في ظهور مفاجأ للشيخ عبدالوهاب الديلمي ليس لأبناء المناطق الجنوبية ومن يعتبرون الشيخ بأنه السبب في اجتياح الجنوب واستباحة دماء ابناءه وخيرات أرضه بل لأكثر المدافعين عن صحة تلك الفتوى وأنا احدهم .,, لذلك لم أتوقع ان أكون طرفا في إحدى النقاشات التي دافعت عن الشيخ الديلمي وكيف ان الفتوى وبحسب رؤيتي لها كانت واضحة وكانت لأسباب معينة وأيضا كانت من اجل إرساء الشرعية والوحدة .. وإذا بي أشاهد واسمع لخطبة جمعة النصر و التي ألغى بها الشيخ الديلمي شرعية الرئيس وهاجمه وللأسف لم تكن الخطبة لوضع رؤية الشيخ في وضع حل نهائي للازمة وخاصة ان جميع الأطراف السياسية معنيون بالأزمة وليس النظام وحيدا .. لذلك راجعت تلك الفتوى والمثيرة للجدل ورأيت التناقض الغريب في المواقف فعندما كانت المصالح مشتركة بين الحزب الحاكم وحزب الإصلاح كانت الفتاوي تخرج من مشائخنا تؤيد الشرعية وتؤيد الحرب على الجنوب واعتبار ما يجدونه في ارض الجنوب غنائم حرب !! وهكذا أصبحت أراضي الجنوب مقسمة بين الإصلاح والسلطة وبالتراضي وكما جاء في ذكره على لسان عبدالكريم شائف القائم بأعمال محافظة عدن خلال تصريح أدلى به لقناة السعيدة .. أعود إلى موضوعي لذلك عندما كانت المصالح مشتركة كانت الفتوى لصالح شرعية الرئيس لكن ألان وبعد كل هذه السنيين رأيت خطيبنا الشيخ الديلمي وهو يلغي ويتهجم على النظام ويلغي شرعيته بسبب انه لم تعد تجمعهم المصالح كسابق عهدها بل أصبح عدو الأمس صديق اليوم ولا ادري كيف تقّبل هذا الصديق ظهور الشيخ في هذا الوقت العصيب والذي أصبح الجنوب تحت وطأة الأصوات التي تنادي الى الانفصال ,,, لذلك عرفت ان المصالح في بلادنا هي الطريق لفتح باب الفتاوي لحصد ارواح اليمنيين ونهب ممتلكاتهم كان على حزب الإصلاح وبما انه المنظم الوحيد والمسيطر على منابر ساحة التغيير قبل ان يخرج بالديلمي واعلان إلغاء شرعية الرئيس ان يعتذر لكل الجنوبيين عن تلك الفتوى والتي اراها اليوم ظالمه واعتبر نفسي من الذين كنت مدافع عنها وكنت أهاجم كل من يدّعي انها كانت لاسباب دعت الضرورة لها ,, لعل الكلام لا يقدّم ولا يؤخر لما لحق بابناء الجنوب من ظلم فهم الان عرفوا الطريق لأخذ حقوقهم وايضا عرفوا الحق من الباطل كما عرفناه ... ولكن سبب كتابتي هنا ما هو سبب ظهور الديلمي الآن لأنه وبكل تاكيد لن يكون مجديا للقضية الجنوبية ظهوره وسيكون استفزازا كبيرا لابناء الجنوب وامتعاضهم ,,, الخوف هو ان يكون ظهوره هو بداية لفتوى جديدة يكون من خلالها استباحة الدماء ونهب الممتلكات ,,, ولعل الأجدى من مشائخنا الآن الانتباه ومحاولة التحذير من الحرب المذهبية التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق في دماج بين الحوثيين والسلفيين وخاصة اذا علمنا ان القاعدة بدأت بالتوغل بداخل مناطق الحوثيين ولعل آخر عملياتهم بداخل المجمع الحكومي والتي نفذها الحوطي والتي قتل خلالها الكثير من إتباع الحوثيين .. نتمنى السلامة وان يعي العلماء دورهم الريادي في هذه الأزمة ويكفينا ما حصدنا من دماء بسبب فتاويهم .