- محمود الطاهر حينما تكون المغالطة تجري بعيدا عن الحكومة، فإننا نبلغ عن مغالطات وفساد حدث لتتخذ إجراءات ضد هكذا شأن حتى على الأقل يقال إن بعضاً من مسئولي البلاد يرفضون تلك الإجراءات البعيدة عن الحقيقة الساطعة، لكن عندما يحدث ما أسلفته آنفا بدعم وحضور رئيس الحكومة والذي يؤكد دعم ذلك بحجة إرساء الديمقراطية حتى في الرياضة.. فما نلبث إلا أن نقول على الدنيا السلام. نحن لا ندعي الافتراء.. أو بث الكراهية.. أو إثارة البلابل والفتن.. بل ندعو لتحكيم العقل والمنطق فيما حدث في انتخابات اتحاد كرة القدم التي جرت يوم الأحد الماضي 4 إبريل من العام الجاري بصنعاء بحضور رئيس مجلس الوزراء.. والذي دعا في كلمته لإجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، وخاطب ممثلي الجمعية العمومية قائلا: إن تطور كرة القدم اليمنية مرهون باختياركم، وهو ما يتطلب منكم حسن الاختيار وإيجاد توليفة مثالية من الكوادر الشابة، والمؤهلة التي تمتلك القدرة على تحقيق النجاح..الخ. إلا أن ذلك، وكما يبدو دخل من أذن.. وخرج من الأخرى، وكأن ما قاله رئيس الحكومة ما هو إلا كلمة مظهرية لإبداء الصورة أمام الرأي العام أن ما حدث في ذلك اليوم هو انتخاب ديمقراطي حقيقي، بالرغم أنه عكس ذلك.. فتمت العملية وغردت خارج السرب، وكأن ما جرى يوم الأحد المنصرم الذي قيل عنه انتخابات هو صورة تم تجميلها حتى لا يثار الحديث عن مخالفة تلك العملية. إن ما نشرته صحيفة الرياضة في عددها الصادر بنفس اليوم الذي أقره اتحاد القدم ليكون يوم انتخابات كرة القدم برقم (961) وتاريخ 4 إبريل 2010م، عن أسماء الفائزين لهو دليل واضح أن ما جرى ليس انتخابات وإنما كان عملية خذ وهات يمين أنك ستثبت ولاءك لي ولفلان وعلان.. ليأتي مساء اليوم التي كشفت الرياضة عن الأسماء الفائزة.. البلاغ الصحافي عن فوز تلك الأسماء نفسها.. ولا جديد.. وهكذا الانفراد الصحافي وإلا بلاش.. المصيبة الأخرى أنه وبعد أن أجلت وزارة الشباب والرياضة انتخابات الهيئات الإدارية للأندية التي ستنتخب الجمعية العمومية والتي بدورها ستقوم بإجراء انتخابات نزيهة وشريفة لنتجنب البلبلة.. والجدل الدائر لتعطي اتحاد القدم والعيسي بتشكل جمعية عمومية ولجنة الانتخابات بمزاجه ليضمن تزكيته وهو ما حدث بالفعل، ويأتي وزير الشباب والرياضة ليبرر موقفه ويقول: إن وزارته حرصت على أن تكون إجراءات انتخابات اتحاد القدم حد وصفه متوافقة مع لوائح وتشريعات الاتحاد الدولي!! وهنا نتساءل.. يا معالي الوزير هل تجد أو سمعت من قبل أن من يشكل جمعية ويحدد قوام جمعية عمومية ويشكل لجنة انتخابية بذاته.. يتم بواسطتهم إجراء انتخابات وهو المرشح ويقال عنها حرة ونزيهة صحيحا.. وهل تجد أن يقوم مثلا رئيس دولة باختيار أشخاص من مناصريه، وتوجيه بعمل لهم بطاقات انتخابية خاصة وتهميش المعارضين ويترشح لرئاسة البلاد.. يكون ذلك إجراء ديمقراطياً؟ وهل وجدت أو سمعت أن الاتحاد الآسيوي أو الأفريقي، قاموا بتعيين رؤساء الاتحادات في البلدان، وأعلنوا ترشيحهم للانتخابات القارية مثلا ليضمن رئاسة الاتحاد الآسيوي أو الأفريقي؟ وهل سمعت أن بلاتر عين أحداً من الشخصيات على رأس الاتحادات القارية ويعلن ترشيحه؟ كيف؟ ولماذا؟ وهل؟ وأين؟ أسئلة كثيرة تجري في الأذهان هل تستطيع أن ترد عليها، ومن خلالها نستطيع القول إن تزكية اتحاد القدم صحيحة، وأن صمتك خوفا على مستقبل الكرة في اليمن. أو كما تقول إن الصمت ذلك هو حتى لا تحدث عقوبات للكرة اليمنية، وأن الوزارة لا دخل لها في اتحاد القدم.. إذ كان مثل ما تبرره.. إذا لماذا تتعدم وزارتك وتصرف الملايين لهذا الاتحاد. دع أمر الدعم المالي الذي تضخه من الخزينة العامة ووفرة لمشاريع البنى التحتية الرياضية والشبابية، ومسألة دعم اتحاد القدم ماليا دعه من اختصاص الاتحاد الدولي "فيفا" الذي يحظر ويحرم التدخل الحكومي في خصوصيات الاتحادات في البلدان.. أو ادعم وضخ المال العام، وأسأل وحاسب عنه، ويجب أن يكون لك كلمة قوية لا سيما وأنت تصرف من مال الوطن. *هامش اتضح أن اللجنة الإعلامية الخاصة عن ما يسمى انتخابات اتحاد كرة القدم، لم تقم بالواجب بنزاهة ومهنية، حين دعت صحافيين معروفين لها، فقط، وامتنعت بل ورفضت أن توجه دعوات لبعض الصحافيين الذين كتبوا عن حقيقة اتحاد القدم، بالرغم من تواصل بعضهم مع المسئول الإعلامي الخاص لذلك قبل وقت كاف للتزكية المشبوهة، فتحجج لهم بأن صورهم ليست في أرشيف بريده الإلكتروني، طالبا منهم أن يرسلوها إلكترونيا فاستجاب الصحافيون لذلك، إلا أنهم تفاجأوا برده: الوقت تأخر، ولم يستطع أن تفتح البريد، بالرغم أن آخرين أرسلوا صورهم قبل التزكية بيوم وتم قطع بطاقة دخول القاعة.. وما هكذا تكون المهنية الصحافية.