يستعدّ نحو 40 مليون ناخب مصري ممن يحقّ لهم التصويت للتوجه، غدًا الأحد، إلى مراكز الاقتراع لاختيار ممثليهم في انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان)، وسط مخاوف المعارضة وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين من حدوث عمليات تزوير كبيرة تُطِيح بهم خارج المجلس الذي حصدوا خُمْسَ مقاعدِه في انتخابات 2005. وسيختار المصريون ممثليهم لشغل 508 مقاعد، نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين وبينهم أيضًا 64 مقعدًا مخصصًا للمرأة، من بين 5064 مرشحًا ومرشحة، بحسب رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار السيد عبد العزيز عمر. وتبدأ عملية الاقتراع في تلك الانتخابات من الساعة الثامنة صباحًا غدًا وحتى الساعة السابعة من مساء اليوم ذاته (بالتوقيت المحلي) وذلك بحضور مندوب عن كلّ مرشح من المرشحين في كل لجنة فرعية، فيما تجري انتخابات الإعادة في الخامس من ديسمبر المقبل. وتأتِي هذه الانتخابات وسط احتدام المنافسة بين أبرز ثلاث قوى في مصر "الحزب الوطني الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد". وتشكو جماعة الإخوان من عمليات اعتقال في صفوفها بسبب رغبتها في المشاركة في الانتخابات رغم التوقُّعات بخسارتها مقاعدها التي حصلت عليها في الانتخابات السابقة، وتقول الجماعة: إنّ قوات الشرطة تعتقل حاليًا 250 عضوًا منها، وإن 600 من نشطائها تَمّ استجوابهم منذ إعلان الحركة عزمها المشاركة في الانتخابات، وصدر بحق بعض كوادرها أحكامٌ بالسجن لمدة عامين بتهمة الترويج لمرشحين في الانتخابات بشعارات دينية. وانتهت الحملة الدعائية للمرشحين مساء أمس على وقوع احتجاجات شهدتها عدة مناطق من البلاد، تنديدًا بما اعتبره المحتجون عنفًا مارسته قوات الأمن خلال أيام الحملة. وفي اليوم الأخير للحملات الانتخابية عقد نشطاء مصريون مظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد تلبية للدعوة التي أطلقها ممثلو الحملة الشعبية لدعم المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة محمد البرادعي، وكذا شباب حركة "6 أبريل" عبر البريد، الذين أعلنوا يوم أمس الجمعة "يوم الغضب" احتجاجًا على عنف الشرطة والأجهزة الأمنية ضد بعض المرشحين وأنصارهم. وفي واحدةٍ من تلك المظاهرات بالعاصمة القاهرة، رفع المشاركون- الذين قدر عددهم بمائتي شخص- لافتات كتب عليها "أوقفوا قتلنا"، وقالو: إنه لا توجد ضمانات لمنع تزوير الانتخابات. ونظّمت احتجاجات مماثلة في عشر محافظات أخرى، وتفرق المتظاهرون قبل أن تصل الشرطة. وقال القائمون على مظاهرة القاهرة: إن الشرطة اعتقلت اثنين على الأقل من المتظاهرين أثناء مغادرة التجمعات.