طالب وزير بريطاني سابق الحكومات العربية بالبدء في إجراء إصلاحات بغية تخفيف حدة التوتر ومشاعر الاستياء في بلدانها، بينما وصفت باحثة سياسية الدول العربية بأنها مستنقع للطغيان. وقال وزير الخارجية البريطاني الأسبق مالكوم ريفكند إنه باستثناء لبنان وربما العراق في يوم من الأيام، لا توجد دولة عربية ديمقراطية. وذهب الوزير الأسبق والعضو الحالي بمجلس العموم إلى القول إن بعض الدول العربية كمصر وسوريا تبدو أشبه ما تكون بالأنظمة الملكية المتوارثة. ووفقا لموقع (الجزيرة نت) أشار في مقال بصحيفة ذي تايمز اللندنية اليوم إلى أن ثمة إمكانية حقيقية لأن يكون لانتفاضة تونس الشعبية تداعياتها على الأوضاع في المنطقة، مضيفا أن الرؤساء والملوك العرب من المغرب إلى الخليج تبدو عليهم أمارات الجزع الأكيد من المظاهرات والاضطرابات التي تشهدها مصر واليمن. غير أنه يستدرك قائلا "لا ينبغي أن نفترض أن تكتب لتلك الانتفاضات الشعبية النجاح.. غير أن المارد خرج من قمقمه". أما كيف يجب أن يكون رد فعل الغرب على تلك التطورات، فإن ريفكند يجيب بالقول إن كل محبي الديمقراطية والحرية سيبتهجون لما يجري. ويضيف "لكن علينا أن لا نتعجل الأحكام، فكما أظهرت التجربة في إيران فإن الإطاحة بحاكم بغيض قد تقود إلى نظام مستبد أكثر وحشية من سابقه". وفي اعتقاد الكاتب فإنه حتى لو أفضت الثورات إلى إقامة حكومات ديمقراطية في عدد من البلدان العربية، فإن التبعات الناجمة عنها قد تجعل حل المشكلات أمرا أكثر تعقيدا من الآن. ويقول "إن الحكومات المصرية والأردنية والمغربية على سبيل المثال تشكل قوى الاعتدال في المنطقة، فهي تشجع التحاور مع إسرائيل وتنشد حلا سلميا للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني يقوم على أساس الدولتين". ثم يعود ريفكند ليقول "لكن الشعب العربي أكثر تطرفا وعداءً لإسرائيل (من حكوماته)، فإذا ما دانت لهم السلطة السياسية فقد يشكلون حكومات في تلك الدول تكون سياساتها الخارجية أقرب إلى تلك التي تنتهجها إيران وسوريا". الحكام العرب تمكنوا بمساعدة حلفائهم الأجانب، من سرقة عقدين من حياة مجتمعاتهم السياسية، لكنهم يواجهون اليوم ساعة الحقيقة وإذا سقط حسني مبارك -يقول السياسي والبرلماني البريطاني- فإن تداعيات ذلك قد تكون "غير مريحة" إلى حد كبير، ذلك أن إمكانية وجود حكومة إسلامية متطرفة في القاهرة تتولى إدارة قناة السويس أمر لن تقتصر دواعي القلق منه على الإسرائيليين وحدهم. وتحت عنوان "الدول العربية مستنقع طغيان"، كتبت الباحثة سمية غنوشي في صحيفة ذي غارديان تقول إن المظاهرات التي تشهدها بعض المدن العربية ليست ثورة على "الطغاة العجزة" فحسب، بل على مناصريهم الأجانب الذين ساعدوهم في البقاء على سدة الحكم. وأضافت أن المؤسسة السياسية العربية لم تكن يوما بأضعف مما هي عليه الآن، فهي "إما تحتضر بصمت أو تتآكل من الداخل أو تنهار بفعل انفجارات شعبية مدوية". وخلصت إلى القول إن الحكام العرب وبمساعدة من حلفائهم الأجانب، تمكنوا من سرقة عقدين من الحياة السياسية في مجتمعاتهم، لكنهم يواجهون اليوم ساعة الحقيقة، "فإما إجراء إصلاحات جذرية على بنية الحكم العربي المطلق، أو فليذهبوا إلى غير رجعة".