يمنيا تبدو الساحة السياسية هناك في وضعية اللاوعي واللا وطنية كون النخب السياسية اليمنية لم يعد لديها هم سوى الهم الحزبي الضيق متجاوزة الهم الوطني العام ، وهذا ما أصاب المواطن البسيط على امتداد الساحة اليمنية باليأس من هكذا ساسة . عندما سمعنا بثورة التغيير في اليمن ظن الناس - وكاتب هذه الأسطر أولهم - أن سماء اليمن ستمطر عدلا وأن أرضها سوف تزرع أمنا، وستختفي عن الأنظار صور عسكرة المدن والشوارع، ويسير المغترب بسيارته من صنعاء الى حضرموت لا يخاف إلا عطال سيارته !! ولكن والمشكلة في لكن.. أصبح المغترب اليوم يترحم على عهد الرئيس السابق - علي عبد الله صالح على الأقل أن ذلك المغترب كان يسافر إلى أهله وفي الطريق كان يتفادى التأخير ( بحق القات ) وبهدية الغربة ، أما اليوم فحدث ولا حرج ، فالمغترب الذي يصل الى أهله وذويه - بسلام- فقد ظفر بها ، ولا حاجة هنا لأن نسرد قصصا يدمى لها القلب ويندى لها الجبين في ظل ما بعد التغيير !!! كان النهب والسرق في مرحلة ما قبل ( التغيير) محدودا، أما اليوم فأصبح مفتوحا مشرعة له الأبواب.. ولك الله يا شعب اليمن . والطامة الكبرى أن الذي لا ينتمي إلى هذا الحزب أو ذلك التيار أو تلك الجماعة ( يضيع في الطوشة ) فلا يجد من يدافع عنه سواء في الداخل أو حتى من يعيش خارج الوطن ! لأن الموضوع أصبح- بكل بساطة - أن كل حزب بما يضم من عناصر فرح بها ومدافع عنها، ويبقى المنتمي للوطن كل الوطن لا يجد من يدافع عنه، أو يسعى لرفع الظلم الواقع عليه. ومن هنا طغت على الأحزاب السياسية- بكل ألوانها- سياسة أنت معي أم ضدي ؟ و لم يعد في برامج تلك الأحزاب والجماعات مساحة واسعة - وسع الوطن اليمني الكبير - يقف الجميع عليها لأجل الوطن وتنميته في شتى المجالات بعيدا عن المساحة الحزبية الضيقة النتنة التي ضيقت الأفق اليمني الفسيح. أمنية: كم يتمنى المغترب اليمني أن يصحو من نومه وقد تلاشت من شاشات الأخبار عن بلده قتل .. اختطاف ... ضرب كهرباء ... تفجير انبوب .. اكتشاف مرض خطير... مجرد أمنية !! . اضحى المغترب اليمني يعيش همين، هم الغربة، وهم الوطن. . [email protected]