يعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمة تشاورية, الاثنين المقبل في الرياض, لبحث العديد من الملفات المهمة, في مقدمها مشروع الانتقال من التعاون إلى الاتحاد, وسط معلومات عن احتمال إعلان إقامة نوع من الاتحاد بين السعودية والبحرين. وقال مصدر خليجي لصحيفة "الوطن" السعودية, الصادرة أمس, ان ملف الانتقال من مرحلة "التعاون" إلى "الاتحاد" سيكون البند رقم واحد من حيث الأهمية على جدول أعمال القادة الخليجيين خلال قمتهم التشاورية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, مشيراً إلى أن مشروع الاتحاد الخليجي سيراعى فيه "الخصوصية الوطنية" لكل دولة من دول مجلس التعاون الست. وأوضح المصدر أن القمة التشاورية الخليجية في العادة لا تحفل بجدول أعمال ولا يصدر عنها قرارات, غير أن القمة المنتظرة الاثنين المقبل ستكون على موعد مع نتائج الهيئة الخليجية المتخصصة التي وافق القادة على إنشائها لدراسة مقترح خادم الحرمين الذي قدمه في قمة الرياض التي عقدت أواخر ديسمبر الماضي, بشأن الانتقال إلى مرحلة الاتحاد. ولفت المصدر إلى أن الاتحاد الخليجي الذي يؤمل أن يتم التوافق عليه بشكل نهائي لا يشبه أياً من الاتحادات العالمية الأخرى, مبدداً المخاوف التي تثار بشأن تأثر سيادة أي من الدول ب¯"مشروع الاتحاد". ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي, ظهر غد الأحد, اجتماعاً تحضيرياً يسبق القمة التشاورية, وسيرفع الوزراء للقادة التصور الذي وصلت إليه الهيئة المكلفة دراسة مشروع "الاتحاد" الخليجي. من جهته, كشف مسؤول خليجي رفيع المستوى لوكالة "فرانس برس", أمس, ان قادة دول مجلس التعاون سيبحثون خلال القمة "نوعاً من الاتحاد بين السعودية والبحرين". وقال رئيس مركز الدراسات الستراتيجية في جدة انور عشقي ان "موضوع الاتحاد سيكون الأساس في القمة", مشيراً إلى أن "الحديث عنه أو أي نوع من الوحدة مرده الضغوط الايرانية والفراغ الستراتيجي الناجم عن انسحاب الاميركيين من العراق". واضاف ان "الارادة السياسية هي الاساس في الاتحاد الخليجي لكن هناك تخوف لدى البعض من ان يكون الاتحاد على حساب الدول الصغيرة", معرباً عن اعتقاده بأن "الامر سيكون منظما فلدينا تجربة ناجحة جداً في المنطقة وهي الاتحاد بين الامارات السبع" في اشارة الى قيام دولة الامارات العربية المتحدة العام 1971. يشار الى ان مشاريع عدة من شأنها المساعدة في اندماج دول المنظومة الخليجية التي تأسست العام 1981 في خضم الحرب بين العراق وايران, مثل الاتحاد الجمركي والوحدة النقدية لكن لم يتحقق منها شيء. وتواجه دول مجلس التعاون مسائل شائكة كالعلاقات الصعبة مع ايران التي تتهمها دائماً بالتدخل في شؤونها الداخلية وتشابكها مع ما يجري في سورية والبحرين والعراق, بالاضافة الى مخاطر الاحداث في اليمن الذي يبقى مصيره عرضة لاحتمالات شتى. واضاف رئيس مركز الدراسات الستراتيجية "هناك مسائل أخرى تبحثها القمة مثل دعوة ايران العراق الى الاتحاد والتي تأتي ردا على مشروع الاتحاد الخليجي". وختم مشيراً الى أن القمة ستدرس أيضاً "تشكيل الحكومة الجديدة في اسرائيل التي قد تشن حربا على طهران كونها تضم المتشددين". بدوره, قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات عبد الخالق عبد الله ان "الموجود في المطبخ الخليجي حالياً هو مسالة الاتحاد, ونتوقع إعلاناً ما بخصوص الاتحاد والحد الادنى أن يكون بشكل ثنائي وربما تنضم دول اخرى, لكن ليست كل الدول في مجلس التعاون متحمسة لذلك على أغلب الظن". وأضاف "هناك مسائل تقليدية مثل ايران والعلاقات المتوترة معها, ومن المتوقع اتخاذ موقف أكثر وضوحا حيال الجزر الاماراتية الثلاث بالاضافة الى ملفات مرتبطة بإيران مثل سورية, كما ستبحث القمة أيضاً ملف اليمن". من جهته, أكد سلمان شيخ من مركز بروكينغز في الدوحة ان "محادثات تجري حالياً بخصوص الاتحاد بين البحرين والسعودية, وسيكون أمراً مهماً معرفة أي نوع من الاتحاد الاقتصادي أم السياسي أم العسكري". واضاف "لكنني اتساءل ما إذا كان الاتحاد مع السعودية يشكل حلا لمشكلات البحرين", مشيراً إلى أن "نتيجة القمة ستكون مؤشراً على طموحات السعودية". واشار الى "التحديات التي تواجه دول الخليج في اليمن حيث الأوضاع صعبة للغاية على الصعد كافة", مؤكداً أن "القمة ستبحث ملفات أخرى مثل ايران وسورية".