هكذا إذن تحول اليمن السعيد إلى يمن آخر بائس غارق فى الدماء والدمار والخراب والمرض والجوع، حيث صار الكل يصارع الكل، وحلفاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم. هكذا إذن سقط تحالف «صالح/ الحوثي»، وأصبحنا فرأينا الرئيس اليمنى السابق يسعى إلى تغيير وجهة الصراع بعد أن تبين له أن تحالفه مع الحوثيين لن ينتج عنه إلا الخسارة على طول الخط. صنعاء العريقة تنهار الآن تحت وقع ضربات الفريقين اللدودين، الحوثى وصالح، وصباح الأمس أفادت الأنباء بأن قوات حزب المؤتمر الشعبى التابعة للرئيس السابق على عبدالله صالح سيطرت على مقر الرئاسة ومبانى وزارة الدفاع وجهاز الأمن القومى فى صنعاء القديمة، بعد أن كانت قد سيطرت على مبنى التليفزيون، وحاصرت مطار العاصمة، وطردت قوات الحوثى من أكبر معسكراتها هناك. وفى ظل هذا الجرح النازف الذى يكاد يودى بحياة هذا البلد العربى العريق، مازال الفرقاء يتبادلون الاتهامات، حيث خرج صالح متهما الحوثيين بالعبث فى اليمن منذ 3 سنوات للانتقام مما خسروه منذ ثورة سبتمبر ومنذ توحيد اليمن. وعلى الفور رد عليه عبدالملك الحوثى باتهام ميليشيات صالح بنشر الفتنة، والسير فى خطوات مشبوهة.. ووسط هذا العبث المجنون مازال الجرح ينزف واليمن يضيع.
أين الحل؟ وكيف الخروج من المأزق؟ قبل الإجابة على السؤال يجب إقرار هذه الحقيقة: إن تدمير اليمن ليس فى مصلحة أى عربي.. إذ كفانا انهيارات، ومن ثم فإن الحل يتمثل فى الحوار وإنهاء الاقتتال فورا سعيا لحقن دماء أبناء الشعب اليمنى الطيب. ولابد من الإشارة هنا إلى ضرورة أن ينتبه كل الفرقاء إلى أن استمرار هيجان بحر الدماء لن يكون فى مصلحة أى يمني، ولا أى عربي، ولذلك فإن المطلوب حاليا سرعة انتفاض عقلاء العرب إلى التحرك الفورى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!