مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    الرئيس الزُبيدي يدشّن بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكية    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يقدّم استقالته لرئيس مجلس القيادة الرئاسي    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    عدن تستغيث: لا ماء، لا كهرباء، لا أمل    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    عقد أسود للحريات.. نقابة الصحفيين توثق أكثر من 2000 انتهاك خلال عشر سنوات    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم معاناتها في أعوام مضت لا زالت تتمنى على العام الجديد
نشر في الوسط يوم 16 - 12 - 2009

قسوة الفقر والثارات والحروب وتعثر قانون الأحداث تفتك بالطفولة تحقيق / محمد غالب غزوان انقضى عام كامل استودع في اضبارة التاريخ وبعد أيام قلائل سنعيش زمن عام جديد هو عام ألفين وعشرة والذي نأمل فيه أن تتحقق أمنيات الطفولة التي ما زالت تعاني من التشرد بل ونأمل كذلك أن يتم تجنيبها من ويلات الحروب وعبث الألغام وخبث الغارات الجوية والإسراف في تعبئتها عسكريا عن طريق مشائخ القبائل والزج بها في صراع الثارات والاختطاف من أجل تصفية الحسابات واقتيادها إلى مشانق الإعدام في ظل تعثر قانون الأحدث وعرقلة صدوره من مجلس النواب وغياب الضمان الاجتماعي من أجل تعليم الاطفال الفقراء وأيضا غياب القوانين التي تضمن حقوقهم في سوق العمل بعد أن تسربوا إليه بشكل مخيف.. فالطفولة في اليمن ما زالت تحدق بها المخاطر من كافة الجوانب والسلطة الحاكمة المتهم الرئيسي في تنمية وصناعة وخلق تلك المخاطر.. فإلى حال الطفولة في اليمن الذي لم يعد سعيداً. المخاطر حين يكشر الفقر عن أنيابه يكون أول ضحاياه الأطفال وحين تدق طبول الحرب ويلعلع الرصاص ويسمع هدير المدافع وأزيز الطائرات وتزرع الألغام في المراعي والشعاب يكون الضرر البالغ من نصيب الأطفال وحين تشتعل الصراعات القبلية بين القبائل وينتصب الثأر ويفرض حمل السلاح على كل من بلغ الرابعة عشرة، فيكون أكثر الضحايا من الأطفال والمراهقين الذين ما زالوا في سن الطفولة وحين تطلب الدولة من مشائخ القبائل المناصرة لها في الحروب التي تخوضها وجميعها داخلية فإن أغلب من يتم تعبئتهم وتجنيدهم ممن هم في سن 16-17-18 ولعدم خبرتهم وبحكم سنهم يكونون أكثر اندفاعا وأكثر الضحايا عددا وإلى السجون يتم اقتياد الأطفال بدون شفقة أو رحمةوبدون أي عون قضائي وفي محاكم ذات طابع مخيف مثل المحكمة الجزائية المتخصصة التابعة لأمن الدولة وتصدر عليهم أحكام مغلظة وفي المحاكم الأخرى تصدر أحكام بالإعدام على أطفال لم تعترف تلك المحاكم بطفولتهم في ظل غياب قانون الأحداث الذي ما زال قاصرا وبانتظار التعديل في قبة البرلمان وفي الصراعات السياسية والمظاهرات يتم اقتياد الكثير من الأطفال خاصة من هم في سن المراهقة إلى السجون ويتم استخدام القسوة معهم بإفراط، كذلك تم استخدام الأطفال آلية من آليات الصراعات السياسية وتعرض الحدث ياسين القباطي للقتل هو وأبيه وأخ ثالث له من قبل المجرم العبدلي في منطقة حبيل جبر وما زال المجرم فاراً من وجه العدالة ويحصل على الدعم المعنوي والمادي من قيادات تصنع نفسها كواجهة سياسية وحين تفشل خطط واستراتيجيات الحكومة ويبدد الوزراء والمسئولون ببلايين الريالات وينهار الاقتصاد تتحمل الطفولة أعباء ذلك الفشل وتحرم من التعليم والتربية والرعاية الصحيحة وتخرج إلى الشوارع وقد شكلت نفسها تلقائيا إلى شرائح، منها المتسول والعامل والبائع الجوال والمتشرد تواجه متاعب عبء الحياة وتقرقر أمعاؤها من الجوع وتفترش الأرصفة وأبواب الحوانيت للنوم وتتعرض لمخاطر الانحراف والاستغلال الجنسي والقسوة والخوف من المجهول، أما غياب الضمان الصحي وازدهار ظاهرة تهريب الأغذية الفاسدة والمبيدات الزراعية السامة فقد شكل ثنائياً مخيفاً على الطفولة المصابة بمرض السرطان الذي يفتك بها ويرهق الأسرة.. كذلك عدم توفر الضمان الصحي للأمراض الأخرى مثل الإعاقة العقلية والأمراض الوراثية التي تكلف عملية علاجها مبالغ طائلة فإن أطفال الفقراء يواجهون المصير التعس وفي ظل هذا الواقع المؤلم الذي يصيب الطفولة والذي سببه السلطة الحاكمة والحكومة والسلطة القضائية فهناك مخاطر أخرى تلتقي فيها الأسرة والمجتمع والحكومة كشركاء جوهريين في صناعتها مثل الانتهاكات الجسدية وامتهان الأعمال الشاقة والمتاجرة بهم في التسول والتهريب إن الفاتورة التي يدفعها الأطفال باهظة الثمن وباتت هي الخيار الأسوأ للكثير من الأطفال رغم أنف الكبار في ظل حكومة لا تشفق ولا ترحم ولا تخجل. جيش جرار الطفولة تشكل نصف عدد السكان في اليمن 50% منهم محرومون من التعليم وتسربوا إلى سوق العمل والتشرد و20% منهم لم يتموا دراستهم الثانوية وأغلبهم يتركون الدراسة بعد المرحلة الابتدائية عندما يصلون إلى سن الرابعة عشرة، وهذه الإحصائية صادرة من جهات مسئولة ومنظمات مدنية دولية ومحلية وهي تنذر بكارثة تهدد المجتمع اليمني برمته، فكل عام يمر يزداد عدد الطفولة المشردة ويتضاعف عدد الطفولة التي تتسرب إلى سوق العمل وتزداد الأمية انتشارا مما يعني أن الأجيال القادمة ستكون الغالبية العظمى منها أمية غير أنه سيكون هناك جيش جرار من المنحرفين والمجرمين الذي صنعتهم حياة التشرد والضياع والجوع والظلم وخلقت في داخلهم حب الانتقام وروح العدوانية جراء متاعب طفولتهم البائسة حسب رأي الباحثين والمختصين النفسيين الذين التقت بهم صحيفة الوسط وحذروا من عواقب الكارثة. سلطة بلا عهد الحزب الحاكم الذي يستحوذ على السلطة والذي يدعي أنه يستمد شرعيته من الدستور والقانون ويفترض أنه ولي الأمر الذي يجب أن يطاع فقد نكث بكل التزاماته نحو الطفولة التي تشكل نصف عدد السكان في اليمن، فحق التعليم يحرم منه مئات الآلاف من الأطفال، أما حق الرعاية الصحية فقد أصبح معدوماً وليس هذا فقط بل تنصل عن كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها الحكومة ومنها عدم تطبيق حكم الإعدام على الأطفال الذين يرتكبون جرائم قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة كذلك النصوص الملزمة للحكومة في رعاية المعاقين وتوفير العلاج اللازم لهم وتأهيلهم ودمجهم في أوساط المجتمع فالنصوص والقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية التي ضمنت حق الطفولة عديدة وكثيرة وموجودة في سجلات الحكومة ولكنها حتى الآن لا تعمل على تطبيقها بل تحتال عليها من خلال إنتاج مسميات وتفريخات باسم الطفولة من أجل التهام المساعدت التي تقدم من الخارج باسم الطفولة ويعد هذا الأمر مخجلا حين تحتال الدولة بجلالة قدرها لنهب أطفالها الصغار فلذات الأكباد.. إنها القطة التي تأكل أطفالها. إن الطفولة بدون التعليم والرعاية واللعب والشعور بالأمان لا تعني شيئاً صعدة يا جرح اليمن النازف كافة أبناء صعدة محرومون هذا العام من التعليم وعبثا تلك الادعاءات التي تروج للوهم باستمرار التعليم في مديريات وقرى تلتهب وتحترق وقد علمنا بمئات من الأطفال عند انتهاء الحرب الرابعة أنهم مخفون قسرا حسب ادعاء مصادر حوثية ولكن حسب مصادر مؤكدة منها رسمية لقي أكثر من ستة عشر طفلا مصرعهم في أوقات وأماكن متفرقة بعد انتهاء الحرب الخامسة جراء انفجار الألغام الأرضية بهم أثناء الرعي، منهم سبع إناث وقد شاهدنا بأعيننا في صحيفة الوسط عند زيارة محافظة صعدة قبل اندلاع الحرب السادسة بشهر واحد تقريبا أطفالاً صغاراً في أوساط الحوثيين يحملون السلاح ويهيئون أنفسهم للحرب وفي الوقت نفسه شاهدنا أطفالاً صغاراً يرتدون الملابس العسكرية وهم على الأطقم العسكرية تم تجنيدهم حديثا. فعملية تعبئة الاطفال ممن هم في سن الخامسة عشرة وما فوق قتاليا والزج بهم إلى سعير المعارك جريمة مشتركة بين الحكومة والحوثيين وإذا كان الأطفال الذين يقاتلون في صفوف الحوثي جميعهم من صعدة ويقاتلون بجانب آباء لهم أو أبناء عمومة فإن الأطفال الذين يتم إلحاقهم في السلك العسكري هم من كافة المحافظات أغلبهم من محافظة عمران وقليل منهم من مديريات محافظة صعدة المناصرة للدولة وأغلب هؤلاء الأطفال تتم تعبئتهم عن طريق مشائخ القبائل الذين ترى ثقافتهم أن كل من بلغ الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة قادر على حمل السلاح يعتبر رجلا بالغ وخاصة أن بعضهم يتم تزويجهم ولهذا لم يعد في نظرهم طفلا ولا سيما أن الفقر يلعب دورا ولرنين مكافآت الحكومة التي تصرف للمشائخ صاحبة الدور الأكبر في زج الأطفال إلى جحيم المعارك في صعدة كمقاتلين. الضحايا إن الحرب اللعينة التي فرضت علينا في صعدة قد خلفت يتامى في عموم محافظات الجمهورية، فالجنود الذين يقتلون على مدى ستة حروب هم آباء لأطفال كذلك الذين يقتلون في صفوف الحوثيين هم أيضا آباء لأطفال واليتم يعني التشرد والضياع والخوف من المجهول وعدم الشعور بالأمان بالنسبة للطفل وهناك ضحايا آخرون غير ضحايا اليتم وضحايا قصف الصواريخ والغارات الجوية إنهم ضحايا أشد وأفظع بؤس، إنهم أطفال بصحبة أسرهم تحاصرهم الفجائع والنكبات، فإحدى هؤلاء الاطفال الذي كان يسير خلف أمه التي كانت تبتعد عنه ببضعة أمتار تشق طريق البحث عن الأمان وفجأة ينفجر بها اللغم ويقسمها إلى شطرين الامر الذي أفجع وأذهل طفلها الصغير الذي انكب يصرخ فوق أشلائها وأقبل والده ركضا على صوت الانفجار لتفقده بشاعة المنظر صوابه وأخذ يتلوى على الأرض حزنا ويتقلب باحثا عن لغم آخر ينفجر به من شدة الحزن على زوجته بينما الطفل الصغير أصيب بالخرس بعد ذلك واستمر على هذا الحال شهراً وعشرين يوما ثم توفي بصمت قبل أيام، إن هذا المشهد هو أحد مآسي الأسر العالقة جراء الحرب في منطقة حيدان. وللحرب قسوة الحروب بكافة ظروفها تفرض على من يعيشها أن يتخلى عن بعض نوازع الرحمة فالأكل والشراب يقنن على كافة أفراد الأسر خوفا من نفاده وليس كل من شعر بالجوع يحصل على الطعام في حينه، حتى الأطفال عليهم أن يتحملوا الجوع ولا يحصلون على حصتهم من الطعام إلا بعد أن تلتوي أمعاؤهم.. هذا الأمر دفع الطفل مراد ابن الخمسة أعوام أن يستسيغ طعم أوراق شجر سام التهم منها كمية كبيرة جراء وطأة الجوع فمات بعد ألم واعتصار استمر أكثر من ساعتين.. إن الروايات والأخبار التي تنقل من داخل مضمار المعارك تحمل الكثير من الحزن وعملية سردها ونشرها ستثير الحنق من بعض المسئولين وستوزع التهم ولكن عليهم أن يتذكروا أن هؤلاء الأطفال هم أبناؤنا وأفراد أسرهم إخواننا، جميعنا من وطن واحد والقاتل والمقتول منا "ويا أسفاه" وقد تحاشينا ذكر الكثير من المعلومات. الثأر ظاهرة تغذيها الدولة بكل وضوح وبدليل أن المناطق الجنوبية كانت خالية من الثأر واليوم الثارات بين القبائل مشتعلة وتعلمت القبائل الجنوبية عملية ركز البراميل في قطع الطرق، إنها الدولة التي تشجع التخريب وتدعي محاربته، كما أن الثأر يستهدف الأطفال بمجرد بلوغهم سن الثالثة عشرة خاصة في مناطق القبائل ذات الطابع البدوي مثل مأرب والجوف وشبوة والبيضاء وبني ضبيان وأرحب ونهم وخولان ويعتبر في باقي المناطق ذات الطابع الجبلي مثل بني مطر والحيمة وجزء من ذمار ذا رحمة، حيث يستهدف الأطفال بعد سن الخامسة عشرة باستثناء تلك العملية التي تم فيها إعدام طفل في سن الثانية عشرة في ذمار بناء على حكم قبلي صدر ونفذ في الحال في العام قبل المنصرم ومجرد أن يتمكن الطفل من حمل السلاح يعتبر مطالباً بأخذ الثأر منه ومطلوب منه أن يأخذ بالثأر من قاتل قريبه أو أحد أفراد قبيلته، حيث تختلف أنواع الثارات، فهناك ثأر تتولى القبيلة بصفة عامة الأخذ به مثل ثارات الحروب التي يصعب تحديد القاتل فيها أما الثارات التي حدد القاتل فيها فيتم استهدافه وملاحقته ولكن إذا تمكن من الاختفاء يتم الانتقام من أقاربه ويستحسن دائما الأخ أو ابن العم فبلوغ سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة هو سن مواجهة القتل غدرا أو ارتكاب جريمة القتل عمدا وعندما تندلع المعارك بين القبائل يكون الأطفال ممن بلغ سن المراهقة أي سن الرابعة عشرة وقوداً لها وجنوداً طائعين لأوامر الكبار حيث توكل إليهم مهام لا تتناسب مع سنهم وتعرضهم للمخاطر. الكمائن والكر والفر القبيلة في اليمن لها عملياتها الخاصة وبين كل حين وحين تقوم بغاراتها ضد القبيلة التي لها ثأر عندها تسمى تلك العمليات كمائن وهي تكثر في مناطق الجوف ومأرب وشبوة وايضا في ذمار والبيضاء وهذه الكمائن ينفذ أغلبيتها الأطفال ممن هم في سن المراهقة لخفتهم وسرعتهم بسبب صغر سنهم وصرح لصحيفة الوسط مجموعة من الأطفال في محافظة الجوف التقت بهم الوسط وهم يحملون السلاح وهم ينحدرون من قبيلة همدان الجوف التي تتصارع مع قبيلة الشولان منذ ثلاثين عاما قالوا إنهم توكل إليهم مهام تنفيذ الكمائن والثأر لعدد من القتلى تفوقت القبيلة المعادية بعدد أكبر من قتل رجال قبيلتهم في الأيام الماضية حيث عملية التفوق يتم تناوب رايتها بين القبيلتين منذ أعوام وأن أغلبية الضحايا هم الأطفال
المراهقون الذين يتحمسون بمجرد النداء لهم بالرجاجيل حمران العيون فيندفعون إلى الموت الأحمر بدون تردد فكافة القبائل اليمنية قد سفكت الدماء وسفكت دماؤها ولا تتردد في دفع أبنائها الصغار إلى كمائن الثارات والحروب. ورأفة بالطفولة في أوساط القبائل فالأمر يستدعي من المنظمات التي تتشدق باسم الطفولة اللقاء بمشائخ القبائل ذات المرجعيات الهامة لإصدار عرف قبلي يمنع فيه أخذ الثأر من الطفل حتى يبلغ الثامنة عشرة أو أن لا يكلف بأخذ ثأره قبل الثامنة عشرة ويمنع إشراكه في الحروب بصفة مؤقتة حتى يتم القضاء على ظاهرة الثأر بعد عمر طويل. السرطان.. الشلل الدماغي.. الإعاقات الخلقية.. الإصابات المباغتة لطفولة بلا تأمين صحي!! الحصول على الرعاية الصحية حق مكفول بقوة الدستور والقوانين النافذة لكل مواطن، لكن اليوم لم يعد لذلك الحق أي أثر ملموس رغم أن الدولة تصرف مبالغ كبيرة باسم الرعاية الصحية وتلهف مبالغ ومساعدات من دول خارجية باسم الصحة ولكن في نهاية المطاف هي تعلم علم اليقين أنها لا تقدم للمواطن في هذا الجانب غير 5% مما يجب.. نحن الكبار على مضض رضينا بهذا الأمر المفروض علينا، لكن أن يفرض هذا الأمر على الطفولة وتحرم من حقها في المجال الصحي فإن الأمر لم يعد مقبولا ولن نرضى به أبدا ولذا يجب أن نطالب بقرار صريح بإعفاء الأطفال من أي رسوم في المستشفيات العامة سواء في جانب المعاينة أو المجارحة أو العمليات أو تكاليف السفر إلى الخارج للحالات المستعصية وكذلك تحديد أسعار معقولة في المستشفيات الخاصة بالنسبة لمعالجة الأطفال ودعم دواء الاطفال بصفة خاصة حتى يتمكن كل أب من توفير العلاج لطفله. السرطان حتى الآن لا تتوفر غير مستشفى واحدة خاصة بمرضى السرطان للكبار والصغار تقع في العاصمة صنعاء وتم إنشاؤها في مساحة صغيرة داخل المستشفى الجمهوري.. وأكثر ما يصيب الأطفال من مرض السرطان هو سرطان الدم الذي تم تخصيص غرفة صغيرة لهم في مستشفى الثورة العام، هذه الغرفة قسمت من الداخل بفواصل خشبية إلى ثلاث غرف صغيرة أشبه بالقبر ومساحة صغيرة للطبيب المعاين والذي يتابع عملية صرف الدواء، هذه الغرفة تعتبر القسم الوحيد في عموم محافظات الجمهورية ويفد الآباء برفقة أطفالهم المصابين بسرطان الدم من كافة محافظات الجمهورية ويتجمعون أمام بوابة تلك الغرفة من أجل معالجة أطفالهم ليس فقط للكشف عليهم وتشخيص المرض بل أيضا لمتابعة العلاج بعضهم يستدعي حضوره مع طفله كل شهر وبعضهم كل شهرين وكل هذه المهام تقع على عاتق غرفة واحدة سميت عيادة لا تستطيع أن تنجز في اليوم الواحد غير خمس حالات في حالة توفر الدواء الذي توفر العيادة جزءاً منه والجزء الآخر على والد الطفل أن يقوم بشرائه من خارج العيادة وبالتأكيد أن أولئك الآباء والأمهات الذين يتزاحمون في بوابة العيادة هم من شريحة الفقراء المعدمين والذين يتحملون مشقة السفر وتكاليفه المادية وتكاليف الدواء الذي يفرض عليهم شراؤه وفوق هذا كله هناك متاعب أخرى بانتظارهم هي انتظار دورهم الذي تصل فترته أحيانا إلى أربعة أو خمسة أيام وفي أقل تقدير ينتظرون مدة يومين، وأيام الانتظار هذه مكلفة للأب الغريب على العاصمة صنعاء الذي يلزمه تكاليف المبيت في الفندق مع طفله المريض ومصاريف الأكل والشراب والمواصلات ومتاعب رعاية طفل صغير يتوجع في صحوه ونومه وصرح للصحيفة المواطن حميد عبدالقوي من محافظة إب أن اللوكندة التي بات فيها مع طفله في اليوم الأول رفضت استقباله في اليوم الثاني بسبب أن طفله صرخ باكياً مرتين في الليل وأزعج الزبائن بحكم أن المكان جماعي للنوم وهو لا يستطيع استئجار غرفة، فاضطر للمبيت في حوش المستشفى حيث فرش الكراتين لطفله ودفأه ب(الكوت والسماطة) وصبر على البرد القارس حتى الصباح.. أما الحاج صالح من الجوف والذي يتابع علاج طفله البالغة اثنى عشرة عاما قال: بعت البوش حقي -يقصد الأغنام- من أجل متابعة العلاج.. أما جابر محمد من الحديدة والذي يتابع علاج طفله قال بعنا ذهب الام وزدت بعت نصف البيت.. كثيرون غيرهم سمعنا منهم ما يدمي القلب ويبكي العيون، هؤلاء فقط مرضى سرطان الدم غير المصابين بالأورام السرطانية والذين يتحملون تكاليف باهضة من أجل المتابعة واستئصال الورم. غباء الدولة في خدمة المواطن الغريب في الأمر أن الدولة تصاب بالغباء في مجال خدمة المواطن وذكية جدا عند نهبه، تبين لنا هذا عندما زرنا تلك العيادة من الداخل والتي كنا نتوقع أنها تحتوي على أجهزة متطورة يصعب توفيرها في المحافظات ولكن فوجئنا أن تلك العيادة عبارة عن مكان تزويد المرضى من الأطفال بالحقن ومتابعة حالتهم بجهاز لا يكلف مليون ريال وجهاز تعقيم يعني بمقدور الدولة توفير غرفة في عموم مستشفيات الجمهورية مع تلك الأجهزة واخصائي يقوم بمواصلة العلاج لأطفال المحافظات كل في محافظته بعد تشخيص حالتهم في صنعاء الأمر الذي سوف يجنب أسر هؤلاء الأطفال تحمل أعباء وتكاليف السفر ويجنب الاطفال مخاطر تأخرهم عن تلقي الدواء، حيث شاهدنا طفلة قد تورمت عيناها بسبب تأخرها عن أخذ الدواء وقالت أسرتها أن سبب تأخرهم هو البحث عن مصاريف السفر. الشلل الدماغي الأطفال المصابون بالشلل الدماغي هم بحاجة ماسة إلى العلاج الطبيعي اليومي حتى تتحسن حالتهم لأنهم يعانون من إعاقات حركية مركبة والقانون يلزم الدولة توفير الرعاية الطبية التأهيلية، والطفل المصاب بالشلل الدماغي يشكل عبئاً كبيراً على الأسرة لأنه بدون تأهيله وإخضاعه للعلاج الطبيعي يتحول إلى أشبه بالحيوان الدولة كانت تقدم لكل طفل مصاب بالشلل الدماغي قدرت أسرته على إيصاله إلى صنعاء فترة أربعة وعشرين ساعة في كل شهر جلسات في العلاج الطبيعي ورغم أن هذه المدة لا تؤدي حتى نصف الغرض علاوة على أنه لا تتوفر تلك العيادة إلا في العاصمة صنعاء ومع هذا تم تقليص عدد ساعات العلاج الطبيعي إلى اثني عشرة ساعة في بداية عام 2009م وتم أيضا تخفيض قيمة المبالغ المالية التي تصرف لاولياء أمور الأطفال كمساهمة في شراء الدواء الخاص بالشلل الدماغي رغم أن الدولة إذا قامت باستيراد الدواء بنفسها وصرفته مجانا سيكلفها أقل مما تصرف الآن ولكن تركت عملية استيراده للتجار وتركت الاطفال المرضى عرضة للابتزاز وحسابات الربح والخسارة، خاصة وأن الدواء تستحوذ على عملية استيراده جهة واحدة فمتى سوف تنتهي معاناة أطفالنا من مرضى الشلل الدماغي. الإعاقات مئات من المعاقين الأطفال نشاهدهم في الشوارع يتسولون وبعضهم يتم عرضهم للتسول بواسطة الكبار حتى على مستوى الخطوط الطويلة وسنكتفي بتقديم نموذج موثق بالصورة إنه الطفل سمير الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً.. شاهدناه وهو يهيئ مكان نومه على الرصيف الذي يقع في وسط شارع باب اليمن ولفت نظرنا إليه صوته المرتفع وترديده كلمات مزعجة ومقرفة لا نستطيع نقلها لكم بالكامل ولكن ننقل أخفها وطأة (الله يلعنه اللي بايصلي.. ما فيش رحمة خلقني الله عبث). وبعد أن أكمل حديثه امتد للنوم وحين اقتربنا منه من أجل أن نلتقط له صورة شاهدنا عكازه بجانبه وهو مصاب بضمور في الساق اليسرى كذلك ساقه قصيرة وهو من المحويت ولم يتمكن من الدراسة عندما بلغ سن الدراسة لعدم قدرته التعامل مع العكاز في قريته ذات الطرق الوعرة وعندما بلغ الثالثة عشرة هذا العام تم طرده من قبل أبيه وجاء إلى صنعاء ولكنه عزيز النفس لم يتمكن من التسول حاول ان يعمل في غسيل السيارات ولكن منافسة الأصحاء من يمنيين وصومال غلبته فأخذ يولول بالكلام ونام على الرصيف بالتأكيد جائعا وبعد أن قمنا بتصويره وعلى بعد أمتار من مكان المغادرة شاهدنا لوحة من القماش مثبتة في مبنى المؤسسة الاقتصادية تفيد أن رئيس الوزراء يحضر الحفل المقام بمناسبة يوم المعاق، العجيب أن القانون الذي أنشئ بموجبه صندوق رعاية وتأهيل المعاقين قد أفرغ من مهامه والدولة منذ خمسة عشر عاما تعرض علينا مجموعة من المعاقين في التلفزيون، تلك المجموعة لم تتغير أو تتبدل، فقد تمكنت تلك المجموعة من التغلب على إعاقتها وأصبحت موظفة وتعتبر إنجازاً قديماً فأين المؤهلون من الأجيال اللاحقة. إن صندوق رعاية المعاقين بحاجة إلى شطره نصفين، نصف أو أكثر يكون خاص بالمعاقين الأطفال من أجل تأهيلهم والباقي للمعاقين الكبار، لأن الفساد زرع حيتاناً حتى في أوساط المعاقين حيث يستحوذون على كل شيء.. فمن المعروف أن كل من تغلب على إعاقته وأصبح قادرا على كسب رزقة لم يعد له في الصندوق أي حق. أنور مات وهو ينتظر أنور محمد حيدر داود يبلغ من العمر أربعة عشر عاما كان صحيح البدن لا يعاني من أي مرض ويدرس في الصف السابع واثناء ما كان يسير خلف حماره المحمل بالمياه في قريته بمحافظة ريمة تعثرت قدمه وسقط على الأرض وتهشمت حنجرته وتقطعت حباله الصوتية، قام والده بإسعافه إلى مديرية بيت الفقيه ثم الحديدة ثم صنعاء إلى مستشفى الثورة، حيث تمت معالجته جزئيا بزراعة أنبوب حديدي للتنفس وأصبح بحاجة إلى عملية جراحية من أجل ربط الحبال الصوتية وإيصال عملية التنفس عن طريق الحنجرة وهذه العملية لا تكلف كثيرا ولكن يصعب إجراؤها في اليمن وبعد معاناة في استخراج تقرير بعجز الأطباء عن إجراء العملية الذي كلف ثلاثة أشهر من المتابعة من الأب كانت هناك متابعة أخرى للحصول على حق تذاكر الطائرة التي صرفت بعد شهرين من المتابعة دون أن تحدد الدولة التي سوف يسافر إليها الطفل لإجراء العملية، حيث كانوا يقولون له سيتم إجراء العملية في السعودية وحيناً آخر في القاهرة وأنهم بانتظار الموافقة من تلك الجهات ومرت خمسة أشهر والطفل ينتظر والأب يحذر من أن طفله يتعرض للاختناق وأن تلك الماسورة المعدنية تنسد جزئيا أحيانا ولكن لا مجيب وفجأة انسدت تلك الماسورة واختنق الطفل ومات وأبوه ينظر إليه وهو يبكي وقال شهود عيان ممن حضروا حالة وفاته في الفندق الشعبي أن الطفل أشار بيديه لأبيه أن يسلم على أمه ثم أخذ يشير بوداع الفراق.. كم هم مساكين هؤلاء الفقراء وأطفالهم وهم يتكبدون المآسي في ظل دولة لا هم لها سوى مزيد من الفساد الذي وصل حد الاعتداء على براءة الطفولة. من صفوف الدراسة إلى مشانق الإعدام ومنابر المحكمة الجزائية المتخصصة صحيفة الوسط كانت أول من أثار قضية الحدث وليد هيكل في أوائل عام 2006م الذي صدر عليه حكم بالإعدام والذي اتهم بارتكابه جريمة قتل وهو في سن الخامسة عشرة حسب تقرير طبي صادر من مكتب النائب العام وقد كان الطفل هيكل صرح للصحيفة تعرضه للتعذيب وما زالت آثار التعذيب محفورة في جسده وعندما تم إحالة ملف قضيته إلى اللجنة الفنية في مكتب النائب العام أبدت تلك اللجنة استغرابها من حيثيات وإجراءات الحكم، حيث أن أداة الجريمة لم يتم الحصول عليها حتى أن التقرير الفني لمسرح الجريمة خالف كليا الرواية التي أجبر وليد على البصم عليها وقد أثارت قضية هيكل ضجة إعلامية واحتجاجاً واسعاً من قبل عدد من المنظمات الحقوقية وتمكنت منظمة سياج الناشطة في مجال حقوق الطفولة من استخرج شهادة ميلاده في المملكة العربية السعودية التي أكدت أن ارتكابه لجريمة القتل إن صحت كان قبل بلوغه سن الخامسة عشرة ومرت حتى الآن تسع سنوات على وليد وهو في السجن بعد أن تم إيقاف تنفيذ حكم الإعدام وحجز ملفه لدى مكتب النائب حتى يتم تعديل قانون الأحداث في مجلس النواب.. فكم سنوات سوف ينتظر وليد حتى تتم المصادقة على القانون من مجلس النواب. وليس وليد وحده الذي طاله إرهاب حكم الإعدام بل هناك منصور النزيلي الذي ارتكب جريمة القتل جراء شجار وهو في سن السابعة عشرة وصدر عليه حكم بالإعدام، أيضا سليم أبو صرعة الذي ارتكب جريمة القتل وهو في سن السادسة عشرة وصدر عليه حكم بالإعدام، كل هذه الأحكام تعتبر جائرة ومناقضة للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي التزمت بها بلادنا وهي ملزمة للحكومة والسلطة القضائية. لا طفولة في بني ضبيان عمليات الخطف التي اشتهرت بها قبيلة بني ضبيان جرت الكثير من الويلات على أطفالها الصغار الذين تفرض عليهم شروع القبيلة حمل السلاح وهم في سن الرابعة عشرة مثل كافة القبائل وأن تكون ضبيانياً فتهمة الخطف لصيقة بك، رغم أن الخطف جريمة أقدمت عليها العديد من القبائل الأخرى من أجل الضغط على الحكومة لتنفيذ مشاريع أو إطلاق سجناء، إنها ثقافة
متبادلة بين الحكومة والقبيلة. فالطفل مفرح عبدربه صالح التام والذي ننشر صوره التي التقطت له بعد صدور الحكم بالسجن من المحكمة الجزائية المتخصصة قبل بضعة أشهر -تم القبض عليه في محافظة مأرب في تاريخ 16/11/2008م وهو في سن السادسة عشرة حينها كرهينة حتى يصل والده المتهم بجريمة خطف تمت قبل أكثر من ثمانية أشهر من تاريخ القبض تم فيها اختطاف لجنة الطرق ولكن والد مفرح لم يخضع لتلك الضغوط وتمكنت السلطات من القبض على شخص آخر يدعى عارف الجل في تاريخ 25/2/2009م كان مشاركا لوالد مفرح في عملية الخطف ثم تم تقديمهم للمحاكمة في منتصف عام 2009م كان الطفل مفرح المتهم الثاني وكان حينها قد بلغ السابعة عشرة وصدر عليه حكم من المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن سبعة أعوام رغم أن القانون يلزم القضاء بمراعاة من لم يبلغ سن الثامنة عشرة في العقوبة علاوة على أن الحدث المذكور تحول من رهينة بدل أبيه إلى متهم صدرت في حقه عقوبة وإن صحت مشاركته لوالده في الجريمة فكان حينها عمره خمسة عشر عاما وكان يجب أن يحاكم في محكمة الأحداث حسب القانون ولكن لمجرد أنه ضبياني فإنه يحرم من أي تعاطف من المنظمات الحقوقية تحت مبرر عدم تشجيع الخطف وهذا أمر صحيح، فجميعنا نرفض الخطف والإرهاب وغيرها من الجرائم ولكن يجب أن يعامل الإنسان كإنسان بغض النظر عن انتمائه إلى أي قبيلة وأن الحدث هو حدث من أي جنس كان.. فهل سيجد مفرح الضبياني تعاطف المنظمات الحقوقية. طفولة المهمشين أكثر بؤساً طفولة المهمشين المعروفين بالأخدام هي أكثر بؤسا ومعاناة حيث طفولة هذه الشريحة محرومة بالكامل من التعليم وتعيش في وسط مجتمع هو بحاجة إلى مساعدة وتقويم بالكامل بسبب التمييز الطبقي العنصري المزدوج الذي انعكس على الطفولة حيث يقاد كثير من أطفال أبناء هذه الشريحة إلى أقسام الشرطة ويتم استضعافهم وزجرهم وإهانتهم لأتفه الأسباب وبدون أي تقدير لظروف نشأتهم والحرمان الذي يعيشونه وصغر سنهم. الطفل سعدون البالغ من العمر 12 عاما والذي التقطنا له صورة بعد منتصف الليل من ثالث أيام عيد الأضحى المبارك وهو يفترش الكراتين في شدة البرد القارس سعدون وصل إلى صنعاء في تلك الليلة مرحلاً من السعودية على متن طائرة هبطت في مطار صنعاء محملة بالمرحلين من مدينة جدة كان على متن الطائرة ما يقارب مائة وعشرين مرحلاً بينهم خمسة أطفال سعدون أحدهم وفي المطار الجهات الأمنية احتجزت الأربعة الأطفال أقران سعدون من أجل إيوائهم في مركز الأطفال أما سعدون لم تحتجزه لأن لون بشرته سوداء وقال سعدون إنهم قالوا له أنت ما فيش خوف عليك وتركوه يغادر المطار في مساء تلك الليلة والطفل سعدون أصلا يسكن في محافظة الحديدة ولا يعرف صنعاء ولجأ إلى اللوكندات في باب اليمن من أجل النوم ولكن اللوكندات رفضت استقباله لأنه صغير السن ولم يحصل بعد على البطاقة الشخصية وهو لا يملك مبلغاً مالياً يكفيه لدفع تكاليف السفر إلى الحديدة فاضطر إلى أن يفترش الشارع ويفرش الكراتين من فوقه ومن تحته، كانت حالته بائسة وحين تتحدث معه يرد ببراءة الطفل التهامي، مسكين الطفل سعدون لون بشرته السوداء وعرقه الذي يعود إلى المهمشين أحرماه من التعامل معه كطفل مثل كل الأطفال. ربي قدر علينا فؤاد وحسن طفلان لا يتجاوز عمرهما الثلاثة عشر عاما التقطنا لهما صورة وهما ممتدان على الرصيف تحت أشعة الشمس عند الشروق في الصباح الباكر حيث تصل حافلات النقل البري إلى ذلك الرصيف لنقل المسافرين إلى المحافظات الأخرى وكذلك إنزال الركاب القادمين من المحافظات الأخرى وفؤاد وحسن هما من شريحة المهمشين وينتظران وصول الحافلات من الصباح الباكر من أجل التسول من الركاب المسافرين والقادمين وحين تحدثت معهما صحيفة الوسط كانا يردان وهما ممددان على ظهريهما ويتحدثان بكبر أو ربما بألم وشعور بالإحراج قالا إن عليهما أن يتسولا من أجل توفير طعام إفطار صباح ذلك اليوم ثم بعد ذلك يتجولان في الشوارع من أجل توفير طعام الغداء وأوضحا أن الناس لا يتصدقون عليهما إلا بصعوبة وبعد إلحاح وأن المتسولين الذين يتصدق الناس عليهم بسهولة هم كبار السن وأصحاب العاهات والنساء أما الأطفال الصغار لا يتصدق عليهم أحد إلا بصعوبة وقالا إن آبائهما من الرجال يشتغلون وأشقائهما يصرفون على أنفسهم وكذلك أمهاتهم يتسولن لأنفسهن فكل فرد في أسرهم معتمد على نفسه وأضاف فؤاد وحسن أن لهما رغبة في الدراسة ولكن كيف سيتمكنان من الدراسة في ظل وضعهما الاجتماعي الذي يعيشانه وأوضحا أنهما حين يعملان في شركات النظافة يحسب لهم نصف راتب لصغر سنهم رغم أنهم يعملون بنفس عمل الكبار وايضا يتعرضون أحيانا للضرب من المشرفين وقالوا إنه لا عمل يتوفر لهم إلا في مجال النظافة وحياكة الأحذية وأوضح فؤاد وحسن أنهما حين يتعرضان للضرب أو المضايقة من الآخرين يذهبان لشكوى إلى قسم الشرطة ولكن لا يتم إنصافهما بل في النهاية يتم إدانتهما ويقولون لهما أنتم إذوه أما إذا شكا منهما الآخرون فيتم حجزهما في قسم الشرطة ويتم معاقبتهما بإيكال أعمال نظافة القسم في غسل الحمامات ولف القمائم ثم يطلقون سراحهم وختما تصريحهما بقولهما "ربي قدر علينا". إن طفولة المهمشين بحاجة إلى دراسة أوضاعها دراسة حقيقية وتقديم جهد من أجل تخفيف معاناتها وإلحاقها بالتعليم على الأقل 10% منها مبدئيا وحتى الآن لم يتم تحقيق أي شيء لطفولة المهمشين من المنظمات الموجودة في الساحة وكل ما يدعى مجرد مزايدات من أجل الحصول على مزيد من الدعم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.