تحت شعار نلتقي لنرتقي يستمر الطلاب اليمنيين والعرب بجمهورية الصين الشعبية في إقامة الملتقى الثقافي الذي ينعقد للمرة الرابعة بمدينة تشانغشا الصينية برعاية شباب البيشياو وسط حضور كثيف من دكاتره واكاديميين عرب من مختلف الجامعات الصينية بمدينة تشانغشا. وبدأ الملتقى فعالياته بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. افتتح الزميل/ أكرم الرضي حديثه بالترحيب بالمشاركين في الملتقى مؤكداً على أهمية إقامة وتشجيع مثل هذه الملتقيات الثقافية وذلك لما تحمله من إضافة نوعية للرصيد الثقافي والمعرفي وما تحققه من فائدة في نشر المعلومة والانفتاح على ثقافة الآخر. وتضمن الملتقى العديد من المحاور كان أبرزها "جزائر الحاضر" قدمها الزميل/أسامة خنوش والتي أتت امتداداً لمشاركة قدمت في الملتقى السابق بعنوان "تاريخ الجزائر" حيث استعرض فيها خنوش التاريخ البطولي الحافل بالإنجازات التي سطرها أبطال الجزائر خاصة والعرب عامة أمثال الأمير عبدالقادر الجزائري واحمد بن بلة و عبد الحميد بن باديس وابو مدين وغيرهم ممن كان لهم الفضل في توعية الشعب الجزائري والدفاع عنه خلال فترة الظلام التي خيمت إثر الاحتلال الفرنسي الذي دام 132 عام قدمت خلالها الجزائر ما يربو عن المليون ونصف المليون شهيد، وبالفعل كان للمقاومين ما أرادوا فقد حرروا الجزائر من قبضة عدو حاول جاهداً طمس ليس هوية الشعب الجزائري فحسب ولكنة حاول طمس الهوية العربية في دولةٍ عُرف شعبها بالحماس ومناصرة القضايا القومية العربية، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل وعادت فرنسا تجر أذيال الخيبة والهزيمة. كما استعرض خنوش المراحل الحرجة التي مرت بها الجزائر منها العشر السنوات السوداء في تسعينيات القرن الماضي في الجزائر. وقد بدأت الجزائر في اعتاب مرحلة جديده تكمن في بناء العقول وكانت أولى المهمات التي قامت بها في سبيل بناء جيل الجزائر هي الاهتمام بالتعليم حيث أشاد بالخطوات العظيمة التي تمت للنهوض بالنظام التعليمي في الجزائر كاستقدام أساتذة عرب لتدريس الجزائريين العلوم المختلفة والتي تعد من أهم الخطوات التي ساهمت في إعادة بناء الجزائر. وأشار إلى أن واحدة من الوسائل المهمة لضرب الشعوب يكمن في ضرب نظامها التعليمي، لذلك شدد على الاهتمام بالنظام التعليمي كمنظومة وحلقة متكاملة يجب القيام بها بما يخدم مصلحة الشعوب، وعلق آماله على شباب الجزائر لرسم معالم مستقبل الأجيال القادمة حيث اصبحت الجزائر لاعبًا مهماً في القضايا على الصعيد الإقليمي والدولي. الجدير بالذكر أن أسرة الأخ أسامة خنوش من أوائل من دافعوا عن الجزائر وقدمت أسرته تقريباً ما يزيد عن 60 شهيداً. وفي نهاية المشاركة فُتح باب النقاش وقام االزميل/ خنوش بالرد على أسئلة المشاركين موضحاً العديد من المفاهيم المتعلقة بالجزائر. بعد ذلك وللتأكد من مدى الاستفادة من المشاركة، طرح الزميل/ وهبي العليمي اسئلة على الحاضرين في الموضوع ذاته اجاب عليها الزملاء محمد سالم، وهيب علاية، وقد نالوا جوائز تشجيعية. المحور الثاني للملتقى كان عبارة عن مناقشة مركزة حول استراتيجية "حل المشاكل" قدمها الزميل / إبراهيم العريقي. بين خلالها مفهوم المشكلة كما استخدم العديد من الوسائل التي تشرح أساليب حل المشكلات. وقد ركز على ضرورة العمل الجماعي لحل اي مشكلة والتفكيربعمق في جميع جوانب المشكلة من اجل الوصول الى حلول ناحجة للمشكلة، كما قدم واحدة من الوسائل الهامة لتحليل المشكلة من خلال استراتيجية تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات للمشكلة وقد تخلل هذه الفقرة العديد من المسابقات الهادفة التي تدعو إلى العمل بروح الفريق الواحد والتي تدعو ايضا الى تفعيل العقل حيث نالت هذه الفقرة استحسان الجميع. هذا وقد اختتم الملتقى أنشطته بكلمة توجيهية وتشجيعية للملتقى والذي قدمها الدكتور/ محمد الكول حيث قدم الشكر لكل من ساهم في هذا الملتقى الثقافي الذي يعمل على تشجيع وصقل المواهب من خلال تبادل الآراء والأفكار الثقافية بين مختلف فئات الطلاب العرب وقد أشاد بالخطوات الجريئة التي قام بها شباب البيشياو والذين حملوا – طواعيةً – على عاتقهم مسؤولية عظيمة للارتقاء بمستوى المواضيع الثقافية التي تلامس الواقع مقدماً شكره وتقديره للمشاركين من الوطن العربي في محاور الملتقى. وإيماناً من القائمين على الملتقى من أن النقص صفة بشرية بينما الكمال حقيقة إلهية فقد تم أيضاً في ختام هذا الملتقى المبارك توزيع استمارة تقييم لكي يتم معالجة أي أخطاء حدثت واستقبال الانتقاد البناء والمقترحات الخلاقة من جانب الحضور الكريم حتى يتم تبادل الخبرات من جميع فئات الحاضرين ومختلف ثقافاتهم ومشاربهم للارتقاء بهذا الملتقى. هذا وقد تعاهد الأشقاء والإخوة على الاستمرار قُدُماً في إقامة هذه الفعالية الثقافية المتميزة واتخاذ شعار "نلتقي لنرتقي ،ونختلف لنأتلف" خلال الأسابيع القادمة مع أنشطة هادفة ومواضيع متجددة.