ما معنى هيكلة الجيش؟ وما حقيقة تلك الشعارات التي هتف بها الكثير ممن لا يدركون معناها؟ وأنا أحد الذين لا يعلمون المعنى الخفيّ والعميق لهذا المصطلح.. لكنّ ما أفقهه من ظاهر الهيكلة أنها تأتي على مرحلتين .. هيكلة قصيرة المدى وهيكلة بعيدة المدى .. فكيف ذلك؟ القصيرة المدى تعني تغيير قادة الجيش من النظام السابق ومن يثبت تورطهم في جرائم مادية ومالية وما تبقى من الجرائم حسب القانون .. والبعيدة المدى تعني إعادة بناء الجيش وترتيبه من كافة النواحي التثقيفية والنفسية والتنظيمية في إدارته وتحريره من مركزية التحكم به .. وما تبقّى من أمور يفقهها أهل الاختصاص. فلماذا العبث بالشعب وأولهم بالشباب المرابط في كومبارس الهتاف الذي لا يفقهونه إلا بحسب ما يُملى عليهم وفق إرادة البعض دون منهجية حبٍّ لهذا الوطن !. باختصارٍ شديد .. حالياً لا نحتاج من هذه الهيكلة التي وردت في بنود المبادرة الخليجية إلا ما يُرضي ويخدم شعبنا كمواطنين يتلهفون للأمان والحرية وهي: إقالة كل القيادات الكبيرة في الجيش بدءاً بعلي محسن الأحمر و أحمد علي عبدالله صالح ويحيى وطارق محمد عبدالله صالح ومحمد صالح الأحمر وبقية القادة الذين لا أحفظ أسماءهم وليس انتهاءً بأتفه متسلّط على رقاب المواطنين تحت مسمّى الجيش والأمن . هذه الهيكلة القصيرة المدى لا تتطلب إلا صدقاً ونُبلاً وثباتاً وتضحيةً من الإخوة الأعداء في حقيقتهم والشركاء ظاهراً في رأس حكومة الوفاق وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبد ربه هادي . أما الضحك على الذقون وقبلها العقول والعواطف فهذا أمر مرفوض .. لأن الشباب على الأقل يفترض بهم أن يشبّوا عن طوق التلقين والخزعبلات الحزبية والمكايدات السياسية البشعة التي لم يتحقق لنا من نضجها إلا مقتل العشرات من جنود اليمن وبضع بصيص من أملٍ لفرحةٍ لم تتم . إن إقالة المدعو مهدي مقولة باعتقادي هو من أبجديات الهيكلة القصيرة المدى .. وإن لم يلحق به البقية فلا معنى لإقالته إلا أنها خصومة شخصيّة وكيدية فقط ولن يدفع ثمن ذلك إلا من تبقّى من الجنود المغلوب على أمرهم في إمارة أبين بزعامة النُسخ الجديدة من «هتلر» في ثوبه الجديد ولحيته المارقة . فيا من تبقّى من عقلاء هذا الوطن .. نخاطب فيكم نخوة وكرامة هذا الشعب المرتهن بعبثيّة الشعارات الفضفاضة .. أن تُشعروه ببعض الجديّة في مستقبلٍ يبدو أنه لن يكون على ما يرام .. ولا ترعبكم أجندة تنظيم القاعدة ومن والاها وآزرها وخطط ونفذ لها ومنحها العتاد والسلاح والخرائط لتنفيذ أبشع الجرائم الإنسانية في محافظات أبين وحضرموت وعدن والبيضاء وغيرهم . فقط ابدأوا بنزع مسامير جحا وثبتّوا بدلاً عنها من الرجال الأشاوس من يًعوّل عليهم حفظ الوطن وكرامته بعيداً عن أي وساطةٍ عبثيّة أو ميولٍ حزبيّ وتصفية حساباتٍ قديمةٍ متجددة على حساب أمان اليمن . حينها سيشعر المواطن البسيط أن وطنه قادم على المستقبل المنشود .. بعيداً عن ترهات تصريحات السفير الإمريكي بصنعاء ومن يروّج للعاهات المستديمة ولا يريد لهذا البلد أيّ طمأنينةٍ ووفاق .