عاد التوتر بين دولة الامارات والمملكة العربية السعودية ليطفو على السطح مجددا، مع اقتراب توقيع الدول الخليجية على العملة الخليجية الموحدة والتي رفضت ابوظبي الانضمام لها،اضافة الى سلطنة عمان، حيث تقف آلاف الشاحنات عالقة عند منفذ حدودي بين الامارات والسعودية لثاني مرة خلال عام واحد. وقالت صحيفة 'غلف نيوز' الاماراتية التي تصدر بالانكليزية في دبي امس الثلاثاء إن طابورا بامتداد 15 كيلومترا داخل الامارات يضم خمسة آلاف شاحنة متوقف عند منفذ الغويفات. وأضافت نقلا عن السائقين ان بطء إجراءات التخليص الجمركي من الجانب السعودي هو السبب في ذلك. ويقول السائقون إن بطء تنفيذ الإجراءات لدى السلطات السعودية يعيد خلق الأزمة التي حصلت في حزيران (يونيو) الماضي عندما كانت تقوم بإجراءات اخذ البصمات. وقال البعض إن السلطات السعودية تبطئ في إجراءاتها لدى ضبط سلع مهرّبة، وقال أحد السائقين إن 'إجراءات التخليص اصبحت أبطأ وأبطأ منذ أسبوعين وقد ساءت مساء امس '، مضيفاً 'لا نعرف السبب الحقيقي للتأخير، لكن عندما يعثر على سلع غير قانونية تصبح الحركة أبطأ'. من جانبه قال الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي ل'القدس العربي' في اتصال هاتفي، 'لم نبلغ رسميا بوجود هذه الازمة على الحدود، ولكنني كمواطن اماراتي اجد العذر للجانب السعودي في هذا الوقت من العام، خاصة ان موسم الحج الان على اشده، وعقب تهديدات ايران بتسيير مسيرات خلال موسم الحج، فربما ان هناك اجراءات امنية اكثر شدة من اي وقت في السنة، ولكن ان استمر الوضع على ما هو عليه عقب انتهاء موسم الحج فلكل حادث حديث'. وقضى السائقون في حزيران (يونيو) أياما في أجواء الصيف الحارة عند نفس المنفذ. وقالت إدارة الجمارك السعودية في ذلك الوقت إن الازمة حدثت بسبب نظام جديد يعمل ببصمة الاصابع بدأ تطبيقه في المملكة. ويرى مراقبون ان هناك مشكلة مزمنة بين الرياضوابوظبي تمتد جذورها لأكثر من ثلاثين عاما تتمثل في مطالبة الامارات بنصيب اكبر في حقل الشيبة النفطي الواقع على الحدود بين البلدين، وينتج حوالى نصف مليون برميل من النفط يومياً، بالاضافة الى مطالبها بالشريط الساحلي المقابل له (منطقة العيديد) الذي تعتبره الامارات تابعا لها، وبلغ الخلاف حول هذا الشريط ذروته عندما عارضت الحكومة السعودية بناء جسر بحري يربط الامارات بدولة قطر ويمر فوق المياه الاقليمية لهذا الشريط. وتصاعدت التوترات العام الحالي بين الجارتين حينما أعلنت الامارات في أيار (مايو) الماضي انسحابها من مشروع الوحدة النقدية لمجلس التعاون الخليجي احتجاجا على إصرار الرياض على ان تستضيف مقر البنك المركزي الخليجي. وكان مصدر اماراتي استغرب اصرار المملكة العربية السعودية على وجود مقرات معظم مؤسسات مجلس التعاون الخليجي في عاصمتها الرياض. وفيما حاولت السعودية ترضية الامارات بمنصب محافظ المصرف المركزي الخليجي، أكد مسؤولون إماراتيون أن اختيار محافظ المصرف المركزي الخليجي من الإمارات يعد مسألة ثانوية بالنسبة للإمارات، ولا يمكن اعتباره بديلاً عن اختيارها مقرا لمجلس النقد الخليجي الذي تتمسك به الدولة، وفق مصدر وثيق الصلة بالموضوع. وكانت السعودية منعت في آب (أغسطس) إماراتيين من دخولها باستخدام بطاقات الهوية الخاصة بهم لان البطاقة تحتوي على خريطة تظهر أراضي سعودية كجزء من الامارات، حسب تعبير مصادر سعودية. القدس العربي