أظهر استطلاع للرأي العام التركي نشرت نتائجه امس الخميس ان شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تراجعت منذ تفجر فضيحة فساد الشهر الماضي، فبما اندلعت مواجهات عنيفة في اسطنبول خلال تظاهرات في ذكرى اغتيال ناشطات كرديات، وتظاهر نشطاء نقابات العمال في أنقرة ضد الفساد والحزب الحاكم . وكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "سونار" إحدى المؤسسات الرئيسية لاستطلاعات الرأي في تركيا، أن نسبة تأييد الحزب الحاكم بلغت 3 .42 % بانخفاض 2% عن الاستطلاع السابق الذي أجرته في أغسطس/آب الماضي، وهو ما يقل كثيراً عن نسبة 50 % التي حصل عليها الحزب في انتخابات عام 2011 . وحصل حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي على 8 .29 % وهي أعلى نسبة يحصل عليها الحزب منذ يونيو/حزيران 2011 طبقاً لاستطلاع سونار التي تميل استطلاعاتها إلى وضع نسبة تأييد الحزب الحاكم أقل من النسبة التي يقدرها الحزب. وتمثل فضيحة الفساد التي تفجرت في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي باعتقال رجال أعمال بارزين مقربين من أردوغان وثلاثة من أبناء الوزراء أكبر تحد للحزب الحاكم منذ وصوله للسلطة قبل أكثر من عشر سنوات . وتقول الحكومة إن شعبية حزب العدالة والتنمية لم تتأثر كثيراً سواء بالاحتجاجات التي جرت الصيف الماضي أو بفضيحة الفساد . وقال نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج الأسبوع الماضي إن أربعة استطلاعات رأي أجريت بناء على طلب الحكومة أظهرت أن الحزب يتمتع بتأييد 52% من أبناء الشعب التركي . ونظم اتحاد نقابات العمال "كيسك" تظاهرة في العاصمة أنقرة وخاطب الأمين العام للاتحاد إسماعيل حجي طمبل التظاهرة مندداً بالفساد وحكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان وشدد طمبل النقد لمحاولات الحكومة احتواء القضاء وذلك بإجراء تعديل على الدستور لإعادة تشكيل المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين . من جهة أخرى وقعت مواجهات عنيفة أمس الخميس في إسطنبول بين الشرطة التركية ومئات الأشخاص الذين تجمعوا لإحياء ذكرى اغتيال ثلاث ناشطات كرديات قبل عام في باريس . وتجمع 500 إلى 600 متظاهر كردي من بينهم عدد من النواب بعيد الظهر أمام مدرسة غلطة سراي في إسطنبول وهتفوا "نريد العدالة" من أجل الضحايا الثلاث، حيث ما زالت دوافع عمليات الاغتيال مجهولة إلى حد كبير . وفيما توجه الموكب إلى السفارة الفرنسية تدخلت قوى الأمن بإعداد كبيرة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين . وفي 9 يناير/كانون الثاني 2013 قتلت الناشطات الكرديات الثلاث ساكنة جانسز التي تشكل رمزاً تاريخياً لحزب العمال الكردستاني والمقربة من مؤسسه المسجون عبدالله أوجلان، وفيدان دوغان، وليلى سويليميز بالرصاص في مقر مركز المعلومات الكردي في باريس . وبعد ثمانية أيام أوقفت الشرطة التركي عمر غوناي ووجهت إليه تهمة "تنفيذ اغتيالات على علاقة بمنظمة إرهابية" . (أ .ف .ب، رويترز)