وسعت وكالة "رويترز" أمس ضمن تقرير مطول أنباء كانت قد نشرتها بشكل مقتضب قبل أيام عن استخدام قراصنة صوماليين جزيرة سقطرى اليمنية في خليج عدن كقاعدة للتزود بالوقود، في مسعى يرى فيه مراقبون تدشين حملة -رغم افتقارها للأدلة- بأبعاد تندرج في إطار تسابق بريطاني أمريكي لفرض قاعدة عسكرية بالجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي كأمر حتمي إجباري استفادة من الاضطرابات التي تشهدها اليمن وبعد رفضها منذ سنين طلبات من هذا القبيل. وقالت الوكالة نقلا عن مصادر ملاحية في لندن ان قراصنة صوماليين يستغلون جزيرة سقطرى اليمنية النائية بمنطقة القرن الافريقي كمركز للتزود بالوقود مما يمكن زوارقهم التي يستخدمونها في شن الهجمات من البقاء لفترات اطول في البحر ويمثل خطرا أكبر على عمليات الشحن. وأضافت أن على الرغم من وجود قوات بحرية دولية في المنطقة فان العصابات البحرية تستغل الاضطرابات السياسية في اليمن للتزود بالوقود وربما مؤن أخرى بما في ذلك الطعام. ونسبت الوكالة ل مايكل فرودل من شركة (سي-ليفيل) لاستشارات المخاطر الملاحية قوله أن تقارير مخابرات اطلع عليها تشير إلى أن "سقطرى تستغل منذ اشهر ان لم يكن منذ فترة اطول." وأضاف "ربما هي أهم مركز لاعادة التزود بالوقود بالنسبة للسفن التجارية المخطوفة التي تستخدم (كسفن أم) خاصة تلك التي تمارس نشاطها بين خليج عدن والمياه الغربية للهند وبالاخص قبالة سلطنة عمان وبالقرب من مضيق هرمز بشكل متزايد." وجاء في تقرير رويترز حديث مسؤول حكومي يمني ان السلطات ألقت القبض منذ نحو شهر على 20 شخصا يعتقد أنهم قراصنة على جزيرة سقطرى وسلمتهم للسلطات في مدينة المكلا الساحلية القريبة بجنوب اليمن. وذكر المسئول الحكومي أن العشرين كانوا على متن سفينة تجارية عادية لكنه أضاف أنه تم احتجاز 16 قرصانا صوماليا في الايام القليلة الماضية في سقطرى. وأضاف "كان هناك الكثير من القرصنة شمالي سقطرى في فترة الرياح الموسمية الشمالية الشرقية ومن المرجح أنهم (القراصنة) يستغلون الجزيرة." وقالت الوكالة ان المكتب الملاحي الدولي أكد انه يجب وقف نظام الدعم للقراصنة فورا، فيما نقلت عن بوتنجال موكوندان مدير المكتب قوله "تحتل سقطرى موقعا استراتيجيا لانها مقابلة لخليج عدن كما انها تقع ايضا على الساحل الشرقي لليمن." وأضاف "اذا صح أن القراصنة يستخدمون سقطرى فان هذا تطور مقلق جدا ويتطلب تحقيقا فوريا." وقال حلف شمال الاطلسي ان لديه سفنا في القرن الافريقي وخليج عدن منذ مارس اذار 2009 وان وجود سفنه وسفن القوات البحرية التابعة لدول أخرى ادى الى انخفاض ملحوظ في هجمات القراصنة بخليج عدن على مدى العامين الماضيين. وقالت متحدثة باسم الحلف "لسنا راضين عن انفسنا ونتفهم أنه لاتزال هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد." وأضافت طبقا لتقرير الوكالة "بما أن اليمن يمثل الساحل الشمالي لخليج عدن ولا يبعد سوى 200 ميل عن الصومال فان من المعقول أن يستخدم القراصنة الموانيء اليمنية للتزود بالامدادات. غير أننا ليست لدينا أدلة تشير الى أن هذا يحدث. وينطبق هذا على سقطرى فلا توجد أدلة على أن القراصنة يستخدمونها كمركز (للتزود بالمؤن)."