التقى اليوم الأحد الموافق 4 مايو 2008م بمقر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان عدد من منظمات المجتمع المدني والشخصيات الحقوقية والسياسية والإعلامية لمناقشة حادثة إحراق مجموعة من اليمنيين في منطقة خميس مشيط في المملكة العربية السعودية، وتم تداول الإجراءات الواجب اتخاذها سواء من الناحية القانونية والحقوقية والإنسانية لإنصاف الضحايا و تحميل الطرف الجاني مسؤولية ما حدث، وقد تم الاتفاق على إعداد ملف حقوقي يتضمن وثائق وبيانات وتقارير قانونية بالإضافة إلى شهادات مسجلة للضحايا بالصوت والصورة، وخطابات موجهه إلى الحكومة اليمنية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية للمطالبة بالتحرك في هذا الجانب. وتم تحديد الخميس القادم الموافق 8 مايو 2008م، موعد للاجتماع الثاني لاتخاذ إجراءات عملية بعد إعداد الملف، وذلك في مقر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان. وكان منتدى الشقائق العربي لحقوق الانسان انتقد الاهمال البالغ من قبل السلطات اليمنية والسعودية في تعاطيها مع الماسأة البشعة والانتهاك الخطير الذي تعرض له عدد من المواطنين اليمنين، الموصوفين بالمتسللين، في منطقة خميس مشيط جنوب المملكة العربية السعودية، والذين تعرضوا، وفق افادتهم، للحرق من قبل افراد امن سعوديين اثناء محاولتهم الفرار والاختباء من اجل تجنب القبض عليهم. وقال "الشقائق" في بيان سابق له ان الوضع غير القانوني للمواطنين اليمنيين على الاراضي السعودية، بوصفهم متسللين غير شرعين يبحثون عن فرص عمل، لايعني انتفاء الحقوق الانسانية عنهم وحرمانهم منها، علاوة على حقهم بالحصول على معاملة لائقه تحفظ حق الحياة والكرامة الانسانية وفق ما تنص عليه اتفاقات ومواثيق حقوق الانسان وتلك المتعلقه بحقوق المهاجرين. واضاف المنتدى انه يستوجب اي ادعاء او شكوى من قبلهم تقول بتعرضهم لأي انتهاك او اعتداء او معاملة مهينة من قبل أي موظف أو رجل امن سعودي التحقيق الجاد والسريع والشفاف في الامر من قبل السلطات السعودية واتخاذ اجراءات رادعه تجاه مرتكبيه لمنع تكراره. واستغرب منتدى "الشقائق" بشده التصريحات غير المسؤوله التي تواردتها وسائل الاعلام على لسان الناطق باسم وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية الذي اشار إلى كون حادثة احتراق المواطنين اليمنيين اثناء اختبائهم هي حادثة طبيعية وغير مُسببه وفق مايشير له سياق التصريح ودون القيام بأي تحقيقات في الحادثة لتأكيد ذلك، علاوة على اقتصار تعليقه على الضحايا بوصفهم ب"عصابه"! وقال المنتدى في بيانه إن استخدام لغه مهينه ولا انسانية وغير مسؤول، والتحويل الاتهامي والمتعسف للضحايا إلى محل الاتهام، بالاشارة لهم كمجرمين، لاينزع عنهم حقوقهم ولايحول من وصف الحادثة التي تعرضوا لها كاعتداء لا انساني خطير هدد حياتهم. وهي تصريحات يخشى "الشقائق" من كونها مقدمة للتغطية على الحادثة البشعه وعدم التحقيق فيها ومعاقبة مرتكبيها، وتخلي السلطات السعودية عن مسؤلياتها الحقوقية والانسانية تجاه الضحايا الذين تعرضوا للحادثة على اراضيها. ودعا منتدى الشقائق العربي لحقوق الانسان الحكومة اليمنية لاثارة القضية على اعلى المستويات حفاظاً على حياة وكرامة المواطن اليمني الذي دفعه إلى الهجرة سوء الاحوال المعيشية، وخصوصاً ان هناك شكاوي متكرره تقول بتعرض مواطنين يمنيين لنمط منتظم من الاعتداءات والانتهاكات لحقوقهم ولسلوكيات حاطه من الكرامة الانسانية اثناء القبض عليهم واثناء ترحيلهم من الاراضي السعودية، وهو مايستدعي وجود اجهزة تتعامل بشكل عاجل مع هكذا حوادث واكد المنتدى على اهمية التحرك العاجل في حادثة الاحتراق الاخيرة، والضغط على الحكومة السعودية للقيام بالتحقيق في الحادثة ومعاقبة المسؤولين عنها وتعويض الضحايا. دون السماح للاعتبارات الدبلوماسية والعلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة التي تربط بين البلدين بتعطيل واجباتها تجاه مواطنيها، والاكتفاء بالاجراءات التي اتخذتها كعلاجهم فقط في مستشفيات حكومية وتعويضهم بمبالغ مالية بسيطة. ودعا المنتدى المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية على المستوى المحلي والعربي والدولي لضرورة التحرك من اجل مناصرة هؤلاء الضحايا وحماية حقوقهم التي تم انتهاكها بهذا الاعتداء اللانساني الذي كاد ان يودي بحياتهم. كما دعا جميع المنظمات والنشطاء ووسائل الاعلام والمتضامنين لمطالبة الحكومة السعودية للقيام بتحرك عاجل يعيد العدالة لمسارها الصحيح.