ربط الرئيس السوري بشار الأسد أي تفاوض مع المعارضة السورية بتخليها عن سلاحها، وأكد استعداده للترشح لولاية ثانية إذا رغب الشعب بذلك، وفي الوقت نفسه شن هجوما على تركيا ودول أخرى قال إنها "تدعم الإرهاب". وقال الأسد إنه لا يعتقد أنه من الممكن حل الأزمة في سوريا عبر المفاوضات مع المعارضة المسلحة. وجاءت هذه التصريحات -في حوار مطول مع مجلة دير شبيغل الألمانية- في وقت يحاول فيه الغرب إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وأضاف الرئيس السوري أن المعارضة السياسية من وجهة نظره لا تحمل السلاح، مضيفا "إذا ما أراد أحد ما التخلي عن سلاحه وأراد العودة إلى الحياة العامة، فعندها نستطيع أن نناقش الأمر". وأشار إلى أنه لا يشعر بالقلق على مصيره في سوريا، وأوضح أن ذلك الشعور جعله يبقى مع عائلته طيلة فترة الأزمة التي تزيد عن عامين ونصف العام، مؤكدا أن الشعب "يقف خلفه". وصرح الأسد بأنه لن يتردد في الترشح إذا شعر بأن غالبية السوريين تريد ذلك، مشيرا إلى أن سوريا ستجري انتخابات رئاسية قبل شهرين من انتهاء ولايته الثانية العام المقبل. وعما يجري في البلاد، ألقى الرئيس السوري باللائمة على مقاتلي تنظيم القاعدة والمساعدات المالية التي "تأتي من السعودية وقطر" والمساعدات اللوجستية التي توفرها تركيا، وفق تعبيره. الهجوم على تركيا وفي مقابلة سابقة أجراها مع محطة تلفزيونية تركية خاصة، شن الأسد هجوما قويا على تركيا، وقال إنها ستدفع ثمنا غاليا لما وصفه بدعمها "للإرهابيين"، ولكن تركيا رفضت اتهاماته لها وقالت إنه يسعى لتحميل أخطائه للآخرين. وقال الأسد إن الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان مسؤولة عن مقتل عشرات الآلاف من السوريين، وتدمير البنية التحتية السورية، وتعريض أمن المنطقة للخطر. من جانبها اعتبرت تركيا أن تصريحات الأسد واتهاماته لها تصب في خانة تحميل الأخطاء للآخرين. وقال أرشد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي في مقابلة مع الجزيرة إن مئات الآلاف الذين قتلوا في سوريا لم يقضوا انتحارا وإنما دكتهم الطائرات والسفن الحربية للنظام السوري وليس تركيا. وردا على سؤال عما إذا كان الأسد أراد إيصال رسالة إلى تركيا من خلال هذه التصريحات، قال إن النظام السوري تعوّد إطلاق هذه الاتهامات والتهديدات لنقل الأزمة إلى الطرف الثاني من الحدود. وردا على سؤال بشأن ما أشار إليه الأسد من إمكانية ترشحه لدورة ثالثة، قال هورموزلو "إن هذا الحديث ليس جديدا وسبق أن صرح به قبل عامين، ولو كان بشار واثقا من أن الشعب يريده لماذا لم يدع إلى إجراءات مبكرة بإشراف محايد ونزيه؟". وأضاف أنه كان باستطاعة الشعب السوري لو قام الأسد بهذه الخطوة أن يقرر ماذا يريد ومن يريد قبل سفك كل هذه الدماء.