الوحدة اليمنية إشراقة العصر في الليل البهيم، زيد الشامي جاءت بعد سلسلة الانتكاسات والانكسارات التي منيت بها أمتنا، فأعادت الأمل لجيل اليوم بأن حركة التاريخ لم ولن تتوقف، وأكدت أن الإنسان حين تكون لديه الإرادة يتخطى العقبات ويصنع المعجزات!! الوحدة محبة وإخاء، تسامح وصفاء، الوحدة تشييد وبناء، تنمية وعطاء، الوحدة سعادة لكل أبناء شعبنا اليمني، وليست لفئة تمرض من التخمة بينما تتلوى أخرى من شدة الجوع، في ظلها يتعلم الفقراء كإخوانهم الأغنياء، ويجد فيها المريض الرعاية الصحية بعض النظر من هو ومن أي منطقة جاء، وفرص العمل متاحة للبعيد قبل القريب، يطبق العدل والمساواة دون تمييز بين منطقة وأخرى، أو فرد وآخر، القوي والضعيف سواسية أمام الدستور والقانون. الوحدة تتجسد في المبادئ التي حملتها، فالتعددية السياسية ليست جرما يهاجمه المسئولون صباح مساء، والعمل السياسي ليس فضيحة لا يسلم أصحابه من التقريع والتخوين في المناسبات وغير المناسبات!! الحرية والحقوق التي كفلتها الوحدة ليست صدقة يعطى منها الفتات مصحوبا بالمن والأذى، يعبر فيها المواطن عن رأيه دون أن تعقد له المحاكم الاعتيادية أو الاستثنائية، ولا يبقى تحت التهديد حتى تأتيه مكرمة العفو في مناسب دينية ووطنية لتنقذه من حبل المشنقة أو مرارة الاعتقال!
الوحدة في ربيعها العشرين- يجب أن تكون ولاء وطنيا يروي أفئدة أجيالنا الصاعدة بالقناعة والرضا وليس بالقهر والاستبداد، وأجدني حزينا لأنني أرى هذا الولاء يذوي ويخفت وهجه، لأن ولاءا آخر زاحمه وأخرجه من القلوب، وأقصد الولاء الحزبي والهم الانتخابي الذي صار الشغل الشاغل والهدف الأول والأخير لدى السلطة وكل مسئولي الدولة، وقد نسي أكثرهم أنهم مؤتمنون على كل أبناء الشعب وقواه السياسية، وهم زملاء وليسوا أساتذة يعلمون تلك القوى ألف باء الوطنية!! سئمنا خطابات الشتائم والانتقاص، وكره الناس تعبئة الحقد والكراهية التي تضخها وسائل الإعلام، ليس منطقيا أن يزعموا بأن كل القوى السياسية التي تخالفهم الرأي- متآمرة وتكره الإنجازات وأن السلطة وحدها قد صنعت المعجزات، ولا أدل على ذلك من حالة الكهرباء والبطالة والفقر وتدني الخدمات، ومن المؤسف أن يهجر المشاهدون متابعة أخبار بلادهم في الفضائية اليمنية ليتابعوها في غيرها من القنوات!! بعد عشرين سنة من عمر الوحدة المديد بإذن الله، نريد أن تكون الوحدة ماحية لمآسينا، وبلسما لأوجاعنا، نريدها حقوقا وحريات، وليس شعارات وخطابات، نريدها مواطنة متساوية لا تميز فيها ولا استئثار، نطلبها إدارة حكيمة للموارد، وحكما رشيدا يؤخر الفاسدين، والعاجزين، ويقدم الأكفاء وأصحاب النزاهة، نحلم بها خيرا عميما لكل أبناء الشعب، وليست محتكرة لحزب أو فئة أو أسرة أو قبيلة أو جهة، هذه هي الوحدة التي سعى إليها شعبنا، وضحى من أجلها، وغيرها سراب لن يروي الظمأ أو يشفي العليل، وأقوال لا تسمن ولا تغني من جوع..!! ما أجمل وأروع أن تبدو وحدتنا في ربيعها العشرين حبا ونقاءا، وتحولا من الشتائم إلى التحايا، ومن الاتهامات إلى حسن النوايا، ومن الكراهية إلى المحبة، ومن الأحقاد والضغائن إلى التسامح والتغافر، ومن الاستئثار والإقصاء إلى الشراكة والاعتراف بالآخر، يجب أن نحتفل بها جميعا في قلوبنا قبل مهرجاناتنا.. وكل عام وشعبنا اليمني وأمتنا العربية والإسلامية في خير وسلام..