سجل سعر برميل النفط سعراً قياسياً الخميس، متجاوزاً 140 دولاراً لأول مرة في تاريخه، مدفوعاً بتقارير أفادت بأن الجماهيرية الليبية تعتزم خفض إنتاجها، مما تسبب في ارتفاع السعر بأكثر من خمس دولارات. كما أدت تصريحات أدلى بها مسؤول بمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، قال فيها إن أسعار النفط قد تصل إلى 170 دولاراً هذا الصيف، إلى تزايد الطلب على النفط، مما تسبب في هذا الارتفاع غير المسبوق بسعر برميل النفط الخام. وكذلك فقد أدى التراجع في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام اليورو، إلى تزايد الضغوط على قطاع النفط، مما دفع أسعاره للارتفاع. ففي التعاملات الالكترونية ببورصة نيويورك، ارتفع سعر برميل الخام الخفيف لتعاقدات أغسطس/ آب المقبل، بمقدار 5.5 دولار، مسجلاً 140.05 دولاراً. وكان أعلى مستوى سجله برميل النفط، قد بلغ 139.89 دولارً، في 16 يونيو/ حزيران الجاري، قبل أن يعود للتراجع، تزامناً مع انعقاد مؤتمر دولي في جدة، بالمملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم. وتزايدت الضغوط العالمية على قطاع النفط، نتيجة مخاوف من تراجع الإمدادات من أفريقيا والشرق الأوسط، خاصة من ليبيا، التي هددت بخفض الإنتاج. ونقل تقرير لشبكة "بلومبرغ" الإخبارية، عن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، شكري غانم، أن بلاده تدرس خفض إنتاجها من النفط، معتبراً أن المعروض في السوق العالمي يفوق الطلب. كما أشار غانم إلى أن التوجه الليبي يأتي رداً على تهديدات أمريكية بفرض عقوبات على إيران، والتي تُعد أحد الأعضاء الرئيسية بمنظمة أوبك، في الوقت الذي أقر فيه الكونغرس مشروع قانون يسمح باتخاذ إجراءات عقابية ضد الدول البترولية. وكان تقرير حكومي أمريكي قد أورد أن الطلب العالمي على الطاقة من المتوقع أن يقفز بنسبة 50 في المائة من عام 2005 إلى 2030، جراء تزايد تعداد سكان العالم وتسارع وتيرة النمو الاقتصادي. وتوقع تقرير إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية أن يتراوح سعر برميل النفط ما بين 113 دولاراً إلى 186 دولاراً، تحت سيناريوهات أسعار مختلفة. ورغم تطمينات الحكومة وشركات النفط بإمكانية إنتاج 113 مليون برميل في اليوم، إلا أن تشكك الأسواق العالمية ساهم في بقاء النفط عند أسعاره العالية خلال السنوات الماضية CNN