يدخل الطيران الحربي على خط المواجهات بين مسلحي الحوثيين والإصلاحيين في قرار ينبئ عن غضب السلطة من تصعيد الحوثيين الأخير من خلال المظاهرات التي يقودها داخل صنعاء أو تلك المجاميع المسلحة التي تتواجد على مداخلها، وفيما تعد الجوف من أكثر المحافظات صمودا أمام الحوثيين نظرًا لتواجد الإصلاح القوي في المحافظة التي يرأس سلطتها المحلية محافظ من حزب الإصلاح، وأيضًا للتواجد القبلي السني الذي يقابل التواجد الزيدي، بالإضافة إلى تواجد القاعدة التي تباهت بتنفيذ عدد من العمليات الانتحارية ضد الحوثيين وكان سعى الإصلاح لإحراز انتصار في الجوف للتعويض عن الهزيمة السريعة التي تلقاها في عمران التي سقطت بيد الحوثيين، فيما يصعب تحقيقه على الأرض على الرغم من استخدام آلته الإعلامية التي تعيد ذات التسريبات، وادعاء الانتصارات التي كانت تنشرها في حروبه السابقة ليفاجأ الجميع بسقوط المناطق الواحدة تلو الأخرى.. ويدخل الطيران الحربي المواجهات لأول مرة في الجوف، حيث قام الطيران الحربي بقصف مواقع للمسلحين الحوثيين في الغيل, كما نفذ غارات على مواقع لمسلحي الحوثي في مديرية المطمة أكثر من مرة، وقامت الطائرة بنقل جرحى من مليشيات المسلحين التابعين لحزب الإصلاح الذين سقطوا أثناء المواجهات، فيما وصلت قوة عسكرية معززة بالآليات العسكرية إلى مفرق الجوف - مأرب بقوام لواء مشكل من اللواء 13 من مأرب، ومن القوات الخاصة، ومن الشرطة العسكرية، وأن هذه القوة معززة بعربات مدرعة ورشاشات 23, وما بين 30 إلى 40 طقما مسلحا. وبحسب موقع "أنصار الله" فإن القوة العسكرية أفادت بأنها جاءت لحماية المفرق ولا علاقة لها بما يجري هناك من حرب بين الطرفين، ونقلت قناة المسيرة لمشاهد تبدو فيه عناصرها المسلحة مع الجنود يأكلون معا، ما يفيد بسيطرة مسلحي الحوثيين على المفرق. وفيما لا تكاد تتوقف المواجهات الأكثر شراسة من كل الحروب التي قامت بين الطرفين منذ أكثر من ثلاثة أشهر تتجدد لجان الوساطات القبلية التي يشكلها الرئيس في الوقت الذي لم تقدم أي حلول وأقصى ما يمكن أن تحققه ليس أكثر من هدنة قصيرة لينتشل كل طرف قتلاه ثم ما تلبث بعدها الحرب أن تعود أكثر شراسة، وعلى ذات الاتجاه وفيما قتل نجل رئيس مجلس شورى الإصلاح بالجوف ورئيس ملتقى أبناء الجوف علي الحسن أبكر السيد الهاشمي أثناء المواجهات، فقد أشاد بتوجيهات الرئيس هادي والقيادات الأمنية بتدخل القوات الجوية بقصف المتمردين الحوثيين. وأكد أبكر على صمود أبناء الجوف ممثلة باللجان الشعبية مسنودة بالجيش في مواجهة العدوان الحوثي كما أسماه، وأضاف: أن جماعة الحوثي تتلقى هزائم وخسائر بشرية ومادية كبيرة عادةً ما تتكتم عليها.. يشار إلى أن "عبدالرحمن عبار -مدير دائرة الشئون القانونية في المحافظة - كان أحد القتلى في مواجهات (الأحد)، في حين أصيب نائب مدير أمن الجوف العقيد عبدالغني شعلان"، الذي تم نقله بواسطة طائرة عسكرية، فيما تتضارب الروايات عن سقوط مديرية الغيل.. إلى ذلك وفي ما يمكن عده رضوخ من رئيس الجمهورية لمطالبة الإصلاح بتجنيد 12 ألفا من ميليشيات الإصلاح القبلية تحت مسمى اللجان الشعبية لمساندة الجيش، فقد قالت مصادر إعلامية - لم يتم التأكد منها - أن رئيس الجمهورية أصدر، الاثنين، قرارا جمهوريا قضى بتشكيل لواء من اللجان الشعبية بمحافظة الجوف، لصد ميليشيا جماعة الحوثي. وبحسب المصادر فإن قرارا جمهوريا آخر صدر، وقضى بتعيين العميد مفرح محمد بحيبح قائداً للواء اللجان الشعبية. وفي حال ما تم التأكد من صدور قرار كهذا فإن ذلك سيعد بمثابة إقرار من الدولة، بالقتال وفقا للمرجعية المذهبية، وهو ما سوف يطيل أمد الصراع. هذا وفيما يعد جلبا للمقاتلين من كل المحافظات للقتال تحت لافتة مذهبية فقد شيع أبناء مديرية عسيلان بيحان بمحافظة شبوة، الأحد الموافق 31 سبتمبر، ناجي احمد عامر السحاقي، أحد قتلى المواجهات بين الحوثيين وحزب الإصلاح بمحافظة الجوف، والذي قتل وهو يقاتل إلى جانب حزب الإصلاح. وبحسب عدن اوبزرفر فقد نشب خلاف كبير بين قيادات من حزب الإصلاح وبعض مشايخ القبائل أثناء التشييع, حين وقف القيادي الإصلاحي الحسن علي حدير - أمين عام حزب الإصلاح بمحافظة شبوة، وعضو شورى حزب الإصلاح، ليلقى محاضرة عن أخلاق الشهيد.. مشيرًا إلى أنه قد اختار طريق الحق في مقاتلة المجوس أحفاد عبدالله بن سبا اليهودي، وقال حدير: على الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الله في مواجهة أبناء المتع الذين يريدون أن يفسدوا في بلاد اليمن، وعلى القبائل أن ترسل شبابها لمواجهة المجوس, وهو ما جعل الشيخ القبلي مبارك ناصر المقرحي يرد عليه، محملاً حزب الإصلاح دم القتيل. ودعا قبائل عسيلان وبيحان إلى الحفاظ على أبنائهم من مكر حزب الإصلاح، وقال المقرحي: (يا قبائلنا ماشي جهاد في الجوف، الجهاد في غزة وفلسطين، أما الجوف تتواجد فيه عصابات السلطة، والمال باسم دماء شبابنا الضعفاء.. ورفع صوته قائلاً: (يا الحسن حدير، وأنت يا الحارثي لا تخطبوا بنا باسم الجنة، روحوا لها انتو، والله لو شي جنة ما سبقكم عليها حد، فروحوا جنتكم وشلوا حوركم الذي تتكلمون عليها في الجوف، وخلوا عيال القبائل في مناطقهم، وحرام وطلاق إن راح شاب من قبيلتي وقتل في الجوف أن مخلصه وثاره منكم انتو، وانا مشهد الله ومشهدكم يا قبائل). وبعد كلمته حصلت مشادة كلامية اضطرت قيادات حزب الإصلاح للفرار من المقبرة.
