«كاك بنك» يكرم الموظفين المثاليين للعام 2024/2025    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    العدوان الأمريكي يستهدف الحزم بالجوف ب15غارة منذ الصباح    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    مجلس القيادة يؤكد دعم الحكومة لإنهاء التشوهات النقدية ويشدد على انتظام عملها من الداخل    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    إلى رئيس الوزراء الجديد    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    كيف أصبح السيئ بطلاً؟    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابنائها وقودحروب لايراد لهم ان يستريحوا ..
نشر في الوسط يوم 15 - 07 - 2009

الضالع .. منجزاتها مبنى محافظة وسجن مركزي حين نقدم بين يدي السادة القراء والمسئولين وكل شرفاء الوطن تحقيقا صحفيا عن محافظة الضالع لننقل لهم واقع المحافظة وأحوال المواطنين والمشاكل التي تواجههم في أيام وظروف حساسة مثل التي نعيشها يجب أن يكون التحقيق الصحفي نزيها وشجاعا وواضحاً لا يهمنا فيه من نرضي بقدر ما يكون فيه همنا الأول كشف اللثام عن الحقيقة لأن الحقيقة المحتكرة لا تغدو حقيقة لأنها غائبة عن الناس والحقيقة المعلنة تبقى جامدة إذا لم يتم الاعتراف بها وتفعيلها. وفي الضالع غرزوا الخنجر فوق الجرح حتى أصبح الألم لا يحتمل فإلى محافظة الضالع التي تم التنكر لتاريخ نضالها الطويل. تحقيق/ محمد غالب غزوان اعرف الضالع يا فهيم كانت جبال الضالع ومنازل أبنائها ومعها "ردفان" مأوى وستراً وموقعا لانطلاق المناضلين المقاومين للاستعمار البريطاني حتى تحققت ثورة 14 ن أكتوبر التي من أوليات أهدافها تحقيق الوحدة اليمنية وبحكم أنها كانت منطقة فقيرة وتعاني من الجهل والإهمال والبؤس وغياب الدولة انخرط أبناؤها بسخاء في السلك العسكري والأمني سيما وأن أبناء المناطق الأخرى في عدن والبدو في شبوة وحضرموت والمهرة كانوا لا يطيق العمل في المجال العسكري إلا قليل منهم فكان أبناء الضالع أغلبهم يعملون في السلك العسكري والأمني وطوروا أنفسهم ودرسوا أبناءهم حتى وصلوا إلى مؤهلات عسكرية عالية وقادة ألوية وأسلحة متنوعة بما فيها الصواريخ والدبابات والطيران والمدفعية في ظل حكم يحاسبون فيه على ثمن "قلم الرصاص" من أصغر جندي حتى أكبر ضابط، فعاشوا على رواتبهم ولم يشيدوا المباني الضخمة والفلل بالمال الحرام وبحكم تربيتهم العسكرية واستمروا يهتفون ويطالبون بتحقيق الوحدة هدف الثورة الأكتوبرية، حتى أن أحداث يناير كانت صراعاً من أجل تحقيق الوحدة التي تم الاتفاق عليها عام 79 في اتفاقية الكويت ثم تم تهميش الاتفاقية واعتقل دستور دولة الوحدة لسنوات في أدراج مكاتب من كان يحكم الشطرين وحين تم الإعلان عنه رسميا في أواخر عام 85م اندلعت أحداث يناير في باكورة 86م وكان للضالع شرف التضحية والاستبسال وبحكم أن الجيش في الجنوب كانت تسيطر عليه الضالع صعب على كل من كان يريد إعادة جنوب اليمن إلى مخطط دولة الجنوب العربي المزعومة وفي صيف حرب 94م غادر أغلبية أبناء الضالع معسكراتهم تاركين وراءهم دباباتهم وأسلحتهم بعد أن وجدوا أن الجفري من يقود الحرب ويتحدث باسم الجنوب ويعلن الانفصال ومرت قوات الجيش المناصرة للوحدة من منطقة الضالع آمنة لأن أبناء الضالع دائما مع الوطن اليمني ولو كان أبناء الضالع ضد الوحدة هيهات ثم هيهات أن يمر الجيش من الضالع بسلام. رابطة الوحدة وبعد حرب صيف 94م وبغض النظر عن سببها ومسبباتها وأهدافها ومن وراءها وعملاءها الحقيقيين تم إعادة التقسيم الإداري والجغرافي في اليمن وتم اعتماد الضالع كمحافظة بعد أن كانت مديرية تتبع محافظة لحج وإن كان غرض التقسيم الإداري خلص الضالع عن محافظة لحج وإدماج مديريات أخرى معها من محافظتي إب وتعز إلا أني أرى أن هذا الامر عمل نبيل كونه حول أطراف الحدود بين الشطرين سابقا إلى محافظة متماسكة في وسط البلاد علاوة على أن المديريات التي ألحقت بمحافظة الضالع كانت متجانسة ومن نفس المحيط الاجتماعي وأشقاء وأبناء عمومة تربطهم القرابة والنسب واللهجة المتشابهة والعادات والتقاليد إلا أن مأساة حرب 94 التي تمخضت عنها قرارات الاستغناء عن العاملين في السلك العسكري من قادة وضباط وصف وبحكم أن 90% تقريبا من أسر في الضالع كان أربابها ومعيلوها جنوداً وموظفين فهذا الأمر كدر على عملية الدمج الاجتماعي بين أبناء الضالع والمديريات التي ألحقت بها من الشمال حيث أصبح أبناء الضالع محاطين بالفقر والفاقة جراء توقف رواتب أغلبهم علاوة على تأثرهم من هول الصدمة عاطفيا وعقليا حيث أصبحوا متهمين بالانفصالية وهم من ناضلوا وكافحوا لزمن طويل من أجل تحقيق الوحدة محبوبتهم التي كشرت بأنيابها عليهم وفركت بهم. وتعتبر الضالع حاليا بوضعها الجغرافي الرابط لدولة الوحدة بحكم امتدادها من جهة الشمال إلى ما بعد مديرية دمت ومن الشمال الشرقي إلى مشارف تعز من منطقة الحشا ماوية. الضالع اليوم لن أبدأ الشرح عن حال الضالع اليوم بالوضع السياسي والحراك الاجتماعي وهيجان الشارع والأحداث الهامة التي يرغب في معرفتها الجميع وإنما سأبدأ بالأهم الدينمو المحرك الذي يدفع الجماهير الضالعية الواعية والنزيهة والمخلصة والتي هي أكثر إخلاصا من قبيلة الرئيس ووزراء الحكومة والحزب الحاكم والمتهبشين والبرامكة وغيرهم وحرصا على سلامة الوطن اليمني أرضا وإنسانا فإلى مآسي اليوم. وأنت في مدينة الضالع تجد بسهولة أحد من تم إقصاؤهم من الجيش أو كوادر مؤهلة كانت في السلك التربوي أو الصحي أو القضائي في حافلة الركاب أو في المقهى أو البوفيه أو السوق لكثرتهم وتجدهم يتحدثون فيما بينهم أو مع غيرهم وهم يتحسرون على أيام ولت كانت لا تهددهم فيها ارتفاع الأسعار ولا متطلبات الأطفال ومرضهم ولا تكاليف تدريس أبنائهم ولا يفزعهم طيشان مارق على القانون أو هنجمة متنفذ أو شطح وكبر مسئول حكومي وتجد الشباب من الصغار من الذين نسميهم جيل الوحدة حسب قول الرئيس يستمعون إلى روايات المغلوبين على أمرهم وهم مذهولون وكأنهم يستمعون إلى أساطير الأولين. نقاط وسط المدينة وفي صباح يوم الجمعة كانت صحيفة الوسط في محافظة الضالع تباشر تحقيقها الميداني وأخذت تتجول في الشوارع تتقصى وضع المدينة وحركتها وتركيبتها الاجتماعية ونفسها وبنيتها التحتية واستقرارها واتجاهها ورغم أن يوم الجمعة عطلة رسمية تكون حركة الناس مزدحمة من العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا وبعد ذلك تصاب كافة المدن والمديريات في اليمن بالشلل شبه التام حتى السادسة مساء لفت نظري في عصر ذلك اليوم الجمعة المنصرمة نقاط عسكرية في أماكن تدل على غباء من اختارها فهي نقاط وسط المدينة في شارع رئيسي أحدها في مكان يسمى الجليلة ليس فيه ما يهم ولا يعتبر معبراً هاماً ولا أيضا يحصن الجنود في حالة ما إذا كان في الضالع من يهاجم ثكنات العسكر من باب الفرض ومهمة رجال النقطة الوقوف عند برميل التشطير الحكومي وعلى السيارات أن تهدئ سرعتها وتمر أمام المواطنين الذين يسيرون على أقدامهم يمرون من أي مكان شاءوا والنقطة لا موقع ولا عمل لها، فقط للمنظرة والهنجمة الشكلية فالجنود لا يستفزون أحداً وإنما منظر النقطة يستفز المحافظة كاملة وبعد أمتار قليلة نقطة أخرى في اتجاه واحد والاتجاه الثاني لا نقطة فيه وبجانب البرميل يقف جندي مغلوب على أمره بينما زميله يتناول الشاي في البوفيه التي أمامه وفي حالة ود مع المواطنين ولكن وجود النقطة أصبح إحدى آليات ودوافع التذكير بالظلم والجبروت وسمعت في اليوم الثاني وأنا في الحافلة التي نقلتني إلى مبنى المحافظة أحد المواطنين الراكبين معنا يحدث الذي بجانبه يقول له: شوف على نقاط عسكرية وسط المدينة يشتوا يرهبونا وكأننا في غزة هذه النقاط آلية من آليات نشر الكراهية وتذكير أبناء الضالع أنهم تحت المجهر. الصحة ومخازي عار الحكومة كان التطبيب مجانياً في الضالع وكافة المحافظات الجنوبية واليوم أصبحت عملية البحث عن الدواء ومعالجة المريض عملية شاقة حتى في المستشفيات الحكومية وفي محافظة الضالع توجد مستشفى واحدة اسمها مستشفى النصر تم إنشاؤها قبل ثلاثين عاما وكانت تقع في حوش كبير مسور، اليوم اقتحم ذلك السور من قبل ملاك الأرض التي لم تتفاهم معهم الدولة وتشتري منهم أرضية الحوش الداخلي للمستشفى مما يجعل الزائر للمستشفى حين يمر من البوابة الرئيسية يشعر أنه دخل إلى سوق شعبي فيه المتاجر المتنوعة، فتحت أبوابها وضجيج الزبائن والمتسوقين والسيارات الداخلة والخارجة تقلق راحة المرضى وتعكر مزاج الأطباء والذين يعيشون ويمارسون عملهم في مكان أشبه بلوكندة شعبية من جراء فوضى الضجيج لعدم وجود حرم خاص بالمستشفى أما وضع المستشفى من الداخل فبائس ليس بسبب بؤس إدارتها وإنما في ظل الإهمال المتعمد والمقصود لأبناء الضالع وتخيلوا أيها القراء الأعزاء أن المستشفى الوحيد في الضالع تطارده الديون ولا يملك سيارة إسعاف من الدولة والباص الخاص بالإسعاف الذي أهدي من قبل المغتربين للمستشفى قبل سنوات عاطل وغير صالح للعمل.. طوارئ التوليد في المستشفى بدون موازنة.. حاضنات الأطفال أهديت من قبل فاعل خير.. اثنتان منها عاطلة ولم يتبق غير واحدة لا تفي بالغرض.. غرفة الإنعاش تم بناؤها على نفقة رجل البر عبده العودي. حين زرت المستشفى وجدت مديرها الشاب علي مثنى الدكتور الجراح عائدا في نفس الوقت الذي أنا فيه داخل المستشفى من مهمة ، كان يدور على الصيدليات يطلب أدوية لسد حاجة المرضى الفقراء المترددين على المستشفى وحين زرت المستشفى من الداخل في ذلك المبنى المتهالك والمشفى المهمل خيل لي وأنا في قسم رقود الرجال أنني دخلت القبر لزيارة الموتى، حتى الطراريح قدمت من فاعل الخير عبده العودي.. تصرف للمستشفى ميزانية قدرها مليونان وثمانمائة وسبعة عشر ألف ريال وعلى المدير أن يدبر أمره في التغذية والنظافة والمتعاقدين وباقي الاحتياجات المتعددة ولا ندري ماذا نقول أمام التفريق بين المحافظات حتى في المجال الصحي، فمثلا في محافظة ذمار تصرف الدولة لمستشفى ذمار مبلغ 6 ملايين ريال شهريا ولمستشفى معبر ما يقارب 22 مليون ريال شهريا ومستشفى مأرب 25 مليون ريال شهريا بينما مستشفى الضالع مليونين وثمانمائة ألف ريال شهريا رغم أن سكان الضالع أكثر فقرا وضررا من وضعهم الجديد وكانت الدهشة المرعبة أن بنك الدم لا يملك غير ثلاجة قد شاخت، تصلح أسبوعاً وتنام أسبوعين حتى يفسد كل ما بداخلها رغم أن أضخم ثلاجة لا يتعدى سعرها 160 ألف ريال ستحفظ ما ينقذ مئات المرضى من موت محقق وأيضا الضالع محرومة من البعثة الطبية الموجودة في كافة المحافظات باستثناء الضالع وأدوية الطوارئ والطرق تصرف سنويا من المجالس المحلية في الجمهورية ما عدا الضالع بدون أدوية طوارئ مستبعدة عن حقها في الجمهورية والمصيبة الأكبر تقع في أن أغلبية الأجهزة التي يتم صرفها من وزارة الصحة تصرف عاطلة جراء الصفقات المشبوهة التي تقوم بها وزارة الصحة وأول ضحاياها دائما محافظة الضالع، حتى رواتب العاملين والكوادر في المستشفى في الضالع متدنية فتخيلوا أن مدير المستشفى الدكتور علي مثنى دكتور جراح ومدير عام براتب 58 ألف ريال لا تساوي ثمن جعالة أحد أطفال السادة الشرفاء الوزراء، فأمر مثل هذا لا يجب السكوت عليه ويجب أن نعرف من وراء استهداف أبناء الضالع؟ التعليم كان التعليم إلى عام 94م في الضالع وباقي المناطق الجنوبية إلزامياً ومجانياً وحقاً يسهل الحصول عليه من قبل أي فرد في المجتمع حتى وإن كان معدماً أو يتيماً وكان يصل الأمر إلى أن يعود الطالب إلى منزل أبويه وقد تناول وجبة الغداء في المدرسة. واليوم أصبح التعليم عبئاً كبيراً على رب الأسرة وإليكم الموقف الآتي: بعد خروجي من مستشفى الضالع استقليت دراجة نارية كان يقودها طفل لم يبلغ السادسة عشرة من عمره ليوصلني إلى موقف الباصات وبعد أن أوصلني سألته هل أنت من الضالع قال نعم قلت له لماذا لا تواصل دراستك؟ أجاب أنا أصلا من جيل الوحدة ولدت بعد عام من تحقيقها ومنا أربعة أخوة فقرر والدي أن يدرس اثنين منا وأنا وأخي الآخر نساعده على إعالة الأسرة. إن إفادة هذا الشاب الصغير تشهد على بؤس الواقع، فجيل الوحدة في الضالع مثل وجبة "البيض العيون" نصف خمدة بينما بعض الأسر عزفت عن تدريس اولادها وقلبها يقطر دما من جراء وضعها الاقتصادي المدمر. المنجزات يردد المسئولون وحتى الرئيس دائما كلمة المنجزات التي تحققت في المناطق الجنوبية حتى تأثر رجل الشارع في الشمال بقول المسئولين وأخذ يردد هو: كل المشاريع والحركة في الجنوب وسيكون حديثنا عن المنجزات في الضالع ولا يستطيع أن ينكر ابناء الضالع أن منطقتهم كانت مديرية صغيرة واليوم مدينة كبيرة يوجد بها عدد من الشوارع المحفرة والمقشرة التي نفذها مقاولون من عيال العم والأنساب بمبالغ صرفت باسم الضالع وتم فيها إنشاء مبنى للمحافظة مزين بالحجر الماربي، مكاتبه خالية والمعاملات تعتمد على المرور من تحت الطاولة وتم إنشاء مبنى للأمن المركزي في قلب
المدينة مزين بالحجار الغالية ولكن الأمان والعدل غائبان وتم إنشاء مبنى ضخم للبنك المركزي ولكن أبناء الضالع مقصيون من الوظائف وفقراء وبلا رواتب ومع تعدد المنجزات لم يتم إنجاز مستشفى أو حتى سيارة إسعاف ما الفائدة من مدينة تتوسع بدون بنية تحتية ويتجول أبناؤها فيها جائعين وغرباء والعيون تتربص بهم. الوضع الاجتماعي الحياة الاجتماعية في الضالع يكدرها الفقر وانفصالية السلطة التي بعد حرب 94 لفت كل المناوئين للجنوب والوحدة والذين كانوا يطالبون باجتياح الجنوب عسكريا قبل الوحدة وكانت لهم علاقات مشبوهة معترف بها رسميا من الحكومتين اللتين وقعتا اتفاقية الوحدة قامت السلطة بجمع هؤلاء بتنوع مشاربهم واعتبرتهم يمثلون أبناء الجنوب الذين عملوا من منطلق غرائزهم في تحييد الكوادر العسكرية تحت مبررات واهية وتقارير ومقترحات خبيثة وقال أحد أبناء الضالع الذي ينتسب إلى المؤسسة العسكرية إنهم اضطروا بعد أن أجبرتهم السلطة أن يلجأوا إلى السلطان طارق الفضلي من أجل الحصول على التزكية منه لدى علي محسن ووزارة الدفاع من أجل إعادة رواتبهم أو إعادتهم إلى أعمالهم حسب أرقامهم العسكرية وكأن لا مكانة لهم في وطنهم إلا عبر هؤلاء الذين ركزوا من السلطة كشخصيات وطنية واعتبارية ومسئولة باسم أبناء الجنوب وممثلين له وأضاف: لا نصادر حقهم كونهم يمنيين ولكن لا بد من تحديد الاعتبارات وحماية مفهوم الوطنية بصدق وبكل المقاييس وكانت السلطة بفعلها هذا تعمق الانفصال وتعطيهم قوة أكبر ولو كانت السلطة تقدر الوحدة كنا سنقدرها مع السلطة وكانت اليمن ستكون خبزاً للجميع ولكن السلطة فصلتنا نفسيا وقهرتنا ولو يوجد من ينتقدها لكان الحال أحسن، فحتى الآن لا توجد صحيفة لامست أوجاع الجنوب بصدق وبأسلوب دقيق. مدير الخدمة والدرجات الوظيفية من المدهش في الضالع أنه تم تشييد المحافظة على بعد 14 كيلومتر تقريبا من عاصمة محافظة الضالع وتم بناؤها في أطراف منطقة سناح التي هي ملتصقة بمنطقة قعطبة وبعيدة عن الضالع وبحكم أن منطقة سناح كانت فيها أغلبية الأراضي ملك الدولة تم توزيع الأراضي فيها للمتنفذين والقادرين على الدفع وأصحاب العلاقات بينما حيد أبناء الضالع من الحصول على قطعة أرض حتى لم يضرب حساب الجيل الحالي من الشباب الذي فقد الشعور بالأمان وأصبح يلهث وراء الحصول على الوظيفة، إن اختيار مكان إنشاء المحافظة لم يكن موفقا وإنما كانت لغرض إحياء منطقة سناح وبيع أرضها رغم أنه كان تتوفر أماكن ومساحات عديدة لإنشاء المحافظة.. فمثلا المكان الذي أنشئ فيه مبنى الأمن المركزي في قلب المدينة كان يصلح مقرا للمحافظة. وعند زيارة الصحيفة لمقر المحافظة يوم السبت فوجئنا أن أغلبية مكاتب المحافظة مغلقة والدهاليز خالية واتجهنا إلى مكتب محافظ المحافظة ولم نجد غير مدير مكتبه الذي وجدناه (مخزن) ومبحشم من صباح الصبح لا يتجاوب مع أحد، حاولنا أن نحصل على موعد للقاء بالمحافظ أو تزويدنا برقم تلفونه لكن مدير المكتب المخزن غالطنا بالطلعة والنزلة وبحكم أن الدوام ينتهي مبكرا في الضالع الساعة 12 ظهرا ويبدأ الساعة العاشرة كان علينا أن لا نضيع الوقت واتجهنا إلى مكتب مدير الخدمة المدنية الأستاذ أحمد دبوان الشغدري الذي وجدناه متواجدا في مكتبه والذي اعترف في سياق تصريحه بغياب بعض مدراء المكاتب بشكل دائم واصفا الأمر ب"اللامبالاة" وقال إنه قد تم توجيه إنذارات لهم ولكن لم يلتزموا رغم أن الدوام إلى الساعة 12 ظهرا وأضاف: بعض المكاتب ليس عندها عمل مثل مكتب المغتربين وما شابهه ولا نستطيع أن نلزمه بالدوام وأن كافة الدرجات الوظيفية تم صرفها لأبناء الضالع باستثناء درجتين تحت نظر المجلس المحلي وأكد أن عدد الدرجات الوظيفية تعتبر قليلة وغير كافية لمنطقة الضالع التي أغلبية السكان فيها فقراء وهمهم الأكبر الوظيفة العامة، مؤملا أن يرتفع عدد الدرجات الوظيفة إلى ألف درجة سنويا على الأقل حتى تتحسن الأوضاع لدى المواطنين. متاريس بلا لزمة وقد كررت الصحيفة الزيارة إلى المحافظة صباح يوم الأحد الساعة الحادية عشرة ونصف وفوجئنا بحرس بوابة المحافظة يسألوننا إلى أين ستدخلون في المحافظة الدوام انتهى ولا يوجد أحد في الداخل. وقد شاهدنا أمام بوابة المحافظة متاريس تم رصها بالأحجار شوهت بوابة المحافظة وتشعر الزائر بعدم الأمان والاطمئنان في محافظة أبناؤها حضاريون يلبسون المعاوز ولا يتمنطقون البنادق وحين سألنا الجنود إذا كان أحد من الضالع قام بمهاجمة المحافظة أجابوا بالنفي وقالوا "احتياط" للعلم حتى الآن لم يتعرض أي معسكر أو مبنى حكومي للاعتداء بالهجوم المسلح والمحافظة مزودة بالقلاع والسور العالي والبوابة الحديدية. الثورة وسبتمبر في المحرقة الحنق والقهر وصل إلى ذروته في محافظة الضالع وأصبحوا يكرهون كل شيء له علاقة بالحكومة جراء وضعهم المؤلم وتهميشهم وقد أقدموا في صباح يوم السبت المنصرم على حرق صحيفة الثورة وسبتمبر وباقي الصحف الحكومية في الشارع العام، فهيجان الشارع الضالعي لم يعد طبيعياً، فقد شاهدنا بعض طلاب المدارس الصغار أثناء مغادرتهم مدارسهم بمجرد أن يتجمعوا إلى عدد يصل إلى سبعة أو عشرة أطفال يهتفون وهم يسيرون "ثورة ثورة يا جنوب" في شعار لايعرفون معناة. انفلات أمني بعد منتصف الليل من يوم السبت أقدم أحد جنود الأمن المركزي بإطلاق النار وهو بجانب بقالة الجزيرة وقد أصابت الأعيرة النارية المواطن صدام باحمدون وأيضا واجهة زجاج البقالة وكانت وقائع الحادثة حين اختلف الجندي مع أحد المواطنين وأقدم على الاشتباك مع المواطن في الوقت الذي حاول صدام أن يفض الاشتباك ومجرد أن رآه الجندي قادما نحوهم وجه سلاحه وأخذ يطلق النار في أماكن متفرقة أدت إلى إصابة المواطن المذكور الذي تم نقله إلى المستشفى وهو في حالة خطرة وقالت مصادر من المواطنين إن الجنود دائما يبررون تعسفهم باسم الوحدة التي أصبحت مدخلاً لظلم الناس حتى صاروا يكرهونها ويتمنون زوالها حسب تعبيرهم. تجاوزات غريبة لم ننس في صحيفة الوسط تقصي أوضاع الفقراء من الباعة المتجولين وأصحاب الأكشاك والمحلات والعاملين الوافدين من المناطق الشمالية من سواقين على دراجات نارية وعاملين في مجال البناء وغيره حيث أشارت عدد من الصحف والجهات أنهم يتعرضون للمضايقات بل بعضها ذكرت أنهم تعرضوا للاعتداء ونهب محلاتهم وفي الضالع التقينا طه ناجي صاحب عربية قال أثناء ما تحصل مظاهرات أهرب بالعربية لأنهم يجادلون كل المحلات سواء كانت ملك شماليين أو من أبناء الضالع لكن حين تتوقف المظاهرات لا أحد يأذينا أو يعترضنا وقد أكد عدد من أصحاب الأكشاك والباعة المتجولين تصريح زميلهم طه وتشابهت ردودهم. ولكن شاهدت وسمعت بنفسي وأنا في حافلة ركاب حيث كان بجانبي مجموعة من الصومال وحين وصل أحد أبناء الضالع ليصعد فوق الحافلة وشاهد الصومال قال هربنا من الدحابيش وجينا على صومال وسمعت أحد الشباب من صغار السن يكلم أحد أبناء الشمال قائلا هذه مش بلادكم روح بلادكم أنتم مخبرين وتقولوا عمال.. وأوضح لي أحد العاملين من أبناء المناطق الشمالية أن السبب يعود إلى أنه حين تحصل مظاهرات بعض قادة الأطقم العسكرية يقفون ويتحدثون مع العاملين من المناطق الشمالية وكأنهم يبحثون عن معلومات مما يثير الشك لدى أبناء الضالع ويظنون فيهم أنهم ضد ما يطالبون به من حقوق رغم أنهم يكرهون سماع الهتافات التي تفرق بين أبناء اليمن ولكن على الجهات الأمنية والعسكرية أن تمنع احتكاكها بالعاملين الفقراء حتى لا تورطهم. وقد لاحظنا أن هناك تداخل وانسجاماً بين الوافدين وأبناء الضالع وهذا أمر طبيعي لانهم أبناء وطن واحد ولكن أحيانا النقاشات وبعض التصريحات الحكومية تكدر انسجامهم وفي كل الأحوال على أبناء الضالع أن يعلموا أن هؤلاء العاملين الفقراء مظلومون، فالبلدية تطاردهم في شوارع صنعاء وتعز وعندما يتسللون إلى الحدود تحرقهم السعودية والفقر والعوز يحيط بهم فأجبروا خواطرهم ودعوهم يترزقون بسلام. فيض من بحر إن أوضاع الضالع وما تعانيه لا يمكن لنا نقله بشكل دقيق وبتمحيص في صفحتين أو حتى ثلاثة صفحات لان ملفها كبير والظلم وقع عليها ،ولهذا أملي أن يعذرني القراء إن أهملت بعض الجوانب وانتقلت إلى الوضع السياسي وتداعياته. أزمة سلطة .. وحراك بلا عنوان كان أغلبية أبناء الضالع مستائين من تصريحات الأفندم يحيى الراعي رئيس مجلس النواب عبر القناة الفضائية عند حضوره احتفالات محافظة عمران يوم الثلاثاء قبل المنصرم الموافق 13 مايو، حيث كان من سياق تصريحه: بانحارب من طاقة لا طاقة ومثل ما حاربنا في 94 سنحارب اليوم، الأفندم يحيى معذور فهو لا يعرف شيئا لتصبح تصريحاته عاملاً مساعداً لمخطط دبر في ليل يستهدف أبو يمن شمالا وجنوبا في ظل سلطة تصنع الأزمات المتلاحقة حتى تبقى في كرسي الحكم. حين أعلن الجفري مناصرته للحزب الذي كان يحكم دولة الجنوب عند اندلاع الأزمة السياسية بين الحزب والمؤتمر في عام 94 كان الجفري قبلها في عام 90 قد عاد إلى البلاد بشرعية دولة الوحدة وبإيحاء سعودي ومعونة أحمرية ومباركة رئاسية وتذمر اشتراكي ثم تعصب مع الحزب وجره إلى مربع التشدد، ساعدته في ذلك جماعة الاغتيالات التي استهدفت شريك الوحدة وكان المخطط الأهم ضرب الجيش الجنوبي الذي لم يكن تحت قبضة مراكز القوى وأصحاب الولاءات وبعد انتهاء المهمة غادر الجفري فارا إلى الوطن الذي تربى في أحضانه وبقي طارق الفضلي الذي كان يقوم بدور آخر تحت مباركة السلطة وما زال حتى الآن يعمل معه جماعات مفرغة من ألوية عسكرية تصرف لها الرواتب واليوم نفس أصحاب تلك المهمات يقومون بأدوارهم هنا وهناك مستغلين أوجاع الجنوب التي تراكمت جراء حرب 94م التي سعت السلطة بعدها إلى محاولة سلخ أبناء الجنوب من ثقافتهم والعودة بهم إلى عصر المشائخ والفوضى وركزت على ضرب الشريك الذي سعى من أجل تحقيق الوحدة وترسيخ النظام الديمقراطي بالتنازل لأن الديمقراطية بدون تنازل لا تعني شيئاً والأمر الذي سيبقى الوحدة مهددة بمخاطر الانفصال. الحراك في الضالع ما دام وقد زرنا محافظة الضالع كان لا بد من الالتقاء بالقيادات التي تحرك الشارع في الضالع وتكهربه ولن نحذوا حذو غيرنا في توجيه أي تهم لهم بقدر ما يكون سعينا لمعرفة وجهة نظرهم، فهم يطلقون على أنفسهم مسمى الحركة الشعبية الجنوبية التقينا شقيق الاستاذ سالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية القيادية أمين صالح محمد. وبعد أن شكر الصحيفة رد على سؤالنا الذي وجهناه إليه بأن الضالع ذات نفس ثوري ووحدوي من زمن بعيد فما الذي جرى اليوم؟ أجاب أن الوضع المتحرك على الأرض اليوم يعبر عن واقع جديد لا يحسب بالمفاهيم الجامدة بل يحسب بالأحداث الجارية على الأرض، فالجنوب اليوم يعتبر الوضع القائم فيه من 7/7/94م وحتى اليوم هو وضع احتلال وليس وحدة والجنوب الذي سعى للوحدة وقدم من أجلها كل ما يمكن تقديمه من تنازلات تعبيرا عن قناعة اكتسبها شعب الجنوب بأهمية الوحدة العربية وليس الوحدة بين الجمهوريتين وكانت الوحدة بالنسبة له أملاً ولكن الإخوة في ج. ع. ي نحروا ذلك الأمل لأنهم لم تكن لديهم نفس النظرة بل كانت نظرتهم احتواء النظام الوطني في الجنوب فتحولت بعد إعلانها إلى معاناة . ولهذا لسنا بحاجة في الحركة الشعبية الجنوبية الخوض في سجال عقيم إننا وحدويون أم غير وحدويين بل نحن بحاجة أن نثبت للجميع أن الوحدة فشلت ونظام صنعاء يمارس سلوكاً أكثر من الاحتلال في الجنوب وتحميل نظام صنعاء مسئولية هذا الواقع. وكان رد صالح محمد عن القيادات مثل الجفري والفضلي التي ركبت موجة الحراك وتضع نفسها كقيادة قال صالح محمد هذا لا ينطبق على كل القيادات في الجنوب وليس حكرا عليها أيضا وليس هناك فشل وليس هناك نجاح قد حدث ولا توجد شبهات وشخصيات مشبوهة في السياسة وفي وطننا العربي لا توجد مقاييس للنجاح والفشل ومحطات للمراجعة والمحاسبة تستطيع أن تقول الجماهير من خلال الإعلام الذي يضخم الفرد فقط ولا يضع الفرد تحت المجهر في جميع تصرفاته سلبياته وإيجابياته، حيث تستطيع الجماهير التقييم والحكم ولهذا فالشعبية تنشأ من خلال صورة واحدة وتفشل من خلال صورة واحدة وسأعطيك مثلاً الآن الرئيس علي عبدالله صالح لا يستطيع مجلس الوزراء كله أن يقوم بوظيفة مستقلة إلا وفق إرادة الرئيس والرئيس يتخذ القرار دون
الرجوع إلى أي مؤسسة ونتذكر في حرب صعدة الثالثة عندما كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع يصرحان أن الحرب لن تتوقف إلا بعد أن تحقق الانتصار الحاسم على الحوثيين ولكن الرئيس يفاجئهما بقرار وقف إطلاق النار وقبول الوساطة القطرية ولا أقصد بذلك ضرورة استمرار الحرب لأن الإعلام لا يظن إلا بصورة واحدة كيف كان الرئيس حكيما وكيف يهتفون باسمه بالروح بالدم نفديك يا علي، فالإعلام هو صانع هذه الجاذبية قهرا ولهذا فالفشل لا يستطيع أحد تحميله فردا معينا ونموذج الوضع في 94 ليس له علاقة (بعلان وفلتان) لا بالجفري ولا الأصنج، لأن هؤلاء شخصيات سياسية ناجحة ومن الوزن الثقيل اتفقنا معهم أم اختلفنا الصورة المشوهة عنهم رسمتها الصراعات السياسية وليس الواقعية وكان رد صالح محمد على سؤالنا هل هم يعادون الوحدة أم السلطة؟ أجاب نحن لا نعادي السلطة ولا الوحدة نحن نؤمن بحق مشروع نمتلكه ونعمل على تحقيقه وننظر إلى الوحدة كهدف قومي نبيل فقدت نبلها عندما عبث بها أشقاؤنا وأفرغوها من محتواها بافتعال الأزمة في مسار تحقيقها ثم بشن الحرب واحتلال أرض الجنوب بالقوة وأضاف: كل تحرك شعبي لا يحدث إلا بوجود مبررات لحدوثه ونحن نتعامل معه من الناحية المبدئية بالاستناد إلى مبررات حدوثه مؤكدا في سياق رده أنهم يدعمون أنفسهم ولا يتلقون دعماً من أي جهة. وبسؤال الصحيفة عن ما إذا كانت هناك رغبة بعودة الجنوب إلى ما قبل ثورة أكتوبر وزمن السلاطين قال صالح محمد: زمن السلاطين في الجنوب كان له وجود تاريخي كما هو في كل العالم وطارق الفضلي مواطن جنوبي أردنا ذلك أم لم نرد وله حقوق كأي مواطن وعليه واجبات وخصومته في الماضي مع الجنوب وغيره من حكام الجنوب بعد الاستقلال نشأت كردة فعل واليوم الوضع تغير والكل تنازل عن مواقفه السابقة وأصبحنا جميعا شركاء في الوطن الجنوبي والشيخ طارق اعترف بما كان يفعله بالماضي والماضي أصبح في مستودع التاريخ. الحراك سلمي والسلطة معتدية ومن ضمن اللقاءات التي أجرتها صحيفة الوسط كان لنا لقاء مع عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الحزب الأكثر قبولا ولكن بحكم انعدام الإمكانيات تقلص دوره نسبيا. الأستاذ عبدالحميد طالب عضو لجنة مركزية وناشط سياسي وحقوقي صرح للصحيفة بالتصريح التالي: محافظة الضالع هي أصلا محافظة وحدوية وقد تجسدت الوحدة اليمنية بهذه المحافظة التي ضمت في هيكلها الإداري خمس مديريات جنوبية وأربع مديريات شمالية في التقسيم الإداري بعد حرب صيف 94 الظالمة ولكن للأسف فقد كان جزاء هذه المحافظة بعد اجتياح القوات الشمالية محافظات الجنوب كان نصيب الضالع في المعاناة وافرا من خلال عسكرة الحياة المدنية وتم استحداث أكثر من معسكر وهي معسكر لواء 35 مدرع ومعسكر الدبابات التابع له ومعسكر الأمن المركزي ومعسكر النجدة إلى جانب معسكر الأمن العام إضافة إلى ذلك استحداث أكثر من ثمانية عشر موقعاً عسكرياً جميعها مطلة على قرى مديريات الضالع وقد أقلقت وجود المعسكرات سكينة المواطنين الذين لم يعتادوا على هذا الاستنفار في زمن اليمن الديمقراطي ومن المعاناة أنه تم إقصاء كافة أبناء الضالع العسكريين من وظائفهم ومن المعروف أن أغلبية أبناء الضالع ينتمون إلى السلك العسكري ومنهم من يحمل مؤهلات عسكرية وقادة أسلحة وألوية وغيره إلى جانب أنه تم إقصاء الغالبية من الكوادر المؤهلة في مجالات التربية والتعليم والصحة وغيرها من المرافق المدنية، أضف إلى ذلك أنه تم طمس الهوية التاريخية للمحافظة حيث تم تدمير المدارس والمراكز الصحية لتبنى محلها مدارس ومراكز جديدة بأسماء أخرى بعد أن كانت تحمل أسماء شهداء الثورة فتم تبديلها بأسماء ليس لها صلة بنضال وتاريخ أبناء الضالع. والأسوأ من ذلك كله أن مخرجات أبناء الضالع من الجامعات لم يجدوا فرص العمل وعندما يعطى للمحافظة حصصاً وظيفية يتم توزيعها على خريجيي من خارج المحافظة ويتم استخراج بطائق هوية ضالعية لهم وعلى حساب أبناء الضالع وهذه مشكلة بحد ذاتها وهي مشكلة تغير التركيبة السكانية للمحافظات الجنوبية إضافة إلى أن الصحة والتعليم كانا مجانيين وبعد حرب 94 لا يمكن أن تعالج بدون فلوس والتعليم لمن تيسره له ظروفه ومن الممارسات السلطوية أن 80% من مدراء المرافق وموظفي الجهاز الحكومي من خارج المحافظة وكل مدير عام يأتي بطاقم وظيفي كامل من الحارس إلى نائب المدير من جماعته رغم عدم كفاءتهم بينما أبناء الضالع ذوي الشهادات الجامعية والمؤهلين مطرودون في منازلهم لا حول لهم ولا قوة ومن المعاناة في الضالع نهب الأراضي لمتنفذين في السلطة وبالذات في منطقة سناح بينما يحرم أبناء الضالع منها وعندما يخرج أبناء الضالع إلى الشارع بمسيرة سلمية حضارية للمطالبة بحقوقهم يتم قمعهم ومواجهتهم بالرصاص الحي وقد قدمت الضالع عدداً كبيراً من الشهداء ضريبة نضالها السلمي الديمقراطي رغم أننا لم نسمع يوما من الأيام أن أبناء الضالع والحراك اعتدوا على أي معسكر أو موقع عسكري قط "فنضالنا سلمي وسيبقى سلميا ونحن ندرك أن السلطة تريد جرنا إلى مربع العنف وهذا مستحيل". وعن الدعوات الانفصالية قال طالب كان أبناء الجنوب يحلمون بوحدة تصون حقوقهم وممتلكاتهم وترفع من مستوى معيشتهم أكثر من ما كانوا عليه في دولة (ج.ي.ش. د) ولكن الذي حصل هو العكس، فقدوا كل شيء كان قد تحقق لهم بل وطبقت عليهم ممارسات الجمهورية العربية اليمنية بكل صور التخلف وبما أن الوحدة كانت حلم الجنوبيين منذ طرد الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال في 30 نوفمبر 67 ولكن بعد أن تحققت الوحدة انقلب هذا الحلم الجميل إلى كابوس ونضالنا اليوم يصب في إسقاط هذا النظام الفاسد أولا الذي حول الوحدة إلى فيد ومغنم وأرض الجنوب إلى مساحات للنهب والسلب. وأضاف طالب أن البعض يطرح أن الحزب الاشتراكي سيعود للحكم فيما إذا عادت دولة الجنوب فهذا سبق مغلوط لأن الحزب الاشتراكي يؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية والرأي والرأي الآخر وسيظل هذا هو نهجه. وفي رده على سؤال الصحيفة عن الجفري وطارق الفضلي وغيرهما قال طالب من حق أي جنوبي صحا وعاد له رشده واعتذر وأنه كان في خدعة من حقه أن يعلن وقوفه مع هيئات الحراك الجنوبي بصدق وأمانة لأن هناك الكثير من ضعفاء النفوس وبائعي الذمم من أبناء الجنوب قد يعلنوا الانضمام ولكن بتوجيه من السلطة كي يضعف الحراك من داخله وكما كان يردد ذلك نائب رئيس دولة الوحدة الأستاذ علي سالم البيض "ما يقرصك إلا قمل ثوبك" وكما نلاحظ الذين يسيئون إلى الحراك الجنوبي اليوم هم جنوبيون في السلطة وأكد طالب أن السلطة تتحمل كامل المسئولية عن ما حصل ويحصل من تمزيق كيان الوحدة اليمنية ومن حق الجنوبيين استرجاع دولتهم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بكافة أراضيها وحدودها السيادية ويكفي أن أكبر منجزات في الضالع إنشاء السجن المركزي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.