تصاعدت أعمال العنف في أوكرانيا بعد استعادة المعارضة السيطرة على ميدان الإستقلال بالرغم من اعلان الرئيس الأوكراني عن التوصل إلى هدنة مساء أمس الأربعاء, وقد لقي 25 متظاهراً على الأقل مصرعهم اليوم أثناء مشاركتهم في الإحتجاجات . بعد مقتل ما لا يقل عن 25 متظاهرًا في أعمال العنف اليوم الخميس في وسط كييف نددت المعارضة باعمال العنف واعتبرتها "استفزازا متعمدا" من السلطة. وتحدث صحافيون وشهود عيان عن وجود ثماني جثث ممددة على الارض أمام البريد المركزي في ساحة الميدان في قلب كييف وعشرة جثث اخرى على مقربة امام فندق كوزاتسكي فيما احصى صحافي آخر سبع جثث في ردهة فندق اوكرانيا الذي يستخدمه المتظاهرون لمداوة جرحاهم. من جانبها افادت وزارة الصحة الأوكرانية عن سقوط سبعة قتلى بينهم شرطيان في اعمال عنف الخميس. اما وزارة الداخلية فتحدثت عن مقتل شرطي بالرصاص، وقد اعلنت الشرطة صباحا ان "قناصا" اطلق الرصاص على الشرطة. وافاد اطباء متطوعون يعالجون المعارضين ان الطريقة التي قتل بها المتظاهرون تدل على انه رصاص قناصة. وقال احدهم دميترو كاشين لوكالة انترفاكس ان 13 متظاهرا "قتلوا برصاصة واحدة، لم يصب اي منهم برصاصتين او ثلاث". وكتبت اولغا بوغوموليتس الطبيبة الاوكرانية التي تحظى بالاحترام في اوكرانيا والمقربة من المعارضة ان "13 ناشطا قتلوا برصاص قناص". وتجددت أعمال العنف الخميس رغم إعلان الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش بعد لقائه مع ممثلين عن المعارضة هدنة تم الإتفاق عليها الأربعاء. وقال شهود عيان إنه تم استخدام الذخيرة الحية وخراطيم المياه والقنابل الحارقة في ميدان الاستقلال، الذي يعد مركز الاحتجاجات. هذا، وأجلي كبار الموظفين من المبنى الرئيسي للحكومة الاوكرانية القريب من وسط العاصمة كييف. وقالت المتحدثة باسم الحكومة لوكالة الصحافة الفرنسية "تم هذا الصباح اجلاء كل موظفي مكتب رئيس الوزراء من المبنى. هذه اوامر رسمية". وفيما أكد متحدث باسم الرئاسة الاوكرانية ان اللقاء جار حاليا بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ووزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا بمقر الرئاسة في كييف حملت الرئاسة في بيان لها المحتجين المسؤولية عن بدء أعمال العنف، وقالت إنهم استعانوا بقناصة مما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من القوات الحكومية. ومن المتوقع مناقشة فرض عقوبات على أوكرانيا في الاجتماع، ومن بينها احتمال حظر المعدات التي يمكن استخدامها في القمع الداخلي. من جانبه، اعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الخميس أن موسكو لن تتعاون في اوكرانيا سوى مع سلطة تدافع عن "مصالح الدولة" وليست خانعة. وقال بحسب مشاهد بثها التلفزيون الروسي "على شركائنا ان يكونوا اشداء ويجب ان تكون السلطة الحاكمة في اوكرانيا شرعية وفعالة ولا تداس بالارجل وكأنها ممسحة"، مضيفا ان "على السلطة ان تركز جهودها على الدفاع عن الناس وعن قوات الامن التي تحفظ مصالح الدولة".