يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مطلع الأسبوع المقبل اجتماعا لمناقشة التطورات في اليمن في ضوء فشل المبادرة الخليجية لرفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة . في هذه الاثناء ، قال مصدر في المعارضة وكذلك وسيط خليجي طلب منCNN عدم ذكر اسمه، إن المبادرة كانت بحاجة لتواقيع عشرة أشخاص، خمسة من المعارضة وخمسة من القوى الحاكمة، وقد وقعت المعارضة، ولكن الرئيس صالح اعتبر أن تواقيع الأشخاص الذين اختارتهم المعارضة "غير مرضية." أما أحمد الصوفي، مستشار صالح للشؤون الإعلامية، فقال إن القيادي المعارض، محمد باسندوة، وقع على الاتفاق عوضاً عن قائد المعارضة، محمد نعمان، الأمر الذي أثار غضب صالح ودفعه لرفض التوقيع، غير أن هذا السيناريو لم يرد في التفاصيل التي قدمتها أوساط المعارضة. وكانت أجواء المفاوضات بين الجانبين تشير حتى وقت متأخر الأربعاء إلى توصل الحكومة اليمنية والمعارضة إلى اتفاق يفضي إلى تخلي صالح عن الحكم في غضون 30 يوماً، وذلك بموافقة الجانبين على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، إثر وساطة أوروبية أمريكية. وقد شككت المعارضة، على لسان حسن زيد، الأمين العام لحزب "حق" اليمني المعارض بالتزام صالح بالمهلة المحددة لأنه ليس مستعداً لترك منصبه. وأضاف زيد: "الأمر بالنسبة له (الرئيس اليمني) مسألة حياة أو موت، وتوقيعه يعني أن حكمه سينتهي في غضون 30 يوماً." وقال أحد مساعدي صالح، ، إن الرئيس سيوقع على المبادرة في غضون 48 ساعة، مضيفاً أن صالح يريد تغيير ولكنه يريد ضمان أن يجري التغيير بصورة صحيحة. يشار إلى أن الجانبين كانا قد اقتربا في وقت سابق من التوقيع على المبادرة الخليجية التي تهدف لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، إثر الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ ما يزيد على 100 يوم، والتي تطالب بتنحي الرئيس اليمني وأدت كذلك إلى مقتل العشرات من المتظاهرين السلميين، وإصابة المئات. إلى ذلك ، اتهم احد قادة المعارضة اليمنية الرئيس علي عبد الله صالح الخميس بافشال المبادرة الخليجية لاخراج البلاد من ازمتها المستعصية مشيرا الى ان صالح "مستعد لكل شيء للبقاء في السلطة". وقال الامين العام للحزب الاشتراكي والرئيس الدوري للقاء المشترك المعارض ياسين احمد نعمان لوكالة فرانس برس ان "النظام افشل المبادة برفضه توقيعها رغم انها كانت تستجيب لجزء كبير من مطالبه". واضاف ان رفض التوقيع على الخطة الخليجية "يضع النظام بمواجهة الشعب الذي سيواصل انتفاضاته السلمية وسيصعدها". وتابع ردا على سؤال "لن يكون هناك رد فعل حتى لو استخدم النظام السلاح". وختم نعمان قائلا "نحن مصصمون على الاستمرار في العملية السياسية لكن يبدو ان النظام مصر على خيارات اخرى، اي رفض الخيار السلمي كما انه مستعد لكل شيء لكي يبقى في السلطة". وقد غادر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني مساء الاربعاء صنعاء من دون التوصل الى التوقيع على خطة الخروج من الازمة التي اقترحها على طرفي النزاع. ووضعت دول الخليج القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم لصالح نائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. وقد حض قادة دول مجلس التعاون الخليجي اثر انتهاء قمتهم التشاورية في الرياض "الاطراف اليمنية ذات العلاقة على التوقيع على الاتفاق وفقا للبنود التي احتواها باعتباره السبيل الممكن والافضل للخروج من الازمة، وتجنيب اليمن المزيد من التدهور الامني والانقسام السياسي". وكانت المعارضة دعت دول الخليج الى ممارسة ضغوط على صالح لكي يقبل المبادرة. وبحسب حصيلة وضعتها فرانس برس استنادا الى مصادر طبية وامنية، قتل 180 شخصا منذ نهاية كانون الثاني/يناير في قمع المتظاهرين المطالبين برحيل صالح الذي وصل الى سدة الحكم قبل 33 عاما.