أثيرت حالة من الجدل حول منظمة الأممالمتحدة للفنون "يوتارتس"، بعد ترشيحها للرئيس عبد الفتاح السيسي لجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهوده في مكافحة الإرهاب، وعمله الدؤوب لتحقيق السلام بالمنطقة، ولاسيما مع غموض تابعية المنظمة للأمم المتحدة من الأساس، وهو الأمر الذي استغلته وسائل الإعلام الموالية للإخوان، للتشكيك في الترشح، واعتباره نوعا من الدعاية للرئيس. رد على التشكيك وردًا على حملات تشكيك الإخوان، قال المدير الإقليمي لمنظمة الأممالمتحدة للفنون بالشرق الأوسط وإفريقيا "يونارتس"، نبيل رزق:"إن المنظمة مستقلة ولا تتبع الأممالمتحدة"، مضيفا أنها مجرد منظمة تجمع فناني العالم، وهو ما أكدته خولة مطر، مديرة مركز الأممالمتحدة للإعلام، في تصريحات صحفية لها، مشيرة إلى أنها منظمة غير تابعة للأمم المتحدة.
يونارتس يؤكد السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لنيل جائزة نوبل من قبل "يونارتس" أمر طبيعي في ظل حماية مصر من حرب أهلية كانت ستدمر البلاد والمنطقة بأكملها، ويتناسب مع الأدوار الكبيرة التي أداها ومازال يؤديها السيسي من أجل تحقيق السلام في العالم وخاصة داخل أفريقيا. ولفت إلى أن منظمة "يونارتس" لديها خبرات كبيرة في اختيار المرشحين لجوائز نوبل، حيث تتألف المنظمة من رموز فكرية وثقافية ممثلين عن جميع دول العالم، وبالتالي فهي عندما رشحت السيسي لجائزة نوبل للسلام لكونه من الشخصيات التي اهتمت بقضايا إنسانية، وإلى جانب اهتمامه بملف العنف والإرهاب، اهتم أيضًا بقضايا أخرى أهمها قضية ذوي الإحتياجات الخاصة ومحاربته الفساد.
مجاملة وأشار إلى أنه على مدى الفترة الماضية منحت الجائزة بالفعل لشخصيات لم تقدم جهدًا حقيقيًا في نشر السلام والسلم الاجتماعي، بل مجاملة لبعض الرؤساء مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي حاز على الجائزة بعد توليه رئاسة الولاياتالمتحدة بفترة قصيرة، رغم تورطه في مساندة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. وقال السفير صلاح فهمي: "إن إنجازات السيسي خلال المدة القصيرة التي تولى خلالها رئاسة مصر، تؤهله بكل قوة لنيل جائزة نوبل للسلام، ولكن التصويت والقرار يتم بدون شفافية أو نزاهة، وتتدخل فيه اعتبارات سياسية، ولذلك من الصعب حصول الرئيس السيسي على هذه الجائزة، في ظل سيطرة الولاياتالمتحدة الأميركية على الأممالمتحدة وجميع منظماتها، خاصة أنها مازالت تساند جماعة الإخوان، وهناك فريق داخل الإدارة الأميركية مازال ينظر لثورة 30 يونيو على أنها انقلاب عسكري". ويرى محمود كمال، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، أن ترشيح الشخصيات لجوائز نوبل في الكثير من الأحيان، يتم وفقًا لترشيح المنظمات المستقلة الإقليمية والقارية التي يرتبط نشاط عملها بالمنظمات الرسمية التابعة للأمم المتحدة، وبالتالي فإن ترشيح منظمة "يوتارتس" للسيسي لنيل الجائزة هو إجراء قانوني، وسيكون دعمًا قويًا لرفع فرصة فوزه، خاصة وأن المنظمة تقدمت رسميًا بقرار الترشيح للمكتب الرئيسي لمنظمة الأممالمتحدة للفنون في نيويورك، والمكتب الفرعي بنيوجيرسي، والمكتب الإقليمي للأميركيتين في لوس أنجلوس، والمكتب الإقليمي في هولندا في أوروبا، ومكتب جائزة نوبل في أوسلو في النرويج.
توقعات بفوزه وقال محمود كمال: "إنه في حالة التصويت العادل بعيدًا عن المجاملات والضغوط السياسية، نتوقع نيل الرئيس عبد الفتاح السيسي لجائزة نوبل للسلام، ولكن الطريق ليس ممهدًا بسهوله لهذا الأمر، وقد يكون هناك دور كبير للخارجية المصرية لحسم الجائزة لمصر بقيام السفارات في جميع دول العالم بالتواصل مع وسائل الإعلام، ونشر إنجازات الرئيس السيسي في مجال محاربة الإرهاب والفساد، والسعي نحو إقامة علاقات جيدة مع جميع دول العالم"، مشيرًا إلى أن الرئيس استطاع مواجهة الفكر التكفيري والإرهابي وتجنيب مصر، ودول الخليج، السقوط في فخ الجماعات المتشددة، وهو ما يجب احترامه وتقديره عبر منحه جائزة نوبل. في السياق ذاته، يرى صلاح حسب الله، الخبير السياسي، أن هناك أسباب منطقية لحصول السيسي على جائزة نوبل للسلام، أهمها مكافحة الإرهاب والتطرف الفكري، ودعوته لتجديد الخطاب الديني لنشر السلام والمحبة بين البشر بعيدًا عن التشدد، وسعيه نحو الانفتاح السياسي مع جميع دول العالم، وخاصة القارة الأفريقية، بدليل حرصه على حل أزمة سد النهضة في إطار سلمي، بما يحافظ على حق الشعبين المصري والأثيوبي، وهذا وحده كفيل بفوزه بجائزة نوبل للسلام، كما يحسب للسيسي دوره في إعمار غزة، وجهوده في حل القضية الفلسطينية بين الطرفين،وحرصه على تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة عبر فتح معبر رفح رغم خطورة ذلك على مواجهة الإرهابيين في سيناء، مؤكدًا على أن حصول السيسي على جائزة نوبل أمر له قيمة معنوية تعطي دلالة للعالم أن مصر وقيادتها تدعم السلام والتنمية في المنطقة، وسيحقق ضربة سياسية كبيرة لجماعة الإخوان، بل قد يكون ذلك اعترافًا صريحًا بنهاية تنظيم الإخوان في الداخل والخارج.