلدانها، وحسبت الأمة والعديد من الجماعات أنها تتقدم نحو الانتصار والفتح والتمكين للإسلام، ولكن لغياب الوعي بما يجب أن تتمسك به الأمة والجماعات لكي لا يضيع النصر "ضاعت تلك الفرص"، وتمكن في بلادنا حكام تركهم المحتل خلفهم، أذاقونا الويلات والنكال، ومضوا بنا للهزائم تلو الهزائم، وفرضوا علينا أنظمة علمانية قسمتنا إلى أكثر من 50 دولة بعدما كنا ننعم بخلافة واحدة. وتابع الظواهري في كلمته المسجلة التي اطلع "الإسلاميون" على نسخة منها : ولكي لا تضيع الفرصة منا مرة أخرى نسعى في (جماعة قاعدة الجهاد) إلى تذكير الأمة المسلمة بالفريضة الشرعية الواجبة عليها فريضة (توحيد الكلمة حول كلمة التوحيد). في هذا الإطار، أصدر زعيم القاعدة (وثيقة نصرة الإسلام) سعيا في مناصحة الأمة وتحريضها على التوحد، مؤكدا فيها على "سبعة معاني هامة"، على المسلمين أن يتحدوا حولها، وهي: 1 العمل على تحرير ديار المسلمين 2 العمل على تحكيم الشريعة وحدها ورفض التحاكم لغيرها 3 العمل على إيقاف نهب ثروات المسلمين 4 مساندة الشعوب المسلمة الثائرة على حكامها ودعوتهم إلى الالتزام بالشريعة 5 مساندة كل مظلوم في الدنيا 6 السعي لإقامة الخلافة 7 السعي في توحيد جهود المسلمين حول تلك الأهداف وقال الظواهري أنه يتوجه بهذه الدعوة إلى كل المسلمين في العالم أفرادا وجماعات، وأول من أتوجه إليهم بعد تذكير نفسي هم أهلنا في الشام الحبيب عامة ومجاهدوهم خاصة. وكان الظواهري قد بدأ كلمته محذرا القوات الفرنسية في مالي من مصير أمريكا في أفغانستان، قائلا: أحذر فرنسا بأنها ستلقى في مالي بإذن الله ما لقيته أمريكا في العراقوأفغانستان، وأناشد أمتنا المسلمة في مالي أن تصمد وتصبر، عسى الله أن يحقق على يديها هزيمة جديدة للصليبة العالمية (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)". وفي رسالته خاطب الظواهري الثوار السوريين طويلا، داعيا إياهم إلى الوحدة والتكاتف، كما حذرهم من المؤامرات الدولية والإقليمية التي تستهدفهم، قائلا: "أحذروا من مؤامرات أمريكا والدول العربية والأخضر الإبراهيمي ونبيل العربي وأشباههم فإنهم يريدون سرقة تضحياتكم وجهادكم ليقدموها لمن يرضى عنهم في واشنطن وموسكو وتل أبيب". وفي شأن الموقف من إيران، قال زعيم القاعدة إن الثورة السورية كشفت حقيقة الدولة الشيعية، فقد "أنكشف الوجه الحقيقي لإيران وحزب الله، وظهرت حقيقتهم البشعة في ميدان الجهاد بالشام، وتبين في أي الصفين يقفان: في صف الأمة المسلمة المجاهدة، أم في صف النظام البعثي الطائفي الإجرامي". وفي حثه الثوار السوريين على الثبات والصبر خاطبهم الظواهري إن ثمرة جهادكم "دولة إسلامية مجاهدة تكون لبنة في عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة".