كان المسار السياسي واضحاً وقريباً في اليمن، بمعرفة مجلس التعاون والجامعة العربية والأمم المتحدة، وفجأة انقلب الحوثي على كل الشركاء بدءاً من الشرعية، وبَصَمت ميليشياته بالأصابع الخمس أو العشر على الانقلاب، فيما ثبت من قبل ومن بعد، أنها بصمة إيران، وأن عصابة الحوثيين الصغيرة ليست إلا وكيلة عصابة إيران الكبيرة، ولما كانت دول التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، ومنذ فجر المسألة، قد نشدت سلام اليمن، فإن سلام اليمن ظل الأمل الذي يختلج في المهج، والعنوان الذي يتوج أبجدية الطريق. لذلك، فإن حرب التحالف العربي بقيادة السعودية هي حرب سلام اليمن، حيث لا ينسجم مضاف ومضاف إليه، على تضادهما في اللفظ والمعنى، كما في هذه العبارة المكتنزة بالبشائر. حرب التمسك بالمبادئ والقيم هي، دفاعاً عن أمن واستقرار المنطقة وأوطانها وشعوبها، وعن الإسلام والمقدسات، مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وأخلاق وحضارة الدين العظيم، ولم تكن الأخلاق وحدها، على أهميتها وضرورتها، قائدة انتصارات اليمن، فهناك العمل السياسي الدؤوب، متزامناً مع الأداء العسكري المتقدم، حيث اشتغلا نحو أهدافهما معاً كخطين متوازيين، لكنهما، في هذه الحالة، «يلتقيان مهما امتدا». كان اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد خلافه مع الحوثيين، وفضحه أفكارهم وخططهم، إشارة إلى مفرق طرق لا محيد عنه، أكد الحوثي من خلاله أنه ليس إلا زعيم عصابة من الغدر والخيانة والتآمر، وأنه ليس إلا أجيراً لدى سيده في طهران، وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة لدى شعبنا العربي الصميم في اليمن الولادة على مدى العهود، وها هي قوات المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة ابن أخ الرئيس السابق، العقيد الركن طارق محمد عبدالله صالح، وبإسناد من قواتنا المسلحة الباسلة، يحقق المزيد من الانتصارات على الأرض، نحو تقريب حلم اليمنيين، وتحقيق سلام اليمن. التاريخ يكتب من جديد في اليمن، على يد أبناء اليمن الشرفاء، بدعم من التحالف العربي بعزمه على تكريس الشرعية، وإعادة الحق إلى أصحابه. سياسياً تسبق دولنا وتصل إلى أهدافها النبيلة عبر دبلوماسية نشطة فاعلة، وعلى الأرض ترفع قواتنا المسلحة، مع شركاء الوجود والمصير، رايات الانتصار يوماً بعد يوم، حتى تحرر معظم الأرض، وحتى جنّ جنون الحوثي عميل إيران، فراح يطلق صواريخ حيرته وفشله على الآمنين في المملكة العربية السعودية، ومكتوب على فشل الحوثي، مثل صواريخه، «صنع في إيران». كتاب اليمن أيضاً يقرأ من عنوانه، وعنوانه نصر مؤزّر وفتح قريب، فلا يضيع حق وراءه مطالب، وأمامه دم الشهداء، ودعاء الأمهات، وإرادة خليفة وسلمان، وإصرار محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.