أعلن مسؤولون في دول التحالف الغربي العاملة بليبيا أن العمليات العسكرية لا تهدف إلى غزو ليبيا أو إسقاط نظام معمر القذافي وأنها تقتصر على حماية المدنيين، في الوقت الذي يعقد فيه مجلس الأمن اليوم جلسة طارئة استجابة لطلب تقدمت به ليبيا. وبينما عبرت كل من روسياوألمانيا عن تحفظاتهما على العملية العسكرية ضد ليبيا، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ -الذي تشارك بلاده في فرض تنفيذ قرار مجلس الأمن 1973- إن العملية العسكرية لا تهدف إلى غزو ليبيا، أكد البيت الأبيض أن العمل العسكري هناك يهدف إلى حماية المدنيين ولا يستهدف تغيير النظام وإسقاط القذافي. وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيجري مشاورات مغلقة بشأن الوضع في ليبيا في وقت لاحق اليوم الاثنين بدعوة من الصين التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن. وجاءت الدعوة استجابة لرسالة من ليبيا لمناقشة وقف ما وصفته طرابلس ب"العدوان" ولطلب روسي. وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قيام طائرات حربية غربية بعمليات في ليبيا، وشبه قرار مجلس الأمن الذي فتح الباب أمام هذه العملية ب"الدعوة لحملات صليبية". ونقلت وكالة أنترفاكس الروسية عن بوتين قوله إن قرار مجلس الأمن بهذا الشأن "معيب وناقص"، مشيرا إلى أنه ورغم أن ليبيا "لا تتمتع بالطبع بالقدر الكافي من الديمقراطية" فإن هذا لا يعطي الغرب الحق بالتدخل في صراع داخلي في "هذا البلد الصعب" لصالح طرف بعينه. وقال وزير خارجية ألمانيا جيدو فسترفيله إن انتقاد الجامعة العربية للضربات الجوية برر تردد ألمانيا في مساندة هذا العمل، مضيفا "لقد قمنا بحساب المخاطر وإذا وجدنا بعد ثلاثة أيام من بدء هذا التدخل أن الجامعة العربية تنتقده بالفعل فإنني أعتقد أنه كانت لدينا مبررات لقلقنا". غزو ليبيا من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم الاثنين أن القوات الدولية لن تغزو ليبيا وأن مهمتها هي تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي لا أكثر ولا أقل. وقال هيغ في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن العملية في ليبيا لن تكون مثل العراق لأن قرار الأممالمتحدة رقم 1973 واضح في هذا الشأن. وتفادى هيغ الردّ على أسئلة بشأن استهداف الزعيم معمر القذافي شخصيا، مشدداً مرة أخرى على الالتزام بقرار الأممالمتحدة، وقال إن ذلك كله يعتمد على طريقة تصرف الأشخاص. وأكد هيغ أن جامعة الدول العربية لا تزال تؤيد العملية العسكرية في ليبيا على الرغم من تصريحات أمينها العام، وقال إنه ورغم أن عمرو موسى كان يعبر عن قلقه كما نفعل كلنا بشأن أي ضحايا مدنيين، فإنه يستمر في دعم قرار الأممالمتحدة وتنفيذه. احترام القرار وفي هذا الإطار قال الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم الاثنين إنه يحترم قرار الأممالمتحدة الذي فوض بعمل عسكري في ليبيا، متراجعا عن تصريحات سابقة قال فيها إنه يشعر بالقلق إزاء الإجراءات التي تتخذها القوى الغربية. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القاهرة، أن موقف الجامعة العربية كان حاسما ومن اللحظة الأولى جمدت عضوية ليبيا ثم طلبت من الأممالمتحدة فرض حظر جوي. وأضاف "نحن نحترم قرار مجلس الأمن ولا يوجد لدينا تعارض مع هذا القرار خصوصا أنه نصّ على أنه لا يكون هناك قوات غزو ولا احتلال للأراضي الليبية وإنما حماية المدنيين مما يتعرضون له في بنغازي". وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن من المقرر أن يعقد موسى اجتماعا طارئا مع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية غدا الثلاثاء لبحث الوضع في العالم العربي مع التركيز على الأزمة الليبية. استهداف بان وكان عدد من الليبيين المناصرين للعقيد معمر القذافي حاولوا اليوم الاثنين الاعتداء على الأمين العام للأمم المتحدة أثناء زيارته لمقر الجامعة العربية في القاهرة، واضطر رجال أمن الجامعة إلى إخراج بان من أحد الأبواب الخلفية. وهاجم المتظاهرون الليبيون السيارة التي كانت تقل بان أثناء مغادرتها مبنى الجامعة بعد انتهاء لقائه مع الأمين العام للجامعة، وحاولوا الاعتداء عليه ومنعوه من زيارة ميدان التحرير المجاور للمبنى. رفض للتفاوض من جانب آخر قال الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة اليوم الاثنين إنه لن يتفاوض مع معمر القذافي لوضع نهاية للمواجهات مع كتائب القذافي. وقال غوقة إن الثوار يخوضون حاليا حرب استنزاف فرضها القذافي عليهم ولهذا فهم يرفضون التفاوض معه، مضيفا أنه مطلوب دوليا كمجرم حرب وسيحاكم على أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها ضد شعبه.