وأخيراً أبدت رايس حزنها، فأعلنت من إسرائيل حزنها على ما جرى في «قانا الثانية»،,والعجيب في الأمر أنها أعلنت حزنها المزعوم قبل حكام العرب!! الذين أدانوا الجريمة بعد حزنها «عظم الله لها ولهم الأجر» ,بأصوات مبحوحة. في زيارة رايس الأولى للبنان,أرادت أن تضغط على الحكومة اللبنانية للتخلي عن حزب الله وتركه يلاقي مصيره في عدة أيام!!! وطمأنت الحكومة أن هذه الحرب بحسب الاتفاق مع بعض حكام العرب!! ستكون لنزع سلاح حزب الله وتقليم أظافر إيران. لم يلتفت حزب الله لرايس ولا لما تقوله، فكانت مقاومة شرسة اضطرت معها رايس لإقناع بلادها بإرسال بعض القنابل الذكية للجيش الإسرائيلي لكي يقضوا بها على حزب الله الذي يمطر إسرائيل بصواريخه. فكانت مذبحة قانا الثانية بتلك القنابل الذكية،,ولم يقبل اللبنانيون هذه المرة زيارة رايس التي كانت تنوي أن تقوم بها ثانية إلى لبنان، فظلت تمسح دموعها باكية أمام اولمرت وعمير بيرتس. وبعد كل هذه المقاومة التي أبداها حزب الله لم يبقَ لإسرائيل وحلفائها إلا أن يأتوا بقوات دولية تتولى مهام إسرائيل بالوكالة،, ولكن إسرائيل ما زالت غير مقتنعة بهزيمتها الثانية أمام هذا الحزب القوي وجنوده الأبطال، فهي تحاول لاهثة أن تحدث لهم هزيمة تحفظ بها ماء وجهها أمام العرب المخدوعين بقوتها وأمام شعبها الذي ما زال لا يعلم حتى اللحظة أن أيام الخوف قد ولّت وأن هناك من يمرغ أنف إسرائيل في التراب. وتبقى مسألة القوات الدولية محرجة لكل الأطراف، فالأوربيون لا يريدون إرسال جنود ربما تحولوا إلى "رهائن عند حزب الله"، وأيضاً هم لا يريدون أن يتعرضوا كحكومات لردود أفعال عنيفة من قبل شعوبهم التي ترى في مقاومة حزب الله دفاعاً عن النفس.. وفي هذا الإطار انتقد «روبرت فيسك» الكاتب والخبير البريطاني في شئون الشرق الأوسط التوجه الأمريكي البريطاني لنشر قوات متعددة الجنسيات بقيادة حلف شمال الأطلنطي في لبنان، معتبرًا أنها محكوم عليها بالفشل كمثيلاتها التي تورطت سابقًا في مستنقع الجنوب اللبناني,،وفي مقالة بصحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية الثلاثاء 1-8-2006 كتب فيسك: "كل جيش أجنبي، بما في ذلك الإسرائيلي، واجه نهاية مأساوية في لبنان؛ لذا كيف يمكن للرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بعد كارثتيهما في أفغانستان والعراق، أن يعتقدا بأن قوة يقودها حلف الأطلنطي يمكن أن تنجو على الحدود الجنوبية للبنان؟". وتطرق الكاتب البريطاني إلى فشل مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في مهمتهم بلبنان، وذلك إثر الهجمات الانتحارية التي تعرضوا لها في مقرهم بمطار بيروت نهاية عام 1983 وقتل خلالها 241 منهم، وهو الحادث الذي أدى إلى تراجعهم على الأرض، حيث أقاموا سدودًا ترابية وراء مطار بيروت. ورسم فيسك صورة للواقع الذي ستكون عليه المنطقة مع قدوم القوات متعددة الجنسيات، معتبرًا أن الإسرائيليين سيستمتعون بمشاهدة نشر هذه القوات ولسان حالهم يقول: "لقد حلّ الدور على الغرب لتحمل الضحايا في المنطقة.. فهذه القوة من المفترض أن تكون قوة عازلة لحماية إسرائيل، وليس كما سارع اللبنانيون بالإشارة إلى أنها لحماية لبنان" «ما قاله فيسك منقول عن موقع إسلام اون لاين نت». إن إسرائيل اليوم تدرك أن جميع الدول الأوروبية لن توافق على إرسال قواتها إلى لبنان في حال كانت هناك خلايا لحزب الله «وخاصة أنهم يعلمون أن قوام جيشه يربو على 28000 ألف مقاتل»، وهذا ما دعا بعض المحللين العسكريين إلى القول إن إسرائيل تسعى إلى الإعلان عن حزام أمني خالٍ من عناصر حزب الله،, وهذا ما لن تستطع إسرائيل أن تفعله أمام مقاومة حزب الله وصمود الشعب اللبناني الذي أبدى تماسكاً خلف المقاومة، وتراجعت أصوات معارضي حزب الله الذين أحرجتهم هجمات إسرائيل على الأحياء السكنية في المدن اللبنانية، ولم يسعهم اليوم إلا السكوت.. وبذلك فان إسرائيل لن تستطيع إقناع الدول الأوروبية لإرسال جنودها إلى لبنان. وفي السياق نفسه، نقلت رويترز عن دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي قوله: إن "نشر قوة لإعادة الاستقرار مسألة صعبة ومعقدة من حيث تكوينها ومن حيث التكليف الذي يجب أن تحظى به".. وأضاف: "الأكثر صعوبة نزع سلاح حزب الله، لا يمكن أن يتم هذا إلا بموافقة حزب الله مما يعني أن أية مهمة لتحقيق السلام لا يمكن فصلها عن السياق السياسي الأوسع نطاقا". وتزداد مهمة رايس «رسول الحرب إلى الشرق الأوسط» وخاصة بعد تراجع الأنظمة العربية عن مواقفها في بداية الحرب، ورفض حلفاء أميركا في المنطقة من إرسال جنود تحت المظلة الدولية, وما على حمالة «الحطب» إلا أن تقنع الصهاينة أن يوقفوا الحرب المستعرة، ويحملوا معداتهم المتعثرة أمام ضربات حزب الله وان يتقهقروا إلى نقطة البداية جارين أذيال الهزيمة فلا يمكن الآن تقسيم المنطقة والإتيان بشرق أوسط جديد ما دامت المقاومة صامدة، ومثلما بدأت هذه الحرب مفتوحة فإن نهايتها ستبقى مفتوحة.