اعرب الرئيس الامريكي جورج بوش عن قلقه الثلاثاء لعدم الاستقرار السائد في الصومال، وقال انه يعد ردا امريكيا علي الحوادث الاخيرة حتي لا يصبح الصومال ملجأ لتنظيم القاعدة. وقال بوش في تصريح صحافي في لاريدو (تكساس، جنوب) عندما يسود عدم الاستقرار في مكان ما من العالم، نشعر بالقلق. لذلك ثمة عدم استقرار في الصومال . واضاف بوش ان هاجسنا الاول هو ان نقوم بكل ما من شأنه منع الصومال من ان تصبح ملجأ للقاعدة . واكد لذلك نراقب عن كثب الاحداث الجارية هناك، وسننصرف لدي عودتي الي اشنطن الي مزيد من التفكير في الرد الافضل علي التطورات الاخيرة في الصومال . وعاد بوش امس الاربعاء الي واشنطن. وقد اعلنت المحاكم الشرعية في الصومال، التي تشتبه اجهزة الاستخبارات الغربية في انها تضم متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة، انتصارها الاثنين في المعركة علي مقديشو بعد قتال ضار استمر اربعة اشهر ضد ميليشيات تحالف زعماء الحرب المدعوم من الولاياتالمتحدة. وذكر رسميون امريكيون ان ميليشيات تحالف زعماء الحرب تلقت مساعدة مالية من الولاياتالمتحدة باسم مكافحة الارهاب. واكدت الولاياتالمتحدة امس ان سياستها في دعم زعماء الحرب في الصومال لا تزعزع استقرار هذا البلد حيث العنف ليس امرا جديدا . وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون ماكورماك ان وجود الارهابيين الاجانب في الصومال واقع يؤدي بحد ذاته الي زعزعة الاستقرار . واضاف لدينا مخاوف حقيقية حيال موضوع تواجد القاعدة في الصومال ، دون ان يؤكد ما اذا كان عناصر ميليشيات المحاكم الشرعية في الصومال علي علاقة بتنظيم اسامة بن لادن الارهابي. وقد تدخل الجيش الامريكي في الصومال في 1992 لتوفير الامن للمساعدة الغذائية ثم انسحب بعد مقتل 18 من عناصره في 1993. وفي صنعاء قال رئيس مجلس الشوري اليمني عبد العزيز عبد الغني هناك أهمية للعمل سويا، عربا وأفارقة من اجل دعم جهود الحل السلمي للصراع المستعر في الصومال. ودعا عبد الغني في تصريح بثته إذاعة صنعاء إلي دعم مؤسسات الدولة الصومالية التي تأسست حديثا بمباركة إقليمية ودولية حتي تتمكن من استعادة النظام وتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد. وأشار إلي الجهد الذي تبناه اليمن لتحقيق التقارب والمصالحة بين الأطراف الصومالية المتصارعة والتي كان آخرها اتفاق عدن الذي أبرم في كانون الاول (ديسمبر) الماضي ببن رئيسي الدولة والبرلمان الصومالي. ورأي مراقبون يمنيون أن تداعيات الأوضاع في الصومال، خاصة في أعقاب النصر الذي حققه الإسلاميون في مقديشو علي الفصائل المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة والذي من شأنه حسبما تري أمريكا إقامة دولة إسلامية تكفل لتنظيم القاعدة قواعد آمنة تستطيع من خلالها نشر ما تصفه ب ثقافة العنف في شرق أفريقيا ومنطقة القرن الافريقي، أن يلقي بتداعياته علي اليمن والسعودية. وبحسب صحف المعارضة اليمنية تتزايد المخاوف بأن يسمح ذلك للمتشددين في القاعدة باستخدام الصومال كملاذ يدعم ويصعد العمليات التي تستهدف اليمن والسعودية، والتي لن يتطلب الوصول اليهما سوي ركوب زورق وعبور البحر الأحمر. ويتوقع محللون ان تقوم ادارة الرئيس بوش بإجراء اتصالات مع حكومات الدول ضمن الإقليم الصومالي بما فيها اليمن للحيلولة دون تمكين الاسلاميين من ترسيخ نفوذهم في مقديشو والامساك بزمام الأمور. وأسفرت الحرب التي أعلن أمس الأول عن توقفها من قبل ما يسمي بالمحاكم الشرعية الإسلامية سيطرتهم علي العاصمة مقديشو وعزل أربعة من الوزراء في مؤشر علي تنامي التيار الإسلامي. وأفادت صحيفة الوسط اليمنية المستقلة الأربعاء الماضي بأن القوات الأمريكية كثفت نشاطها البحري خلال الأسبوع الماضي في مياه البحر العربي وسط قلق متزايد من الزوارق الصغيرة المماثلة لتلك التي هاجمت المدمرة الأمريكية كول والتي تتواجد بكثافة في مياه البحر العربي وأنها قامت بتفتيش جميع الزوارق المتواجدة في المنطقة. ونقلت يومية نباء عن رئيس مجموعة خبراء مراقبة الأوضاع الصومالية المبعوث من مجلس الأمن الدولي برونو شيمنسكي قوله ان الصومال من الممكن أن تصبح مسرحاً لمزيد من الأعمال ، مشيراً الي أن وقوع مقديشو بأيدي الإسلاميين المتشددين ينبيء بالانتقال سريعاً إلي بقية المدن الصومالية، منوهاً الي أن الإسلاميين الصوماليين تلقوا تدريبات من قبل متشددين من الباكستان وأندونيسيا، وبلدان عربية مثل سورية والجزائر . وتعتبر الإدارة الأمريكية أن الإسلاميين الصوماليين سبق لهم أن احتضنوا عناصر القاعدة التي خططت لتفجيرات 1998 التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا، علاوة علي احتضان اثنين من الذين دبروا المحاولة الفاشلة لإسقاط طائرة إسرائيلية بصاروخ في أجواء كينيا عام 2002. يذكر أن الولاياتالمتحدة لم تتدخل في الصومال بشكل تواجد مباشر منذ عام 1993 الذي قتل فيه عدد كبير من جنودها خلال حرب شوارع والتي تم عرضها في فيلم (إسقاط الصقر الأسود) إلاّ أنها احتفظت بحوالي (1500) جندي في جيبوتي علي حدود الصومال الشمالية كجزء من استراتيجيتها لكبح جماح عناصر تنظيم القاعدة وغيرهم من الإسلاميين المتشددين من القيام بعمليات في منطقة القرن الإفريقي. ومن جهته طالب امس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في الصومال، فرانسوا لوسني فال، ميليشيا المحاكم الإسلامية، الذين سيطروا علي العاصمة مقديشو بعد معارك ضارية مع أمراء الحرب، بالدخول في مفاوضات مع جميع الأطراف في محاولة لإحلال الاستقرار في البلاد التي تفتقر لحكومة مركزية منذ 15 عاما. وقال فال إن المجتمع الدولي يرحب بتصريحات المؤسسات الفيدرالية الانتقالية التي تدعو الي المصالحة الوطنية وتشجع ميليشيا المحاكم الإسلامية وغيرها من الأطراف في مقديشو علي الالتزام بمثل هذا الموقف . وتقيم الحكومة الفيدرالية الصومالية، التي تأسست في كينيا، في مدينة بيدوا التي تبعد نحو 250 كيلومترا من العاصمة، وتعمل مع الوكالة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد)، والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لوضع خطة أمنية تهدف لإحلال الاستقرار البلاد. وأضاف ممثل الأمين العام أن المجتمع الدولي يؤكد دعمه لجهود المؤسسات الفيدرالية في دفع الحوار والمصالحة الوطنية والحكم الرشيد تماشيا مع الميثاق الفيدرالي الانتقالي، ويقف علي أهبة الاستعداد لتقديم العون في هذا الإطار . وكان عنان أعرب عن قلقه من التطورات الأخيرة في الصومال وطالب جميع الأطراف بوقف القتال والدخول في مفاوضات، مشيرا إلي ضرورة حل الخلافات بما يتوافق مع الميثاق الفيدرالي الانتقالي. نقلا عن القدس العربي