شكل لوران غباغبو الثلاثاء حكومة مواجهة في وجه منافسه الحسن وتارا، متجاهلا دعوات المجتمع الدولي إلى تسليم السلطة في ساحل العاج وآخرها موقف المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. وبات لدى ساحل العاج رئيسان ورئيسا وزراء وقريبا ربما حكومتان وباتت البلاد مقسمة في أسوأ أزمة بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر. وحيال تصاعد التوتر الذي يزيد المخاوف من تجدد أعمال العنف، بدأت الأممالمتحدة سحب موظفيها غير الأساسيين، أي 460 شخصا من أصل أكثر من عشرة آلاف جندي وشرطي وموظف مدني. واذا كان خصمه وتارا يقيم في أحد الفنادق الكبرى محاطا بعناصر قوة الامم المحدة وأفراد القوات الجديدة (متمردون سابقون)، فان الرئيس المنتهية ولايته غباغبو ترأس أول جلسة لحكومته الجديدة في القصر الرئاسي. وفي مواجهة حكومة وتارا التي ترأسها الزعيم السابق للمتمردين غيوم سورو، شكل غباغبو حكومة مواجهة تضم مناصرين له في مناصب استراتيجية على غرار السيد دجيدجي، المستشار النافذ والسفير السابق في الاممالمتحدة الذي بات وزيرا للخارجية. وفي المقابل أعلن سورو انه عازم على فرض سلطاته من خلال السيطرة على المالية العامة خلال الأيام المقبلة. وقال "نحن الذين نملك السلطة، المطلوب منا تفعيلها". وفي ابيدجان، بدأ الناس متآلفين مع الوضع غير الاعتيادي، حيث بدت الحركة في الشوارع طبيعية. ولم تتأخر المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اثر قمة طارئة عقدتها عصرا في أبوجا عن دعوة غباغبو إلى تسليم السلطة من دون تأخير. وقامت المنظمة أيضا بتعليق عضوية ساحل العاج من كل أنشطتها، وفق ما أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان في ختام القمة. وعلى غرار مجموعة غرب افريقيا، يوفر المجتمع الدولي وفي مقدمه الاممالمتحدة دعما كبيرا لوتارا ويعترف به رئيسا شرعيا وحيدا لساحل العاج. وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة أعلنت فوز وتارا في الانتخابات بنسبة 54,1% من الأصوات، لكن المجلس الدستوري الذي يسيطر عليه غباغبو اعتبر أن هذه النتائج باطلة وأعلن عن فوز غباغبو بنسبة 51,45% من الاصوات. وأكد ممثل الاممالمتحدة الخاص في ساحل العاج شوي يون جين امام مجلس الأمن الدولي أن مرشحا واحدا فاز في الانتخابات مع تقدم واضح. وتتصدر الولاياتالمتحدة المعركة الدبلوماسية الجارية من أجل مغادرة غباغبو. وحذر الرئيس باراك أوباما غباغبو رسميا من (عزلة متزايدة) وقال انه سيتحمل نتائج أعماله الجائرة في حال تمسك بالسلطة، على ما أعلن مسؤول في الرئاسة الأمريكية لوكالة فرانس برس. وفي نيويورك، أنهى مجلس الأمن الدولي اجتماعه مساء الثلاثاء دون التوصل إلى إعلان حول ساحل العاج بعد أن عرقلت روسيا تبني نص مشترك في حين أن المحادثات تتواصل منذ الجمعة. وقال دبلوماسيون إن روسيا عرقلت إعلانا للدول ال15 معتبرة أن المجلس يتخطى صلاحياته بإعلانه الحسن وتارا فائزا في الانتخابات الرئاسية. وستستأنف المباحثات الأربعاء. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في كانون الاول/ ديسمبر بين جولتي محادثات في مجلس الأمن الذي يبحث هذه المسألة منذ الجمعة "لا أعلم لماذا ترواغ روسيا حيال قرارات هي نفسها صوتت عليها". وأوضحت أن الولاياتالمتحدة كررت داخل مجلس الأمن القول بان "ارادة شعب ساحل العاج يجب أن تحترم" مضيفة إن حقيقة كون وتارا قد انتخب يجب أن تحترم. وقالت ايضا "على الرئيس المنتهية ولايته غباغبو الاعتراف سلميا وبشكل مسؤول بالنتيجة والانصياع لها" مقرة مع ذلك بأن هناك وجهات نظر مختلفة داخل المجلس.