انشغل العالم خلال الأيام الماضية، بمونديال كأس العالم المقام في جنوب أفريقيا، والتي أبهرت “الرجل الأبيض" بالتنظيم الذي رافق بدء المونديال، وهو التنظيم الذي أكد أن مونديال الأفارقة لا يقل شأناً وأهمية من مونديال القارات البيضاء والصفراء وغيرها.. وبصرف النظر عن الإمكانيات الهائلة التي تنفق على بطولات كهذه لإنشاء ملاعب ومنشآت رياضية، فإن تنظيم المونديال في بلد أفريقي أمر مهم للدول النامية، التي لاتزال ترزح تحت مساعدات دول الغرب. شيء واحد افتقده المونديال تمثل في غياب أحد رموز القارة السوداء والعالم الحر هو نيلسون مانديلا، وكان الغياب النقطة السوداء الوحيدة في “مونديال الأفارقة السود". تنظيم كأس العالم في جنوب أفريقيا يؤكد أن بلداناً أخرى في أفريقيا وآسيا قادرة على تنظيمها، ونتمنى أن تحظى دولة عربية كبيرة مثل مصر أو الجزائر أو المغرب أو المملكة العربية السعودية بشرف تنظيم مسابقة كهذه حتى تسلط الأضواء على هذه البلدان، وبالتالي على العرب كلهم بعاداتهم وتقاليدهم كما هو الحاصل اليوم مع جنوب أفريقيا التي وبسبب مونديال كأس العالم ستبقى محط أنظار العالم لفترة غير قصيرة. وفي أمر متصل نتمنى أن ينجح اليمن في تنظيم بطولة “خليجي 20" بعدن في شهر نوفمبر المقبل، حتى يكسب اليمن الكثير من وراء هذه البطولة بعد ضمه إلى تجمع دول مجلس التعاون الرياضي. ونتمنى أن ينظر الجميع، الرياضيين والسياسيين على السواء، إلى المكاسب التي يمكن أن يجنيها اليمن من وراء تنظيم مثل هذه البطولة، لأنه يؤسس لقاعدة رياضية حقيقية، وإلى الخسارة التي يمكن أن يجنيها اليمن من وراء عدم إقامة مثل هذه البطولة. كما يجب على الحكومة أن تبذل جهداً إضافياً لإقناع الأشقاء في دول مجلس التعاون من أن تنظيم بطولة كهذه أمر ممكن في اليمن، من خلال إعطاء رسائل تطمينية بشأن الإيواء والأمن، وهما قضيتان رئيستان في أية بطولة.
وقد رأينا كم كابدت جنوب أفريقيا لإقناع العالم المشكك بإمكانياتها الأمنية، أنها الأحق بتنظيم بطولة كأس العالم، فأزالت المخاوف التي كانت تثار بين وقت وآخر بشأن جاهزيتها لاستقبال المشاركين في مثل هذا الحدث الكبير.
درس جنوب أفريقيا لابد أن يكون ماثلاً أمام الحكومة، وعلى الأجهزة المختصة أن ترفع رؤوس اليمنيين في هذه البطولة، لأن مستقبل الرياضة في البلاد مرهون بمدى تقديم أنفسنا للناس.
وهو أمر قادرون عليه إذا ما أحسنا اختيار الجهات المنظمة لهذا الحدث الكبير، وإذا ما أحسنا اختيار الأشخاص الذين يمثلون البلاد من القمة إلى القاع.
فبعض الأمور الصغيرة التي نستسهلها اليوم تتحول إلى عناوين فشل عندما يحين موعد إقامة البطولة!!.