تراجعت دولة الامارات عن تصريحات قالت فيها أمس الاربعاء إن الحرب في اليمن انتهت عمليا بالنسبة لجنودها، وبعد ان فجرت تلك التصريحات ازمة دبلوماسية علنية مع السعودية التي تقود تحالف العدوان على اليمن. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، الخميس، إن القوات المسلحة الإماراتية أدت دورها القتالي في اليمن بشجاعة ومهنية، وإن هذا الدور مستمر مع السعودية حتى إعلان التحالف الذي تقوده المملكة "انتهاء الحرب". وجاءت تصريحات قرقاش، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، غداة محاضرة عن "الأزمة اليمنية"، شهدها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد كشفت بعد الازمة القائمة مع السعودية التي تقود تحالف الحرب على اليمن وفي اطار صراع السيطرة على المناطق اليمنية التي تم احتلالها منذ يونيو من العام الماضي واختلاف استراتيجي في دعم الحركات والفصائل المسلحة المتنافرة، الانفصالية منها والدينية المتشددة بينها القاعدة والاخوان وداعش لتقوية النفوذ في ادارة تلك المناطق. وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية نقلت عن قرقاش قوله، في المحاضرة، إن "الحرب في اليمن انتهت اليوم بالنسبة للقوات الاماراتية ويتم رصد الترتيبات السياسية لتمكين اليمنيين من ادارة الخدمات الاساسية وتحسين ادائها ورصد إرهاب القاعدة المدعوم من الإخوان المسلمين". ولفت قرقاش النظر إلى أن الأزمة اليمنية استنفدت الأدوات السياسية ، ولم يبق إلا أن يكون هناك قرارا حاسما دون أن يوضح طبيعته. ويرى مراقبون، أن القرار الحاسم الذي قصده الوزير قرقاش هو انفصال جنوباليمن عن شماله حيث تسعى دولة الإمارات المشاركة في تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية للترتيب للانفصال. وتصاعد منذ اشهر صراع السيطرة والنفوذ بين الامارات والسعودية والتيارات والفصائل المسلحة الموالية لكلى الطرفين من الحركات والتنظيمات المتشددة حول ادارة المناطق التي تم السيطرة عليها واحتلالها جنوبياليمن. وفي احدث تلك الصراعات انسحبت القوات الاماراتية أمس الاول من حراسة قصر الرئاسة في عدن ومن ادارة المحافظة واخلتها لتواجد قوات سعودية والموالين لها من جماعة الاخوان المسلمين، واتجهت بنقل قواتها ومركز عملياتها إلى المكلا عاصمة حضرموت شرقي اليمن. وفسر الانسحاب الاماراتي من مدينة عدن وقصره الرئاسي بانه ضوء اخضر للحركات الجنوبية الانفصالية الموالية لابوظبي لاقتحام القصر حيت مقر حكومة الرئيس المنتهية ولايته الموالية للرياض والتي تظم عدد من قيادات حزب الاصلاح إخوان اليمن. ودارت ليل امس اشتباكات في اعقاب الانسحاب الاماراتي من قصر معاشيق عدن بين القوات السعودية البديلة ومحتجين مناهضين للحكومة الموالية للرياض، ودفعت تلك الاحداث عدد من الوزراء مجدداً للهروب من عدن ومغادرتها على وجه السرعة عبر رحلة طيران إلى الاردن، على الرغم من انه لم يكد يمر على قدومهم الاخير من الرياض اكثر من اسبوع. وكانت ثلاث طائرات مروحية عسكرية امارتية قد اُسقطت هذا الاسبوع جنوبياليمن ومصرع طواقمها ، وقالت تقارير إن صواريخ موجهة ممنوحة من السعودية لفصائل متشددة تابعة لها كانت وراء اسقاطها. وتحدّثت التقارير عن مطالبات إماراتية من السعودية بتوضيحات بشأن المعلومات عن تعمّد استهداف طائراتها العسكرية، وهو ما سبق قرار الإمارات المعلن أمس بالإنسحاب من تحالف العدوان على اليمن.