فوّت تحالف دعم الشرعية في اليمن، والأطراف الداخلية في مدينة عدن، الفرصة على أعداء اليمن، للنيل من المعركة التي يتم خوضها لتحرير البلاد من مفاعيل الانقلاب الذي أقدمت عليه جماعة الحوثي عام 2014، حيث عاد الهدوء إلى المدينة التي عاشت خلال الأيام الأربعة الأخيرة مواجهات مسلحة أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، إلا أن الدور الذي لعبه التحالف تمكن من إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، واستطاع بتعاون كافة الأطراف من وضع حد للأزمة، التي كانت بمثابة سحابة صيف يأمل الجميع أن تكون قد انتهت إلى غير رجعة. كانت قناعة التحالف العربي، ولا تزال، تتمثل في أن المعركة لا بد وأن توجه إلى العدو المشترك لليمنيين كافة، والمتمثل بجماعة الحوثي، المخلب والأداة الرئيسية لإيران في اليمن، والتي عملت خلال السنوات التي أعقبت انقلابها على الشرعية على إدخال البلاد في حروب داخلية، دفع اليمنيون ثمنها من أمنهم واستقرارهم، ولولا المغامرة التي أقدمت عليها الجماعة، التي تتلقى الدعم المالي والعسكري والإعلامي من إيران والموالين لها، لما كان وضع اليمن كما هو عليه اليوم، إذ إن الأطراف السياسية كانت اتفقت على حلول سياسية واضحة عبر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي رفضها الحوثيون وانقلبوا على الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الرئيس عبدربه منصور هادي، وبقية الأطراف المشاركة في الحوار. التحرك الذي قام به الأربعاء وفد من تحالف دعم الشرعية، والمشكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذي زار عدن واطلع على الأوضاع فيها، أثمر عن اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء إلى المدينة، حيث أعلنت قيادة التحالف العربي في مدينة عدن، أن جميع الأطراف المتنازعة التزمت بالاتفاق الذي يقضي بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليها قبل اندلاعها، مؤكدة أن هدف التحالف يكمن في أمن واستقرار اليمن، وأنها تعمل على الحفاظ على كيان الدولة، مشيرة إلى أن هدف السعودية والإمارات واحد، ورؤيتهما مشتركة حيال معالجة الأوضاع في اليمن. الوفد التقى جميع الأطراف المعنية بالأزمة، وأكد أن الخطوة الأهم في الوقت الحالي، تتمثل في التركيز على دعم جبهات القتال المختلفة لتخليص اليمن من الميليشيات الحوثية الإيرانية، لأن ما حدث من مواجهات مسلحة، لا يخدم مهمة الشرعية والتحالف في استكمال تحرير الأراضي اليمنية. موقف التحالف العربي من أحداث عدن، أثبت وحدة موقف السعودية والإمارات الثابت تجاه اليمن، حيث أكد البلدان أنهما يقفان مع شرعيته حتى يتم تحرير أراضيه بالكامل، وأن مهمة التحالف تتمحور حول إعادة الشرعية، وتنفيذ قرار الأممالمتحدة 2216، الذي يتضمن انسحاب الميليشيات من العاصمة صنعاء وتسليم السلاح، وتمكين الشرعية من استعادة سيطرتها على مؤسسات الدولة. أثبتت الأحداث الأخيرة في عدن أن التحديات التي تقف أمام الشرعية والتحالف العربي ليست هينة، لكن في المقابل أظهرت قدرة كبيرة من التحالف على التعاطي الشجاع مع الأوضاع المتسارعة، وصولاً إلى كتابة الفصول الأخيرة في هذه الحرب بانتصار يكون مكسباً لليمن والمنطقة بشكل عام.