كتب/ سام عبدالله الغُباري ?أضحكني على بليتي صديق نابه بخيال "ذماري" فريد .. قائلاً ( لو كان محافظ ذمار الحالي مديراً لمديرية "سنحان" لأعلنت انفصالها على الفور (!!)) ، ثم بادلني ابتسامة حذقة ، و استطرد في تشعبه : تُشعرني "ذمار" بفضائها المتضايق بساحة ملعب يؤدي فيه "المحافظ" دور كابتن الفريق الذي لا يختلف إجمالاً عن أداء منتخبنا الوطني التعيس .. و بيده كرة القدم ، فلا يسمح لغيره بإمساكها .. يدور حول الملعب هرباً .. و لا يشارك أحداً اللعب ، و لا يهاجم الخصم لإحراز هدف الفوز .. همه أن تكون الكرة بيده ، و عندما يدرك المدرب أن هذا "الكابتن" لا يجيد اللعب بقدر إرتجاليته وليدة اللحظة ، تكون أهداف الخصم قد دمرت مرمى الشباك ، فخسرنا الجمهور و الكأس ، و حصدنا تندر و سخرية المُعلق و المتابعين (!!). ?أنهى صديقي خياله الساخر .. فبادرته سائلاً : ما الحل إذاً ؟! ، أجاب ببديهة حاضرة : إقالة منتخب اليمن .. و محافظ ذمار ..(!!) .. قد يكون صديق المقيل اليومي مُحقاً في تندره "الذماري" الدائم بوصف أداء رجل "ذمار" الأول ، غير أن أبرز قلق تواجهه المحافظة الوسطى هو تداعيات هذا الأداء المُربك في إغراق منطقة بأكملها ، و إفراغ نشاطها ، و تعميق حالة اليأس المجنون بين أفرادها و موظفيها من إمكانية تعامل السلطة المحلية بمعيار واضح .. و ليس فيها سوى ديكتاتور واحد لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع فريق أوصله لارتداء فانلة الرقم (10) . ?في "الضالع" تمور الأحداث الشيطانية بلهيب مستعر .. و يتعرض المحافظ المقتدر لإنتقادات نارية ، و تحديات وطنية .. تُحرق علم الوحدة ، و ترفع العلم الشطري البائد (!!) ، و برجاحة العقل المسؤول ، و حكمة القائد الواسعة تتقبل قيادة "الضالع" مختلف الضربات الموجعة .. و تتعامل السلطة المحلية بذكاء لا يخلو من صرامة التأديب .. و تخفيف حدة الحراك المنفلت باتخاذ إجراءات هادئة .. و خطى حثيثة لاستيعاب الشغب المتدفق بكراهية لا حدود لها (!!). ?لا يدرك "الضالعيون" حقيقة رجلهم الأول ، و مدى براعته التي لمستها و عايشتها في اتصال مباشر مع اللواء : علي قاسم طالب الذي زرته و زارني .. و أقحمته في سلسلة ندوات وطنية تعمقت في واقع ما يدور خلف أضلاع "الضالع" الملتهبة (!!) ، فرأيت في عينيه وثبة حب شاسعة لا تدركها عناوين الرجولة التائهة في بلاد الغضب الغريب .. و طفقت أسأل : ماذا لو كنت "ضالعياً" ؟! . ?في "ذمار" لا تجد أحداً يؤمن بحقيقة الإنصاف و الصدق و حسن التعامل مع خبرة المسؤول الأول .. فقد تماهت أشرعة السفن .. و فقد الربان خارطة الطريق ، و انشغل بنظافة المركب من مخلفات الطيور البحرية (!!) .. فلو كنت "ضالعياً" لما تجرأ مخلوق على إهدار أراضي الدولة لمعيته الخاصة ، و حكم بأهل منطقته و مريديه حياة الناس و تنميتهم .. لو كنت كذلك لهتفت فيهم : أتركوا النار .. و اذهبوا للنماء فإن فيكم "محافظ" لا يُظلم عنده أحد (!!) ، لو كنت هناك لما خرجت لنفخ رياح الكراهية .. و لكنت واثقاً باقتناص عطاء التنمية المبذول .. و الوظائف ، و حرية القول المطلقة ..!!. ?لا أدري لماذا تدمرون مصابيح المحبة ، و ترفعون أعلام التشطير المقيت .. لأننا إن رفعنا و دمرنا و أشعلنا الشوارع باروداً و ناراً فلا جُناح علينا .. عندنا "العمري" ، و عندكم "طالب" .. نحن في الجيب ، و أنتم تعربشون النوافذ ، و تسترقون السمع ، و تهلكون نهوض "اليمن" ، و ترعبون السائر و المسافر ..!!. ?على مصيبتنا نرفع صور "الرئيس" ، و نشرئب بأعناقنا الخانعات لمرأى شموخ علم الوحدة الوضاء .. و على بهاء قائدكم تنكسون أعلام الوطن ، و توزعون صور "البيض" .. نحن لا نسأل أحداً عن هويته ، و لا نصطاد لوحة سيارته .. و أنتم تقتلون "العنسي" ، و تروعون الأبرياء ، و تحفلون بالفوضى (!!). ?من يحق له أن يصرخ وجلاً .. أن يقذف بوطنه خلف أسوار الشمس اللاهبة .. نحن أم أنتم ؟! ، لو كنت "ضالعياً" لصنعت تمثالاً من ذهب لمحافظ لا يتكرر .. و لأني "ذماري" فقد كسر "محافظنا" ريشة الألوان .. و مزق جدارية الولاء و الانتماء ..(!!). ?الدولة تلهث لرضاكم .. و نحن نفرح لسخطها .. تعبيركم عن مطالبكم يفوق احتمال الحياة ، و ضرورة السماء .. و تعبيرنا الباهت يُقابل بعنف المصادرة ، و الترويع و الاحتجاز ، و الاعتداء على الممتلكات ، و بحمق قاتل .. عشتم زمن كبت الرفاق القاسي ، فأفرغتم كل سنوات التكميم بإيقاد جذوة الرعب الرهيب (!!) .. عشنا سنين المشائخ ، و نهب الأراضي ، و رعب الأمن الوطني ، فقصدنا "المقائل" لتفريغ شحنات الغضب المتواري إلى نكات سمجة ، و ضحكات حبيسة (!!) . ?لا يطلبكم أحد بالاعتذار عن دخان الشوارع ، و عندنا يكون الاعتذار أولى مطالب التركيع .. حققتم وظائف المستقبل بلا مؤهل .. صُرفت لشبابكم أراضي السلطان .. لا يجرؤ نافذ على تغيير مناصبكم و مواقعكم فقد يُكلفه ذلك تهمة المساس بشعور الوحدة المُرهف .. أما نحن فنمتلئ بعاطلين لا حصر لهم ، و بوظائف نحلم بها بعد ثلاثين عام .. و بأراضٍ التهمها "الراعي" (!!). ?يُحكى أن قحطاً شديداً أصاب "الضالع" .. حتى جاءها ولي صالح .. فانهمر مطرها .. و رويت مزارعها .. و تدفقت عيونها . فاستبشر الناس ببركته .. و لأنهم لا يريدون فراقه ، و دوام بركته .. قتلوه ، ثم بنوا على قبره مزاراً للتبرك (!!) . ?يا "ضالع" الضلوع : إن آخر الأولياء بين ظهرانيكم .. و عندنا آخر الفراعنة .. فلا تقتلوا وليكم ..!!. نصيحة مجرب : إذا كنت في نعمة فارعها .. فإن "المحافظ" يُزيل النِعم .و إلى لقاء يتجدد .. ((( انتهى)) [email protected]