تقرير - بدأ وفد من بعثة الاتحاد الأوروبي المشرفة على الانتخابات اليمنية برئاسة ميشيل سيرفون دورسو زيارته إلى اليمن في مساعي وساطة تهدف إلى إحداث انفراج في الأزمة الراهنة بين الحاكم –والمعارضة الممثلة في البرلمان والمنضوية في تكتل اللقاء المشترك حول الانتخابات اثر اضطرار الحزب الحاكم عبر أغلبيته "البرلمانية" إلى الغاء مشروع تعديل قانون الانتخابات وإقراره العمل بالقانون النافذ الذي جرت بموجبه الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006 والبدء في الإعداد للانتخابات النيابية القادمة عبر اللجنة السابقة بعد أن حالت خلافات بين قادة أحزاب المعارضة دون تقديم مرشحيها لقيادتها. وتدخل وساطة بعثة الاتحاد الأوروبي على قاعدة توصياتها التي ضمنتها في تقريرها بعد مشاركتها في الرقابة على الانتخابات الرئاسية والمحلية التي أجريت في العشرين من سبتمبر 2006 ، وهي التوصيات التي دخلت دائرة المزايدات الحزبية وأظهرت أطراف المنظومة السياسية مؤخرا رغبة في إلى الاحتكام إليها " بعد انسداد التوافق بين أحزب المؤتمر الشعبي الحاكم وأحزاب «المشترك» المعارضة حول إجراءات الانتخابات النيابية المقررة في ابريل المقبل. ويسعى المشترك لكسب موقف الاتحاد الأوروبي احد الراعين والداعمين الرئيسيين للديمقراطية في اليمن لرفض دعم الانتخابات البرلمانية القادمة وبالتالي تأجيلها عبر إظهار الحزب الحاكم غير ملتزم بما وقع عليه مع المعارضة من توصيات ، فيما يسعى الحزب الحاكم بإعلانه الاحتكام لتلك التوصيات والتمسك بها إلى تفويت ذلك على المشترك وكشف اخر اوراق الاخيرة امام بعثة الاتحاد وبحضورها عبر استيعابه لتلك التوصيات وإظهار تنصل المشترك من كافة الاتفاقات السابقة بما فيها التوصيات تاركا التقييم للبعثة . وكان الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو أصبع قال بأن الممثلة المقيمة للاتحاد الأوروبي بصنعاء أبلغت أحزاب "اللقاء المشترك" استياء البعثة الأوروبية من تجاهل توصيات البعثة الأوروبية وإبقاء العمل بالقانون القديم، وأنها قالت بأن الاتحاد الأوروبي سيمتنع عن تقديم الدعم للانتخابات النيابية القادمة وعدم المشاركة في الرقابة عليها، وسيتم تحويل الدعم المقرر للانتخابات إلى دعم منظمات المجتمع المدني ودعم قضايا حقوق المرأة في اليمن. فيما اكد المؤتمر تمسكة بالاحتكام لتوصيات الاتحاد الأوروبي ودعا اللجنة العليا للانتخابات لاستيعابها ،مشيرا الى المؤتمر قبل بتوصيات بعثة الاتحاد الأوروبي في اللحظات الأولى ولم يوقع عليها مرغما، وانه يحترم توقيعه وسوف يستوعبها سواء شارك المشترك في الانتخابات أم لم يشارك، مؤكدا عدم صحة ما نسب للاتحاد الأوروبي أنه لن يدعم الانتخابات قائلاً أن ذلك الكلام غير صحيح ،مستشهداً بتوقيع اللجنة العليا للانتخابات على اتفاق مع ممثلة بعثة الأمم المتحدة ساهم فيها الاتحاد الأوروبي بمليوني يورو، متهما أحزاب المشترك بالتحجج بالتوصيات لغرض تأجيل الانتخابات وليس تنفيذ التوصيات وهو ما يرفضه من حيث المبدأ. وفي ضوء هذا الموقف من أطراف المنظمة السياسية في اليمن بحث رئيس اللجنة العليا للانتخابات العامة والاستفتاء خالد عبد الوهاب الشريف خلال لقائه ممثل الاتحاد الأوروبي ميشيل سيرفون دورسو التحضيرات الجارية في اللجنة استعدادا لتنفيذ مرحلة مراجعة وتعديل جداول الناخبين تمهيدا لإجراء الانتخابات البرلمانية ابريل 2009 ، مؤكدا سعى اللجنة لتنفيذ التوصيات التي تضمنها تقرير الاتحاد الأوروبي - التي شاركت في الرقابة على الانتخابات الرئاسية والمحلية التي أجريت في العشرين من سبتمبر 2006 والمتضمن تقييم البعثة لمجمل إجراءات العملية الانتخابية وأداء اللجنة ومطابقة الإجراءات الانتخابية للشروط والمعايير الدولية - في إطار الصلاحيات الدستورية والقانونية المخولة للجنة والإمكانيات المتاحة لها. وتطرق اللقاء إلى جوانب التعاون بين اليمن والاتحاد الأوروبي في المجال الانتخابي وسبل تعزيزها وتطويرها بما يعزز من نشاط اللجنة لإدارة العملية الانتخابية ، وأكد الشريف حرص اللجنة على العمل بشفافية في إطار المعايير الدولية لإدارة العملية الانتخابية البرلمانية 2009 وإشراك المنظمات الدولية في كل خطوات العملية الانتخابية بدء من مرحلة الاقتراع والفرز وإعلان النتائج وصولا لإعداد التقارير النهائية للانتخابات . واتفق الجانبان على إعداد تصور مشترك لمشاريع وبرامج تخدم العملية الانتخابية بالشراكة بين الاتحاد الأوروبي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والمنظمات المانحة واللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء لتنفيذ تلك التوصيات والاستفادة من مشروع الدعم الانتخابي التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بدعم رئيسي من مفوضية الاتحاد الأوروبي بحيث يتم تفعيل أنشطة مشروع الدعم الانتخابي خلال الفترة المقبلة بما يكفل تطوير النظام الانتخابي وتوجيه المسار الديمقراطي بشكل صحيح . وجدد الشريف ترحيبه بأي رقابة دولية من مفوضية الاتحاد الأوروبي للمشاركة في الرقابة على الانتخابات البرلمانية المقبلة وكذا تجديد دعوة اللجنة للأحزاب والتنظيمات السياسية للمشاركة في ادارة العملية الانتخابية . من جانبه أكد ممثل المفوضية الاوروبية اهتمام الاتحاد الأوروبي بالعملية الديمقراطية و الانتخابية في اليمن باعتبارها من الدول السباقة باتخاذ هذا النهج في المنطقة .. مشيدا بالجهود الذي تبذلها اللجنة العليا للانتخابات ولاستفتاء باعتبارها جهة حيادية ..معربا في هذا الصدد عن استمرار الشراكة القائمة بين الجانبين لتطوير وتعزيز العملية الانتخابية في اليمن ،مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء من خلال مشروع الدعم الانتخابي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي . ومن المقرر أن يلتقي وفد الاتحاد الأوروبي المؤتمر الشعبي الحاكم وأحزاب المشترك كلا على حدة بدأ من اليوم الاربعاء، بالإضافة الى لقاء رئيس الجمهورية .