وكالات - تقوم قوات الأمن الجزائرية بحراسة المصالح المصرية في الجزائر بعد أن هاجم متظاهرون السفارة المصرية ومكاتب تابعة لشركة أوراسكوم المصرية خلال اليومين الماضيين. وقد علمت البي بي سي من مصدر أمني جزائري أن السبب الرئيس في التعرض للمصالح المصرية يعود الى الاشاعة التي انتشرت بسرعة عن وصول سبع جثث لجزائريين لقوا حتفهم على يد مصريين. وأكد المصدر أن هذه الإشاعة بثتها "عناصر خفية تريد ضرب العلاقات الجزائرية المصرية،" وكشف قيام مصالح الاستعلامات الجزائرية بتحقيقات واسعة لتحديد هوية الأطراف المتورطة فيها. وعلى صعيد آخر نفى مصدر أمني جزائري صحة أنباء عن نزول الجيش الجزائري لحماية المصالح المصرية، وأكد لبي بي سي أن التطورات لا تحتاج الى تدخل الجيش وأن المهمة تقوم بها مصالح الجهاز الأمني التابع للشرطة. وتأتي هذه الاحداث بعد أن فازت مصر علي الجزائر السبت الماضي في المباراة التي جرت على استاد القاهرة في إطار منافسات التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا 2010. وأفادت أنباء بأن مشجعين جزائريين هاجموا أمس الأحد نحو 15 فرعا لشركة اوراسكوم تليكوم الجزائر التابعة لمجموعة اوراسكوم المصرية ملحقين بها خسائر مادية تقدر بخمسة ملايين دولار كما اكد مدير الاتصالات في الشركة حميد جرين وقال جيرن إنه تم تحطيم او سرقة اكثر من 70 الف هاتف محمول بقيمة خمسة ملايين دولار من شركة رينج التابعة لاوراسكوم في الجزائر. كما جرى تحطيم اجهزة حاسوب ومكاتب واجهزة تكييف في 15 فرعا في مختلف انحاء البلاد بحسب تصريحات المسؤول. وأوضح أن أوراسكوم الجزائر قررت الاحد اغلاق فروعها وخاصة في العاصمة الجزائرية. وتعد اوراسكوم تليكوم الجزائر التي تعمل تحت العلامة التجارية "جيزي" اول شركة محمول في الجزائر ويعمل فيها 4500 شخص معظمهم من الجزائريين وفقا لجرين. واتهم جرين "بعض الاطراف" التي لم يسمها بتنسيق الهجمات على منشآت ووكالات جيزي في الجزائر. وقال "حدث تحريض من قبل اطراف تعمل في مجال الاتصالات الهاتفية، لأن الهجمات لم تكن عشوائية". وقد اصيب عشرات الاشخاص في صدامات بين مشجعي الفريقين في القاهرة، وكانت الحافلة التي تقل الفريق الجزائري من المطار إلي المكان الذي يقيم فيه الفريق قد تعرضت للرشق بالحجارة الخميس الماضي مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف بعض اللاعبين بحسب ما اكدت المصادر الجزائرية. وقد أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي أنه تم استهداف مقار بعض الشركات المصرية في الجزائر مثل شركة مصر للطيران، وشركة المقاولين العرب.كما أقر زكي في تصريحات نقلها التلفزيون المصري بحدوث إصابات في صفوف المشجعين الجزائريين في المواجهات عقب مباراة السبت الماضي. وقال احمد مقعاش مراسلنا في الجزائر ان مقر شركة اوراسكوم تعرض للنهب من قبل مناصري المنتخب الجزائري، مما استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب الجزائرية باعداد كبيرة لتأمين الشركة. واضاف مراسلنا ان قوات الامن فرضت طوقا امنيا حول مقر السفارة المصرية التي تعرضت لمحاولة لاقتحامها احبطتها قوات الامن.واضاف مراسلنا ان العديد من المصريين يغادرون الجزائر. واكد السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار ان قوات الامن الجزائرية توفر الامن للشركات المصرية في الجزائر، ونفى ان تكون الجزائر استقبلت توابيت قتلى جزائريين لقوا حتفهم عقب المباراة. ويقول محلل الشؤون العربية في بي بي سي مجدي عبد الهادي إنه رغم دعوات المسؤولين من الجانبين إلى التهدئة والجهود المكثفة لوقف التصعيد إلا أن تعصب المشجعين يبدو وأنه المسيطر على الموقف الذي يبقى متوترا بعد تأجل حسم بطاقة التأهل إلى كأس العالم إلى مباراة فاصلة في الخرطوم الأربعاء المقبل.