طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأحد بوضع حد للهجمات "العشوائية" على المدنيين في ليبيا، وحذر طرابلس من أن من يخالف القانون الدولي سيُجلب للمثول أمام العدالة. وذكر المكتب الصحفي لبان أن مسؤول المنظمة الدولية عيَّن وزير خارجية الأردن السابق عبد الإله الخطيب مبعوثا خاصا له إلى ليبيا "لإجراء مشاورات عاجلة مع السلطات في طرابلس وفي المنطقة حول الوضع الإنساني الراهن". وأضاف البيان أن بان كي مون تحدث إلى وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أمس الأحد، وأبلغه ضرورة أن تتحمل طرابلس "مسؤوليتها في حماية مواطني البلد، والإصغاء لطموحات الشعب الليبي المشروعة في العيش بكرامة وسلام". واتفق بان وكوسا على أن ترسل الأممالمتحدة فورا فريقا إلى طرابلس لتقييم الوضع الإنساني في ليبيا. حظر جوي وفي الشأن الليبي ذاته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري أمس الأحد إن على الولاياتالمتحدة وحلفائها العمل على فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، والتفكير في قصف مطاراتها ومدارج الإقلاع والهبوط فيها. لكن كيري استدرك بأنه لا ينبغي على الحلفاء الإتيان بأي تصرف من هذا القبيل إلا بعد الحصول على موافقة دولية. وظل كيري ونواب آخرون في الكونغرس يقرعون الطبول من أجل القيام بعمل عسكري في ليبيا، على الرغم من تمنع البيت الأبيض والمسؤولين العسكريين الأميركيين، الذين يرون أن القضاء على دفاعات ليبيا الجوية هو بمثابة خوض حرب. وقال السناتور الديمقراطي كيري إنه لا ينبغي التحرك ضد الدفاعات الجوية الليبية ما لم يستخدم العقيد معمر القذافي قواته الجوية وسيلة للترهيب أو لقتل أعداد كبيرة من المدنيين. من جانبه، اعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين إرسال قوات برية عملا غير ملائم في هذه المرحلة، لكنه يرى أن فرض منطقة حظر جوي أمر غير عسير لأن الدفاعات الجوية الليبية "عتيقة إلى حد ما". الهفوة المنتظرة وفي ذات السياق، أعرب خبير عربي في الشؤون العسكرية والإستراتيجية عن اعتقاده بأن القذافي يعتمد في حربه ضد الثوار على ما سماها بقايا سلاح الجو، الذي قال إن جاهزيته القتالية ربما تقل عن 30%، وإن جل قواعده الجوية تتركز في غربي البلاد. وقال العسكري المتقاعد صفوت الزيات -في مقابلة مع قناة الجزيرة اليوم الاثنين- إن المجتمع الدولي ينتظر من القذافي خطأ ما، أو ربما سقوط ضحايا في إحدى المدن التي تستهدفها قواته الجوية، حتى يتحرك صوب مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار أممي بفرض مناطق حظر جوي. وأشار الزيات إلى أن المعركة على مدينة سرت وقاعدتها الجوية ستكون هي الحاسمة. وأضاف أن هناك تجربة سابقة ناجحة في تطبيق مناطق حظر جوي في إقليم كردستان العراق عام 1991، بسبب تواجد قوات برية في ذلك الوقت على الأرض ساهمت في إنجاحها. لكنه استطرد قائلا إن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وكثيرا من معاونيه في البنتاغون يرفضون وجود قوات برية أميركية في ليبيا بالتزامن مع تسيير دوريات جوية بغية فرض حظر جوي. وقال إن المشكلة الرئيسية التي تواجه الولاياتالمتحدة هي في عدم وقوع حدث كبير على الأرض يبرر تطبيق الحظر الجوي. وبحسب الزيات، فإن الأوروبيين فلا يملكون الإرادة السياسية ولا القدرات العسكرية للقيام بمثل هذا العمل. وأوضح أن هناك حشدا بحريا وجويا من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها بالقرب من الشواطئ الليبية، وهي في مهام لجمع المعلومات والإنذار المبكر. وفي سياق متصل، ربط وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه تطور الموقف الغربي حيال الأحداث الجارية في ليبيا باشتداد المعارك، مشيرا إلى أن التدخل العسكري قد لا يكون ملائما. ومن جهته تجنب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الخوض في ملف التدخل، مكتفيا بالتذكير بدعم بلاده لأي تحقيق دولي بشأن أعمال العنف في ليبيا.