أخشى أن يكون دخول اليمن مؤتمر الحوار الوطني الشامل مثل دخول مريض السكر إلى المستشفى لأخذ حقنة أنسولين فقط, فيخرج من ذلك المشفى محمّلاً بأمراض القلب والرئة والكبد وسرطان الدماغ!!. مرض صغير أنعش الكثير من العلل القاتلة, وحوار وطني, هدفه تكبيل شيطان أو اثنين حوّل اليمن الى ملعب شياطين، دخل البلد مؤتمر حوار وطني, شامل, علق الناس عليه الكثير من الآمال في نزع فتيل الصراعات, وإشاعة المحبة في أوساط اليمنيين, لكن الوضع لم يختلف كثيراً عما قبل 18 مارس, يوم التدشين, رغم الجهود الجبارة التي تُبذل. لا فرق بين الجلسة الافتتاحية الأولى والثانية سوى أن «المليح لم يُبطي» هذه المرة، مازال جمال بن عمر يمارس مهامه التي بدأها قبل أكثر من عام, كإطفائي حرائق و مهدّئ أعصاب, ويؤكد مجدداً دعم مجلس الأمن للعملية السياسية في اليمن, والتي لا وجود لها. مازال الشر يرفرف في ربوع السعيدة, ومازال الشياطين يلهون بمستقبل الأجيال, كما عبثوا بحاضرهم وماضيهم، مازال الأشرار يصطادون الطائرات الحربية, كما لو أنهم يتدرّبون على استضافة بطولة العالم للرماية, ومازالت أبراج الكهرباء وسيلة ابتزاز للدولة، خروج مأرب الغازية عن الخدمة معناه خروج قاتل من السجن المركزي، مازالت المسدسات التركية تطل علينا من الباب والنافذة إن أقفلوا بوجهها موانئ المكلا والحديدة وعدن, تباغتنا من سواحل «ذُباب» في تعز. مازال الأشرار يهدّدون بالانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني, وكأنهم الفصيل المثالي في أرض الميدان والعين الساهرة على إنجاحه, ومازال المرابطون في «موفنبيك» يكحلّون العمياء, وينفذون وقفات احتجاجية تكفي اليمن حتى العام 2025م. الأشرار لا يلعبون بنزاهة، يعملون على تسمين شياطينهم الصغار, وابتكار الأساليب القذرة التي تجعلهم يسقطون الدولة في جولة واحدة.. الضمير الذي راهنا عليه يوم تدشين مؤتمر الحوار؛ اتضح لنا أنه كاميرا خفية، المؤتمر يتعرّض لحرب دمار شامل من الداخل والخارج، شياطين الداخل يقودونه إلى ضفة أخرى غير التي من المفترض أن يرسو عليها, وشياطين الخارج يعملون على تحطيمه, وإقناع الناس بعدم التعويل بما سيخرجه لنا من نتائج، يوماً بعد آخر نتأكد أن اليمن مصابة بمس خبيث, وقد يعرقل الشياطين تعافي البلد سريعاً؛ لكن هؤلاء الشياطين سيرحلون من جسد البلد لا محالة.. شياطين الإنس يرحلون بقراءة «المعوذتين» وشياطين اليمن سيرحلون ب«قرارات المعوذتين جمال بن عمر والزياني» فالشيطان جبان, ولا يمكنه الصمود ساعة المواجهة الحقيقية. [email protected]