عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسئولية أهل اليمن تجاه مقدسات المسلمين وثرواتهم في الجزيرة العربية
نشر في الوسط يوم 02 - 11 - 2011

*تقرير/عبد الرزاق الجمل يبدو أن التنظيم في اليمن، كما تقول المعطيات على الأرض في الآونة الأخيرة، قد استغل بعض هذه الظروف أو استفاد منها كثيرا، لكنه لم يصل بعد إلى حيث يمكن أن توصله، على نحو مما رُسم في الكتاب، وإن كان يمشي بخطوات متسارعة في هذا الاتجاه. أما تراجع نشاط التنظيم في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، بعد اندماج فرعي التنظيم في اليمن والسعودية تحت مسمى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" فلا علاقة له بنجاح البرنامج السعودي في احتواء التنظيم، بل بصعوبة ظروف ذلك البلد، بدليل أن كثيرا من أبناء المملكة وفدوا إلى اليمن للقتال في صفوف التنظيم. واليمن بحسب قناعة التنظيم اليوم هي نقطة الانطلاق لتغيير الوضع القائم في المنطقة العربية وفي العالم، وهي القناعة التي يبدو أن كتاب أبي مصعب السوري أكدها أكثر، وبالتالي فإن على هذا البلد في هذه المرحلة أن يستقبل مجاهدين لا أن يكون، كما كان في السابق، أرض مدد فقط. وللتنظيم إصدار بعنوان "من هنا نبدأ وفي الأقصى نلتقي. وهذا الأمر هو ما بات يحدث الآن فعلا، حيث يوجد بين مقاتلي التنظيم في اليمن مقاتلون كُثر من جنسيات مختلفة، بالذات من دول الخليج العربي، وقد تحققت لتنظيم اليمن، في ظل ذلك، مكاسب عدة، كما أن التطورات الجديدة والمتمثلة في ثورات الربيع العربي، ستصب في صالح تنظيم اليمن قطعا. والكتاب، الذي يبدو أن قيادات التنظيم في اليمن تحفظه عن ظهر قلب، كون أبي مصعب السوري من كبار منظري القاعدة، تحدث وبشكل موسع ومفصل عن كيفية التعامل مع هذه الظروف واستغلالها على نحو أفضل، بالإضافة إلى النصوص التي أوردها، والتي تجعل من اليمن، كنقطة بداية لعملية تغيير ستطال المنطقة، أمرا كونيا، كما سيأتي. وهذا الأمر يجعلنا نناقش مستقبل التنظيم في اليمن وفي الجزيرة العربية بشكل عام، من خلال قراءة لبعض ما جاء في هذا الكتاب الذي لو قرأه اليمنيون لتفاجئوا، ربما، بحجم جهلهم لواقع بلدهم ولطبيعة ما يمكن أن يُناط به وبهم من أدوار قد تحدد مصير المنطقة برمتها. *اليمنيون وواجب تحرير الجزيرة افتتح المؤلف كتابه بسرد أقول العلماء حول جهاد الدفع وعلى من يكون واجب وأوجب، وجهاد الدفع، من خلال أقوال العلماء التي أوردها، فرض عين، بل أهم فروض الأعيان، والذي يتعين،حد قوله، في الحالات التالية: أ) إذا دخل الكفار بلدة من بلاد المسلمين. ب) إذا التقى الصفان وتقابل الزحفان. ت) إذا استنفر الإمام أفراداً أو قوماً وجب عليهم النفير. ث) إذا اسر الكفار مجموعة من المسلمين. ومن أقول العلماء التي أوردها، كلام لشيخ الإسلام بن تيمية نصه: (وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعاً، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط - كالزاد والراحلة - بل يدفع بحسب الإمكان ونص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم). وينقل المؤلف أقوالا كثيرة لكثير من العلماء تذهب كلها إلى وجوب قتال العدو المحتل من باب دفع الصائل، وأن ذلك يكون أوجب بدرجة رئيسية على أهل البلد الذي دخله العدو وعلى من قرب منهم، ومما عنهم أيضا شيخ الإسلام بن تيمية الذي قال "إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا". ومن خلال تركيز المؤلف على وجوب الجهاد، في هذه الحالة، على أهل البلد ومن قرب منهم، ومن خلال عرضه لواقع أبناء الجزيرة العربية وما وصل إليه حالهم بسبب حالة البذخ الذي يعيشونه، وكذا من خلال الحضور اليمني القوي في الجزيرة العربية، يخلص المؤلف إلى ما من شأنه ألف كتابه هذا، وهو أن على اليمنيين أكثر من غيرهم، مسئولية تحرير المقدسات والثروات في الجزيرة العربية. بلاد اليمن هي البلاد الواقعة في جنوب غرب جزيرة العرب، وتمتد من حدود عمان شرقاً إلى سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب غرباً، ومن حدود بلاد الحجاز وأسفل الربع الخالي شمالاً إلى سواحل بحر عدن جنوباً. وهي الركن الأساسي من جزيرة العرب من حيث الإنتاج الزراعي والموقع الاستراتيجي وكثافة السكان، والطبيعة الحصينة. بهذه الجملة الجغرافية بدأ أبو مصعب السوري حديثه عن اليمن، قبل أن يؤكد، من خلال إيراده لقول جمهور العلماء، أن اليمن من الجزيرة العربية، ولهذه الإشارة التي لم تكن عابرة، دلالتها المهمة بالنسبة له، تتعلق بحقوق لأهل اليمن في ثروات هذه الأرض التي استفرد بها قلة من الناس، خصوصا وأن سكان اليمن بشماله وجنوبه هم الأكثر في الجزيرة العربية، ويصلون مع سكان المناطق اليمنية التي آل أمرها إلى المملكة العربية السعودية، إلى 75%، فتلك المناطق، كما يقول أبو مصعب، أدمجت بموجب التقسيم الإنجليزي لبلاد الجزيرة بين الأسر والإمارات العميلة، مثل بلاد نجران وجيزان. لماذا اليمن؟ يتحدث المؤلف في كتابه هذا عن أرض الجزيرة العربية بعيدا عن تقسيمها الجغرافي الحالي، ويشير إلى حضور اليمنيين فيها بشكل كبير وعلى أكثر من مستوى وعن حقوقهم كشعب ينتمي إلى هذه الجزيرة. ويحاول المؤلف من خلال ذلك أن يستفر اليمنيين إلى حقوقهم إلى دفعهم للقيام بواجبهم، حيث يرى أن اليمن بما فيها من عوامل مهمة وبما لها من حضور سكاني واقتصادي وتضاريسي وغيره، هي المسئولة عن إعادة ترتيب الوضع الحالي في الجزيرة العربية، من تحرير المقدسات إلى تحرير الثروات، وساق المؤلف في كتابه ثمانية عوامل مهمة تؤهل اليمن لتحمل هذه المسئولية، ومن المهم أن نورد العوامل هنا مع قليل من الاختصار. أولاً: إن أهل اليمن وسكانها هم الغالبية العظمى من حيث العدد السكاني في جزيرة العرب فإن الإحصائيات تبين من حيث عدد السكان وتسلسله كما يلي: 1) سكان اليمن شماله وجنوبه وما اقتطع وألحق بملك آل سعود هم حسب الإحصائيات نحو 25 مليوناً من السكان. 2) سكان ما سمي بالمملكة العربية السعودية من مواطنيها الأصليين هم نحو 7 مليون إذا ألحقنا تعداد جيزان ونجران بأهل اليمن. 3) سكان مسقط وعمان يأتون بالمرتبة الثالثة من حيث العدد وهم أقل قليلاً من 2 مليون نسمة. 4) سكان الكويت مع الإمارات وقطر والبحرين كلهم بمجملهم الأصليين غير الوافدين نحو مليون ونصف المليون نسمة، فمجموع سكان الجزيرة العربية - جزيرة أهل الإسلام - وعقر دارهم هو نحو 35 مليون نسمة، منهم 25 مليون سكان اليمن، أي أن عدد سكان اليمن هو نحو 75% من سكان جزيرة العرب، وهذا من أهم الحقائق التي يجب إدراكها إن أهل اليمن هم السواد الأعظم من أهل الجزيرة. ثانياً: من حيث الزراعة والكفاية الغذائية فإن نسبة الأراضي المخصبة المنتجة في بلاد اليمن هي أيضاً أكثر من 75% من كافة مساحة الأراضي المنتجة والممطرة والحاوية على المياه الجوفية في الجزيرة. ثالثا: أن الطبيعة الجبلية الحصينة في اليمن تجعل منها القلعة الطبيعية المنيعة لكافة أهل الجزيرة بل لكافة الشرق الأوسط فهي المعقل الذي يمكن أن يأوي إليه أهلها ومجاهدوها، وهذا ثابت في تاريخ اليمن العسكري. رابعأً: الشوكة والبأس وأهلية القتال عند أهل اليمن، فإضافة إلى صلاحية الأرض للقتال وتشكيلها حصناً منيعاً في وجه الأعداء، فإن التركيبة القبلية المتماسكة، والبأس والشجاعة وحب القتال في رجال اليمن واقع تاريخي مشهود منذ القدم، في حين غلب على عموم أهل الجزيرة خاصة في السعودية ودول الخليج بسبب طفرة النفط في الثلاثين سنة الأخيرة وبطر المعيشة الذي نزل بكثير من أهلها، غلب عليهم الاسترخاء وعدم الأهلية للقتال إلا عند الندرة ممن رحم الله من شبابها المجاهد المهاجر بعيداً عن مواقع الترف وبطر المعيشة. خامساً: انتشار السلاح في بلاد اليمن والذخيرة بكافة أشكاله، فالإحصائيات الرسمية منذ سنتين ذكرت وجود نحو (70 مليون قطعة سلاح فردي في اليمن) وذلك نظراً للتقاليد القبلية التي تفخر به وللمخزون الذي خلفه الشيوعيون في جنوب اليمن وازدهار تجارة السلاح مع السواحل المقابلة للقرن الأفريقي وشرق وسط أفريقيا الذي يتكدس فيه مخلفات الأسلحة والذخيرة والكميات الهائلة نتيجة الثورات والحروب المتلاحقة في تلك المناطق. سادساً: الحدود المفتوحة التي تتيح حرية الحركة والمناورة العسكرية، فالجبال والصحاري الشمالية تتوغل وتوفر الطرق إلى كافة بقاع الجزيرة في نجد والحجاز ومسقط وعمان وبلاد الخليج وهي حدود تزيد على أربعة آلاف كيلو متر، والسواحل البحرية المطلة على الجزر والبحار في البحر الأحمر وخليج عمان وبحر العرب سواحل تزيد في طولها على ثلاثة آلاف كم، تتحكم بواحد من أهم البوابات البحرية وهو مضيق باب المندب الذي تمر فيه ما بين الشرق والغرب عبره وعبر قناة السويس معظم التجارة العالمية الهامة، إن هذه الحدود المفتوحة التي لا يمكن السيطرة عليها توفر هامش مناورة عسكرية إستراتيجية غاية في الأهمية لا تخفى على كل بصير. سابعاً: الطبيعة الحرة لأهل اليمن كما هو حال الأرض، فالقبائل والشباب والصحوة الإسلامية لم تقع أسيرة التنويم والسيطرة النفسية كما حال معظم سكان باقي بقاع الجزيرة، فالانفتاح الثقافي والعلمي وتعدد الاتجاهات ووجود التيارات الفكرية عامة والمدارس الإسلامية والدعوية والجهادية خاصة، وفر طبيعة حرة لدى أهل اليمن عامة وشباب الصحوة والمجاهدين فيها خاصة، في حين وقع كثيرا من شباب الجيلين الأخيرين من الذين ولدوا في طفرة النفط في باقي بقاع الجزيرة ضحية أسر مركب معقد.. أسر لطغيان الأسر المالكة التي دجنتهم وأدخلتهم في طاعة الفراعنة والتبعية لهم والخوف منهم. ثم اسر أنظمة رجال الدين الذي أقيم رديفاً لنظام الفراعنة هناك، بالإضافة إلى أسر بطر المعيشة والترف وطغيان الغنى ثامناً: الفقر العام لدى عموم أهل اليمن والشعور بالظلم والغبن والذي يعتبر محركاً أساسياً دفيناً يجب توجيهه التوجيه الإسلامي الشرعي الصحيح حيث يعتبر عند ذلك عاملاً استراتيجياً مهماً في تحريك الناس للجهاد لاسترداد حقهم وأهليتهم لذلك، وقد ورد في كثير من الأدلة مشروعية الدفاع عن المال الحلال ويكفي في الدلالة على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتبر من قتل في الدفاع عن ماله. عوامل وعوائق وعلى الرغم من أن العوامل التي أوردها المؤلف هي فعلا في غاية الأهمية، إلا أن هناك ما يقلل من فاعليتها، وأعتقد بأنه لو ألف هذا الكتاب بعد حرب صعدة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، لتعاملها معها بشكل مختلف، فامتلاك السلاح، على سبيل المثال، لا يكون أمرا إيجابيا في ظل وجود احتراب داخلي، بل قد يكون له دور سلبي، كما أن وجود الطوائف المتناحرة سيشغل اليمنيين عن همٍ عام كهذا بهمٍ أنفسهم الخاص، ناهيك عن أن تكون هذه الطوائف تعمل لحساب جهات خارجية، إقليمية ودولية، وهذا يساعد على إطالة الوضع الحالي في المنطقة العربية، لكن يمكن استغلال هذه العوامل على نحو أمثل حين تفرض جهة ما في الداخل نفسها كأمر واقع، وهو ما بات يقوم به الآن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، نظرا لكثير من المستجدات. ففي تطورات الحرب على الإرهاب، وبعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في حسم معركتها مع تنظيم القاعدة، لجأت إلى اللعب بالورقة الطائفية بشكل يعكس انزعاجا لا حدود له من التنظيم، فعلى الرغم من قلقها من المشروع الإيراني في المنطقة العربية، إلا أنها غضت الطرف عن أيادي إيران في العراق، لما تقدمه لها من خدمات في مجال الحرب على القاعدة، متجاوزة بذلك مخاوف المملكة العربية السعودية من التوسع الإيراني. في اليمن تجاوزت أمريكا مخاوف السعودية أيضا من وجود جماعة الحوثي وكلفت الحوثيين بملف تنظيم القاعدة في المحافظات الشرقية، بحسب الأمين العام لحزب الحق حسن زيد. وعلى الرغم من أن حرب الولايات المتحدة الأمريكية ضد التنظيم تعتمد، وبدرجة رئيسة، على حلفاء أو عملاء في الداخل المحلي، إلا أن أبا مصعب السوري لم يتطرق لهذه النقطة، ربما لأن الحرب على التنظيم حين ألف هذا الكتاب لم تكن بالشكل الذي هي عليه اليوم، وربما لأنه لم يتوقع تجاوبا محليا بهذه الصورة مع مطالب الغرب. والكتاب يتحدث عن الواقع اليمني قبل التطورات التي حدثت خلال الأعوام الأخيرة، خصوصا في مجال الحرب على القاعدة، والتي رافق العمل العسكري
فيها عمل إعلامي دعائي أوجد بعض التأثير في ثقافة المجتمع تجاه هذه القضية، إلا أن ذلك لم يحد من تنامي التنظيم. تجدر الإشارة هنا إلى أن الكتاب ألف عام 1999م، أي قبل الحادي عشر من سبتمبر بأكثر من عام، ما يعني أن تطورات الحرب على الإرهاب وما خلقته من متغيرات، قد تتيح المجال لملاحظات كهذه على هذا الكتاب بشأن الوضع في الداخل اليمني. وإذا كان الوضع في الداخل على هذا الحال الذي أشرنا إليه قبل قليل، أو أريد له أن يكون كذلك، فأن تنظيم القاعدة في اليمن سيجد نفسه أمام القيام بواجب كبير بالنيابة عن الشعب اليمني، في إطار واجب أكبر بالنيابة عن الأمة جمعاء، ولن يتمكن من القيام بواجبه الكبير والأكبر ما لم يبدأ بفرض نفسه كأمر واقع، وهو ما يبدو أن التنظيم بات يفعله في الآونة الأخيرة، وتمثل ذلك في سيطرته على محافظة أبين، وقد يتمثل أكثر في سيطرته على مناطق أخرى. ومع وجود بعض العوائق التي قد تقلل من مدى فاعلية العوامل الثمانية التي أوردها مؤلف الكتاب، إلا أنها، في نهاية المطاف، قد تكون مجرد أسباب لأمر كوني نصت عليه الأحاديث النبوية، وسيحدث قطعا، وهو أيضا ما أشار إليه المؤلف في بداية كتابه وهو يتحدث عن فضائل أهل اليمن، ومن تلك الأحاديث الحديث الشهير الذي يتحدث عن خروج جيش من عدن أبين قوامه اثناعشر ألف مقاتل ينصر الله بهم الدين. خارطة طريق بعد حديث المؤلف عن وجوب جهاد الدفع على أهل البلد الذي هاجمه العدو وعلى من قرب منه، وبعد حديثه عن أرض الجزيرة العربية وعن حضور اليمن فيها، وخلوصه إلى أن واجب تحرير الثروات فيها يقع بشكل رئيسي على اليمنيين، بعد كل ذلك يحاول المؤلف أن يضع خارطة طريق للكيفية التي يمكن أن يقوم بها من سيتحمل هذه المسئولية في اليمن. ومن المهم هنا التذكير مجددا بأن الكتاب ألف قبل الحادي عشر من سبتمبر، والغرض من هذا التذكير أمران، أولهما مراعاة التطورات التي حدثت في مجال الحرب على الإرهاب، وثانيهما ملاحظة واقع العمل القاعدي ومدى عمله وفق ما جاء في الكتاب. وهنا يطرح المؤلف خطوات أو نصائح رأى أنها يمكن أن تكون خطوطا عريضة للبدء بهذا العمل، وهي بقليل من التصرف: أولاً: يجب أن يبذل الشباب المجاهد والعازم على الجهاد وسعهم في دعوة وإقناع العلماء ورؤساء القبائل من المخلصين المعروفين بالعلم الشرعي والنزاهة أو الزعماء المعروفين بالشهامة والنخوة والمروءة لتكوين قيادة من أهل العلم الشرعي وأصحاب الشوكة والأعوان وشباب الجهاد وأصحاب الخبرة ما أمكن ذلك قبيل البدء بهذا الجهاد، فإن تعذر ذلك فعلى المجاهدين البدء بمن آمن بهذا الواجب ومتابعة دعوة الآخرين باستمرار من خلال مسار الجهاد وعدم انتظار قناعة القاعدين والمثبطين والمتخوفين. ثانيا: ومتابعة الإعداد والدعوة من خلال القتال والدفع، لأن كثيراً من مقومات العمل هذا ولوازمه وأتباعه مع مساره وبعد بدايته ولو قعد الناس لما توفرت اللوازم ولا لحق الأتباع. ثالثا: عدم حصره في مواجهة الحكام المرتدين في حدود اليمن، فهؤلاء هم آخر صف الأعداء، وعلى المجاهدين حشد كل أهل اليمن من المسلمين معهم حتى أصحاب النقائص لأداء فريضة جهاد الدفع هذا، إن هذا يسمى مفتاح الجهاد وشعاره الذي سيقدمه المجاهدون للناس فالأهداف والأعداء هم في باقي بقاع الجزيرة أكثر منهم داخل اليمن وحتى الغنائم اللازمة للجهاد هي هناك في الجزيرة هذا أمر مهم، هي حول اليمن في الجزيرة والبحار المحيطة وممرات التجارة والنفط أكثر منها بكثير داخل اليمن، فاليمن قاعدة والجزيرة كلها ساحة العمليات الأساسية التي يجب أن تمتد من حين لآخر في كل مكان لصالح هذه الحرب المقدسة الإسلامية العامة، وعليه فإن المطلوب هو تشكيل قوة إسلامية من أهل اليمن وشبابه ومجاهديه ومن لحق بهم من أهل الجزيرة وشباب الإسلام، تتمركز في اليمن وتستند إلى حصونه وجباله وشكيمة أهله وتوفر السلاح والذخيرة كقاعدة انطلاق، والتوجه لضرب الأعداء في الجزيرة عامة. رابعا: أن تكون اليمن نقطة انطلاق لا أرض مدد لجبهات أخرى في بلدان أخرى ملتهبة، ويتعجب المؤلف مما يفعله بعض الشباب اليمنيين حين يسافرون إلى آخر الدنيا بقصد الإعداد والتدريب مع ما يكلفه هذا من المال والمجازفات الأمنية وضياع الوقت، ويرى بأن تكاليف السفر هذه لو صرفت على إعداد طرق سرية أو علنية للتدريب المكاني داخل اليمن لكان أجدى وأنفع. خامسا: التمويل لهذا العمل يجب أن يكون من الغنائم، وينتقد المؤلف تسول الدعم من أية جهة، كما يرى أن " فميدان الغنيمة كما هو ميدان الجهاد كامل الجزيرة، أموال المرتدين من الأمراء والملوك والسلاطين والحكومات العميلة وهو رزق متناثر في كل حدب وصوب، وأموال الصليبيين والنصارى من الشركات الاستعمارية التي تشرف إما على نهب الثروات وإما على بيع منتوجات المحتلين، وهذه اليمن تشرف على واحد من أهم مضائق العالم وسفن وناقلات نفط الكفار تعبر كل يوم بالمئات بالرزق والمال فبعد كل هذا الخير يبقى مجاهد حمل رشاشه على كتفه بحاجة أن يتكفف القاعدين؟". سادسا: في هذا البند يحدد المؤلف نوعية الأعمال العسكرية التي يمكن القيام بها، ويرتبها من حيث الأولوية على هذا النحو: 1) كافة أشكال تواجد اليهود والنصارى والمشركين في جزيرة العرب، كل جزيرة العرب وهي حسب أهميتها على التسلسل التالي، ويشمل هذا الجنسيات المحاربة أهمها على الترتيب التالي: أولاً: الأمريكان، ثانياً: الإنجليز، ثالثاً: الفرنسيين، رابعاً: باقي دول حلف الناتو، خامساً: باقي أشكال تواجد النصارى، سادساً: الهنود، الهندوس والبوذييين. سابعاً: الروس. فهذه الجنسيات، من وجهة نظر المؤلف، هي التي تتولى بإدراة اليهود ومشاركتهم حرب أهل الإسلام وسفك دمائهم وانتهاك أعراضهم وسلب أموالهم، وهذا مشهود معروف في كل أنحاء العالم لكل ذي سمع أو بصر، وأما أهم أشكال تواجدهم فعلى الشكل التالي: 1) مراكز التبشير والتنصير والتأثير الثقافي من الجامعات والمراكز الثقافية والتأثير الحضاري الغربي. 2) التواجد الاقتصادي: شركات وخيراء نهب الثروات، ثم مندوبي وموظفي شركات بيع منتوجات الغرب الأجانب. 3) التواجد الديبلوماسي: سفارات وقنصليات وبعثات أجنبية ديبلوماسية مختلفة. 4) المستشارين الأمنيين وفروع استخبارات صليبية معاونة للحكومات المرتدة. 5) القواعد العسكرية الأجنبية ولا سيما التابعة لحلف الناتو وأفرادها وعوائلهم المقيمين معهم في الجزيرة. 6) السياح والمسافرون والعابرون من بلادنا لشؤون شتى. وباستثناء بعض الخطوات التي تحدث عنها المؤلف، يبدو البعض الآخر بديهيا، كما أن هناك من ما يتطلب خطوات أخرى تتناسب ونوعية المستجدات التي أفرزتها الحرب العالمية على التنظيم، خصوصا وأن هذه المهمة انحصر أمرها على فئة لا على اليمنيين ككل. ويتضح ما أشرنا إليه هنا من خلال الشبهات التي أوردها المؤلف والتي قال إنها قد تطرح في سياق الترغيب عن هذا العمل، وهي شبهات تفترض أن اليمنيين فصيل واحد، واختلافهم قد يكون حول فائدة وعدم فائدة عمل كهذا، بينما هناك عوائق أكبر أشرنا إليها في التعليق على العوامل الثمانية التي ساقها، أما الشبهات المذكورة فتتعلق بما قد يطرح حول شرعية الحكومة الحالية لأنها تحكم بالشريعة، واحترام حقوق الجوار للدول والممالك المجاورة، وبعدم جاهزية أهل الإسلام وأهل اليمن بشكل خاص عن القيام بهذا الأمر، بالإضافة إلى ضرورة الإبقاء على اليمن هادئة لأنها تشكل قاعدة مستقرة وموئلاً لبعض المطاردين في بلادهم وأسرهم في وقت ضاقت فيه عليهم الأرض بما رحبت، كما أنها تعتبر ملاذاً أو معبراً لمن يريد الجهاد من شباب الجزيرة من السعودية والإمارات الأخرى. والخلاصة أن الكتاب في غاية الأهمية إذا ما تجاوزنا أمر إناطة مؤلف الكتاب مسئولية هذا العمل بالشعب اليمني ككل، ومع أن ما قام به المؤلف قد يكون تذكيرا بالواجب اليمني تجاه المقدسات بشكل عام، إلا أنه بنا بعض الأمور، خصوصا في مجال العمل العسكري، على هذا التصور، وهو ما يبدو أن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب تجاوزه. المؤلف في سطور: * عمر عبد الحكيم أو أبو مصعب السوري، هو مصطفى بن عبد القادر بن مصطفى بن حسين بن الشيخ أحمد المُزَيِّكْ الجاكيري الرفاعي. ولد في مدينة حلب شمال غرب سورية من بلاد الشام . فجر يوم 17 ربيع الأول (1378ه.) , في صيف (1958م. ). * درس في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب خلال (1976- 1980). * سافر إلى الأردن إثر انتكاسة الثورة الجهادية في سورية. والتحق بتنظيم الإخوان المسلمين , وعمل مدربا في الجهاز العسكري للتنظيم في قواعده في الأردن , وفي معسكراته في بغداد (1980- 1982) , وعرف أيامها باسم ( أبو العبد ). * تخصص في علم هندسة المتفجرات وحرب عصابات المدن والعمليات الخاصة. * أثناء معارك حماة سنة 1982 . عينت قيادة تنظيم الإخوان المسلمين المقيمة في بغداد أبا مصعب عضوا في القيادة العسكرية العليا بإمارة ( الشيخ سعيد حوى ) ونائبا للمسؤول عن منطقة شمال غرب سوريا لكفاءاته العسكرية . * إثر دمار مدينة حماة وانهيار برنامج المواجهة مع النظام السوري. أعلن أبو مصعب انفصاله عن تنظيم الإخوان. * سافر إلى أفغانستان سنة (1987) بحثا عن ساحة للإعداد ولجمع المعونات لتلك المحاولة التي لم يكتب لها النجاح . * عمل محاضرا في الفكر الجهادي ومدرسا لمادة حرب العصابات في معسكرات المجاهدين العرب, وشارك في الجهاد الأفغاني ضد الروس والشيوعيين خلال (1987- 1991م). وفي تلك المرحلة تعرف على الشيخ أسامة بن لادن والتحق بتنظيم القاعدة في بداية تأسيسه سنة (1988م وكان أحد المقربين من الشيخ أسامة خلال مرحلة الجهاد الأفغاني ( 1988-1991)م. * أسس في أفغانستان خلال الفترة ( 1997 -2001) معسكر الغرباء في قاعدة قرغة العسكرية الشهيرة في كابل بتعاون مع وزارة دفاع الطالبان. وبايع أمير المؤمنين ملا محمد عمر في قندهار في محرم (1421ه - 2000م ). * إثر سقوط إمارة طالبان اعتزل وتفرغ على مدى السنوات الأربع الماضية لصياغة (نظريات و رسائل دعوة المقاومة الإسلامية العالمية) وعدد من الأبحاث الأخرى . * أعلن في ديسمبر 2004م إنهاء عزلته الفكرية ليستأنف نشاطه الفكري والميداني, لمتابعة نشر وبناء دعوة المقاومة الإسلامية العالمية. وذلك إثر إعلان وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة بحث واعتقال بحقه وتخصيصها مكافأة مالية للقبض عليه.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.