رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    سلسلة غارات امريكية على محافظتين يمنيتين    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهتار يفتح النار على صالح ويكشف تعرضه لتهديدات بالتصفية الجسدية
نشر في صوت الحرية يوم 11 - 04 - 2011

تحت شجرة التين العملاقة المنتصبة في الباحة الصغيرة لمنزله المتواضع جداً، والذي يقع على شارع ترابي متفرع من شارع سقطرى في حي القادسية جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، تحدث وزير الأوقاف والإرشاد السابق القاضي حمود عبد الحميد الهتار ل"الغد" بهدوء جم عن أسباب استقالته من منصبه كوزير للأوقاف، ومن عضوية الحزب الحاكم، وانضمامه إلى الثورة السلمية للشباب.
وتطرق الحديث الذي امتد لقرابة الساعة، إلى جذور الأزمة اليمنية والأسباب التي أدت إلى تفاقمها، إضافة إلى الرد على الاتهامات الموجهة للمستقيلين لذات الأسباب، إضافة إلى التعامل مع تنظيم القاعدة، وما يسببه ذلك من انتهاكات لحقوق الإنسان، وغيرها من القضايا المهمة.

حوار- خالد الهروجي
- كنت من أوائل الشخصيات التي انحازت لصف الثورة، وقدمت استقالتك من منصبك كوزير للأوقاف، وعضو في الحزب الحاكم.. ما هي الأسباب التي دفعتك لهذه الاستقالة..؟
* رفضا للاستبداد السياسي، ولممارسات القمع ضد المتظاهرين والمعتصمين سلميا في صنعاء، تعز، إب، عدن، أبين، وفي حضرموت، وغيرها من محافظات الجمهورية، وقد أوضحنا ذلك في أسباب الاستقالة.

- هل واجهت مضايقات أمنية، أو ضغوطاً لإثنائك عن الاستقالة، أو انتقاماً للموقف الذي اتخذته..؟
* مورست علي بعض الضغوط، وتلقيت العديد من التهديدات، لكن تلك الممارسات لم تزدني إلا ثباتا وإصرارا على مواقفي.

- ما هي طبيعة هذه التهديدات..؟
* تهديدات بالتصفية..

- هل تتوقع أن تنفذ هذه التهديدات، أم أنها لمجرد الضغط على الشخصيات التي انحازت لصف الثورة..؟
* كل شيء وارد في الحياة..

- كيف تقيمون دور علماء اليمن في احتواء الأزمة، وما هي أسباب الانقسام الذي حصل بينهم..؟
* دور العلماء، وتحديدا علماء الدين، في الحياة السياسية في اليمن وفي غيرها من البلدان، ربما لم يكن على المستوى المطلوب، لأن السلطات حاولت تغييب دور العلماء، وإضعاف دور جمعية علماء اليمن، الأمر الذي جعل مجموعة من أعضاء جمعية علماء اليمن يفكرون بإنشاء هيئة مستقلة عن الجمعية، وأدت دورا لا بأس به، كما كانت تؤدي جمعية العلماء أدوارا طيبة من قبل.

- لكن ألا يعتبر ذلك حالة من الانقسام في أوساط العلماء..؟
* ذلك هو ما تريده السلطة..

- هل سعيت أو توسطت أو قدمت النصيحة للحيلولة دون تفاقم الأزمة..؟
* نصحت ابتداء، بتأجيل التعديلات الدستورية إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية، وكانت نصيحتي في السابع والعشرين من ديسمبر عام 2010م، في اجتماع مشترك لمجلس الوزراء واللجنة العامة برئاسة الرئيس، وكان الرئيس طرح ثلاث قضايا، الانتخابات، والتعديلات الدستورية، والعلاقة مع المشترك، فتحدثت بالموافقة على إجراء الانتخابات، حينها، واعترضت على التعديلات الدستورية، وقلت للرئيس أن "الوقت غير مناسب، وإذا لم يكن المشترك معنا فأرى تأجيلها إلى بعد الانتخابات البرلمانية، أما المشترك فهم أصدقاؤك وبإمكانك أن تحاورهم، أو تكلف من تشاء للحوار معهم، ونسير في إجراءات الانتخابات"، واعتبر البعض موقفي في ذلك اليوم معارضا لمسألة التعديلات الدستورية، وقلع العداد، وهو بالفعل كان معارضا..

- هل كانت التعديلات الدستورية، حينها، واضحة بالنسبة لك، وللاجتماع المشترك لمجلس الوزراء واللجنة العامة..؟
* كانت ملامح التعديلات واضحة، وكان الحديث منصبا حول ملامح تلك التعديلات، ومنها عدم تحديد فترة الرئاسة بدورات انتخابية..

- في هذا الاجتماع.. هل كانت هناك أصوات داعمة لهذا الموقف، أم أن جميع المجتمعين كانوا مؤيدين لهذه التعديلات..؟
* للأسف، كان البعض مؤيدا لتلك التعديلات، والبعض كان معارضا، ولكنه لم يصرح بمعارضته، وكنت أشعر حينها بأن المؤتمر سيقدم قضية هامة للمعارضة تعمل من خلالها، وكنت أتوقع أن تكون نتيجة الاستفتاء على تلك التعديلات 70 بالمائة "لا" و30 بالمائة "نعم"، وكان في تصوري أنها ستضعنا أمام مشكلة حقيقية في موضوع الرئاسة، ولذلك قدمت نصيحتي، وكان الرئيس شكل لجنة للحوار، لكن للأسف في الأخبار أذيع بالموافقة على التعديلات، ولم يشر إلى تشكيل لجنة للحوار مع المشترك.

- لكن الرئيس قال أكثر من مرة بأن التعديلات كانت اجتهادات لأشخاص، ولم يكن على علم بها، هل يعقل أن تقدم تعديلات دستورية بهذا المستوى من الأهمية دون علم الرئيس..؟
* في بداية الاجتماع، الرئيس قال بأنه متمسك ببرنامجه الانتخابي، وأن تكون فترة الرئاسة خمس سنوات، ولدورتين انتخابيتين فقط، لكن بعد سماعه لحديث بعض الأخوان، أبدى رأيه بأن تكون فترة الرئاسة خمس سنوات دون تحديد دورات انتخابية.

- يعني كان الهدف تصفير، ثم قلع للعداد في نهاية الاجتماع..
* (ابتسم).

- بعد كل هذا، كيف تقيم المشهد في اليمن اليوم..؟
* اليمن يعيش أوضاعا متردية في الجوانب السياسية والاقتصادية والإدارية والأمنية والعسكرية، بسبب أزمة الحرية التي مرت بها اليمن، منذ أن جرى تمديد فترة الرئاسة ومجلس النواب والمجالس المحلية، وبسبب استغلال المال العام والوظيفة العامة في الانتخابات التي شهدتها اليمن خلال السنوات الماضية، وانعكاساتها على نتائج الانتخابات.
تعلم بأنه تم تعديل الدستور، أو إقرار التعديلات الدستورية في الأول من أكتوبر من عام 1994م، وتضمنت التعديلات تحديد فترة الرئاسة بدورتين انتخابيتين، ونشرت التعديلات في اليوم الثاني من أكتوبر من عام 94م على هذا النحو، وبمقتضى تلك التعديلات، كان يسمح للرئيس بالترشح لفترة انتخابية واحدة إلى عام 1999م، لكن الذي نشر في الجريدة الرسمية أن يبدأ العمل بتلك التعديلات من تاريخ أول انتخابات رئاسية تتم وفقا لأحكام الدستور، أي انتخابات مباشرة، وكانت أول دورة انتخابية رئاسية في عام 1999م، وعلى ضوئها احتسبت المدة، للدورتين والتي تنتهي وفقا للنص في 2009م، ولكن جرى تعديل آخر للدستور في 2001م، بزيادة فترة الرئاسة من خمس إلى 7 سنوات، وتم احتساب فترة السبع سنوات من ذات الدورة الانتخابية التي جرت في عام 1999م.
هذا بالنسبة لفترة الرئاسة، وكذلك الحال بالنسبة لمجلس النواب، فمجلس النواب سيكمل عامه الثامن في 27 إبريل الجاري، وهو أطول المجالس عمرا في تاريخ الجمهورية اليمنية، وفي تاريخ المجالس البرلمانية في العالم، وكذلك الحال بالنسبة للمجالس المحلية، وهذه الإجراءات عكست نفسها سلبا على نفسية المواطن، وجعلته يتضايق، بالإضافة إلى ما تشهده اليمن من أزمة اقتصادية بسبب شحة الموارد وتدني مستوى دخل الفرد، وغلاء المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة، إضافة إلى المشكلة الأمنية، ولعلك تلاحظ ما طرح في اللجنة الدائمة أن خمس محافظات خارج السيطرة، وهذا أمر غير مقبول، بالإضافة إلى عدم تواجد مسئولي الدولة في عدد من مديريات صعدة والجوف ومأرب ولحج والضالع وأبين وشبوة، وهذه مسائل في غاية الخطورة.

- هناك من ينظر إلى سيل الاستقالات من الحكومة، ومن الحزب الحاكم والقوات المسلحة والأمن، والانضمام إلى صف الثورة بنوع من الريبة والشك، إلى أي مدى كانت هذه الاستقالات في صالح الثورة، وداعمة لها..؟
* نحن أوضحنا دلالة الاستقالات الناتجة عن الاحتجاج على عملية القمع للتظاهرات والاعتصامات السلمية، وقلنا بأن تلك الاستقالات تمثل إدانة لتلك الممارسات وكشفا لها، ولفتا لنظر الرأي العام المحلي والخارجي لما يجري، وهي في ذات الوقت تنبيه للحاكم إلى خطورة الموقف، وضرورة مراجعة حساباته وإجراءاته وسياساته قبل فوات الأوان، وهي أيضاً تمثل انحيازا إلى خيار الشعب، وتأييدا لمواقفه، والمخاوف التي قد يثيرها البعض لا أساس لها من الصحة، لأن الاستقالات قدمت في وقت كان النظام وما زال قويا، ولم يكن في حالة ضعف، وليست هروبا كما قد يتصور البعض، بأن البعض قدم استقالته هربا من الواقع، فليس هناك ما نخشى عليه أو نخشى منه، ولو كنا باحثين عن المصالح لكان البقاء في السلطة أولى.

- ولكن هناك من يقول أن المستقيلين كانوا جزءا من منظومة الفساد، ولهذا هربوا إلى صف الثورة حتى لا يكونوا عرضة للمساءلة.. كيف تردون..؟
* ليس صحيحا هذا القول، لأنه لم يصدر إلا بعد تقديم الاستقالات، لماذا لم يقولوا هذا الكلام من قبل، حينما كان المستقيلون معهم، يعني حينما كانوا معهم كانوا على مستوى عال من النزاهة، وحينما قدموا استقالاتهم وأعلنوا احتجاجاتهم تحدثوا عن هذه الأقاويل الكاذبة، ونحن قلنا لهم أكثر من مرة، أنا شخصيا قدمت إقرار الذمة المالية، إلى الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، طبقا للقانون، ولم يزد في ممتلكاتي شيء خلال فترة عملي في وزارة الأوقاف والإرشاد، بل على العكس هناك نقص في ما كنت أملكه بسبب الالتزامات المترتبة على أعمال ومكانة الوزير.
أؤكد بأن بعض الأخوة في المؤتمر الذين صدرت منهم تصريحات ضد بعض المسئولين المستقيلين قد تلقوا ضربة موجعة بسبب الاستقالات، فلم يجدوا بدا من الدفاع عن أنفسهم إلا بالهجوم على الآخرين، ونحن نقول لهم وما زلنا نكرر عليهم بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فنحن كنا زملاء في حزب واحد أو في حكومة واحدة واخترنا هذا الطريق، وينبغي أن يحترموا آراءنا وإرادتنا كما أن لهم الحق في التعبير عن آرائهم ولا نلومهم على ذلك في شيء.

- تحولت ساحات التغيير والحرية إلى ملاذ يجمع كل أطياف الشعب وفئاته.. فما هو تقييمك لهذا التآلف؟ وهل يعكس فعلاً ما تقول السلطة أنه تكتل حوثي إمامي إخواني وانفصالي يسعى إلى تمزيق اليمن وزعزعة الأمن والاستقرار؟
* ساحات الحرية والتغيير هي نموذج المجتمع اليمني الذي ننشده، مجتمع التعايش والتآلف بين أبناء الشعب اليمني الواحد، لقد ضرب المعتصمون أروع الأمثلة في تجسيد الوحدة الوطنية وتجاوزوا العصبيات المذهبية والحزبية والقبلية والمناطقية والسلالية وأصبحوا يشكلون جسدا واحدا، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له الجسد بالحمى والسهر"، ولقد أصبحت ساحات الحرية والتغيير مدارس للحرية، ومدارس للتعايش بين أبناء الوطن الواحد، اجتمع فيها أناس ما كان يمكن أن يجتمعوا في مكان آخر لولا مناخات الحرية في إطار هذه الساحات ومناخات التعددية المشهودة.

- والهدف..؟
* والهدف النبيل الذي يسعون إليه جميعا..

- ذكرت في خطبة الجمعة الماضية بأن حجم تنظيم القاعدة لا يتجاوز 10 بالمائة مما تتحدث عنه وسائل الإعلام الرسمية، على أي أساس بنيت هذه المعلومة، ولماذا تبالغ وسائل الإعلام هكذا..؟
* كنت رئيسا للجنة الحوار الفكري مع العائدين من أفغانستان وغيرهم ممن لديهم قناعات فكرية مخالفة لما عليه الجمهور، وفي بداية عمل هذه اللجنة وضعنا سياسة لمكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الجهات المعنية، تقوم على محاور أربعة، الأول الحوار الفكري لاقتلاع الجذور الفكرية للتطرف والإرهاب، والثاني التدابير الأمنية الكفيلة بمنع الجريمة قبل وقوعها وضبطها بعد وقوعها وتعقب مرتكبيها وتقديمهم للعدالة لينالوا الجزاء العادل، والثالث حل المشكلات الاقتصادية التي قد تكون سببا في استغلال الأشخاص للقيام ببعض العمليات الإرهابية مع تجفيف مصادر التمويل، الرابع اتخاذ التدابير التي تقتضيها ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لمحاربة الإرهاب وفقا للدستور والقوانين النافذة، وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي بين اليمن وغيرها من الدول فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وقد عملت هذه السياسة على تجفيف منابع الإرهاب واستئصال جذوره في اليمن، وحينما التزمت اليمن بهذه السياسة لم يحدث أي حادث إرهابي خلال الأعوام 2003، و2004، و2005، وفي نهاية 2005 اتخذت الحكومة قرارا بتقديم الحلول الأمنية على الحلول الفكرية، وتوقف الحوار حين ذاك، وما هي إلا أشهر حتى عادت العمليات الإرهابية.
فمشكلة القاعدة مشكلة فكرية، والفكر لا يواجه إلا بالفكر، والمشكلات الفكرية لا تحل إلا عن طريق الحوار، لأن القوة تزيد الفكر قوة وصلابة، والاستخدام المفرط للقوة، والضربات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة اليمنية أكسبت القاعدة تعاطفا شعبيا، فقد كان عددهم قبل تلك العمليات لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ثم بدؤوا بالتكاثر، وللأسف وسائل الإعلام الرسمية وبعض مسئولي الدولة حاولوا أن يعطوا القاعدة حجما أكبر من حجمها بغية الحصول على مساعدات خارجية اقتصادية وأمنية وعسكرية.

- لكن أنت تقول بأن حجم القاعدة لا يساوي 10 بالمائة مما يقال، وذكرت الآن بأن الضربات الاستباقية والإجراءات التي اتخذت ساعدت على تنامي عدد القاعدة..؟
* ليس هذا، ولكن تعاطف، أما العدد فما يزال محدودا، ولو استمرت الحكومة اليمنية في تنفيذ السياسة بمحاورها الأربعة لمكافحة الإرهاب لما حدثت عملية إرهابية واحدة.

- هناك مخاوف أميركية وأوروبية من تنامي حجم القاعدة في اليمن، خاصة في حال رحل الرئيس صالح عن السلطة باعتباره كان شريكا في الحرب على الإرهاب.. فهل يمكن أن يحدث ذلك، ويزداد حجم وخطورة القاعدة في حال تغير النظام في اليمن..؟
* ليس هناك ما يبرر هذه المخاوف لدى الولايات المتحدة الأميركية أو غيرها من الدول الشقيقة أو الصديقة، فاليمن شريك فاعل في الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، وهذه الشراكة ليست مرتبطة بشخصية الرئيس، بل إن موقف اليمن كشعب وكقيادات سياسية وعسكرية وأمنية موجودة على الساحة اليمنية، ترفض الإرهاب، وستظل اليمن ملتزمة بكافة المعاهدات والاتفاقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وستقضي الثورة على جذور الإرهاب وجذور القاعدة.

- ما رأيك فيما يقال عن انتهاكات حدثت لحقوق الإنسان، ارتكبها النظام الحاكم في سياق الحرب على القاعدة، بما فيها قصف بالطائرات الأميركية، وقتل نساء وأطفال كما حدث في المعجلة..؟
* كل معالجات السلطة لمشكلة القاعدة كانت خارج إطار الدستور والقانون، وكل العمليات التي قامت بها لم تستند إلى إجراءات قانونية، بل كانت خارج القانون، وبالتالي من الطبيعي جدا أن تحدث مثل تلك الانتهاكات.

- فيما يتعلق بالانتهاكات، كيف يمكن أن تستمر الحرب على الإرهاب، وتستمر المواجهة، ونبتعد عن انتهاك حقوق الإنسان وحقوق الأطفال والنساء، كيف يمكن أن نجمع بين هذا وذاك..؟
* من خلال خطين متوازيين، الأول الحوار لاقتلاع الجذور الفكرية للتطرف والإرهاب، والثاني اتخاذ الإجراءات القانونية أو الأمنية ضد الخارجين عن القانون، ومن خلال هذين الخطين نستطيع أن نوفق بين مكافحة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان.

- في حال سقوط النظام، هل ستعاود أنت شخصيا نشاطك ودورك في الحوار مع عناصر القاعدة أو من يعتنقون فكرا متطرفا..؟
* أنا أعتبر هذه رسالة في الحياة، من أجل تحقيق الأمن والسلام في اليمن وفي غيرها من البلدان، وسأقوم بهذه المهمة، ولا زلت أقوم بها حتى الآن، ولكن بطرق غير معلنة، ونحن كنا وما زلنا متطوعين في هذا العمل، ولم نتقاض عليه أجرا من الحكومة أو من غيرها.

- الآن وبعد مرور سبع أو ثمان سنوات تقريبا من الحوار الذي كنت تجريه مع أعضاء القاعدة، هل تستطيع أن تؤكد أن هذا الحوار كان ناجحا، وإلى أي مدى..؟
* كل من شملهم الحوار واقتنعوا بنتائجه، وتم الإفراج عنهم بموجب تلك النتائج لم يعد أي منهم إلى ما كان عليه من قبل، وأكبر دليل على ذلك أن السنوات الثلاث التي كان الحوار فيها أولا في السياسة اليمنية لمكافحة الإرهاب في الأعوام 2003، و2004، و2005 لم يحدث أي حادث إرهابي.

- هناك من يتحدث عن وجود علاقة بين عناصر القاعدة والسلطة، هل هذه العلاقة صحيحة..؟
* لا أستطيع أن أجزم بهذه العلاقة، لكن برنامج التأهيل يقوم على محورين، الأول فكري تتولاه لجنة الحوار، والثاني عملي وهو متعلق بدمج أولئك الأشخاص في المجتمع، ومراقبتهم بعد الإفراج، وهذا تتولاه الأجهزة المعنية، وهناك أشخاص في السلطة هم المسئولون عن الإشراف عليهم في هذا الجانب.

- ختاما، ما هي الرسالة التي تود توجيهها إلى المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير..؟
* أدعو المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير إلى المحافظة على سلمية الثورة، وتجنب العنف، وأدعوهم إلى ترسيخ الوحدة والحرية والعدالة والمساواة في أوساطهم أولا حتى يشكلوا نواة للمجتمع الذي ننشده جميعا بإذن الله تبارك وتعالى، وأدعو أبناء شعبنا إلى تأييد الثورة السلمية والوقوف صفا واحدا لإيقاف ممارسات القمع التي توجه ضد المتظاهرين والمعتصمين سلميا.

- وما هي رسالتك لأحزاب المعارضة والسلطة..؟
* أن يولوا جميعا مزيدا من الاهتمام للشباب، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وقد غابت برامج الشباب في كثير من الخطط والبرامج الحكومية وغير الحكومية، وأصبح الشباب يشكلون نواة هذه الثورة، ويؤدون دورا يشكرون عليه، وأستطيع أن أقول بأنه قد آن الأوان أن يتسلم جيل الثورة راية الجمهورية والوحدة، وعلينا أن نقف صفا واحدا معهم من أجل تحقيق الإصلاح والتنمية المنشودة في مجتمعنا.


في 31 يناير اقترح القاضي حمود الهتار في رسالة للرئيس تأجيل الانتخابات والتعديلات الدستورية، وتعديل قانون الانتخابات، وفي 20 فبراير قدم رؤية لاحتواء الموقف المتفاقم، وفي 24 فبراير قدم مذكرة أخرى للرئيس لذات الغرض، وهنا ننشر رسالة رابعة قدمها الوزير الهتار للرئيس في 17 فبراير كمبادرة منه لإصلاح الأوضاع.


فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظكم الله
بعد التحية،،
توفر الظروف الراهنة فرصة تاريخية أمام فخامتكم ودعماً كبيراً لتوجهاتكم بمحاربة الفساد، وإجراء الإصلاحات التي حالت الظروف بينكم وبين تحقيقها خلال السنوات الماضية، ولكيلا تتحول الإصلاحات إلى مكاسب جديدة للمعارضة أو تصبح ثمرة من ثمرات الاحتجاجات فإن من الأهمية بمكان اتخاذ حزمة من الإصلاحات قبل بدء الحوار وتصعيد الاحتجاجات منها:
1- الإعلان عن توجه فخامتكم لإجراء إصلاحات دستورية وقانونية وقضائية وإدارية ومالية واقتصادية تنفيذاً لبرنامجكم الانتخابي وتلبية لرغبة الشعب.
2- الإيعاز إلى كتلة المؤتمر للإعلان عن سحب مشروع التعديلات الدستورية المقدم من بعض أعضائها إلى مجلس النواب وإعادتها إلى اللجنة العامة لدراستها وإعادة صياغتها وفق مبادرة فخامتكم وما تقتضيه المصلحة العامة.
3- الإيعاز إلى الحكومة بتقديم استقالتها تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
4- تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس الكفاءة والنزاهة والأمانة والوحدة والحضور الجماهيري والقدرة على مواجهة التحديات وحل المشكلات.
5- إعادة تشكيل مجلس القضاء الأعلى وفقاً للمعايير سالفة الذكر.
6- إقالة عدد من المسؤولين المعروفين بالفساد مدنيين وعسكريين ومسؤولي سلطة وإحالتهم إلى القضاء.
7- دراسة أوضاع مديريات محافظات صعدة والجوف والضالع ولحج وأبين وشبوة واتخاذ الإجراءات الكفيلة باستمرار مسؤوليها في مراكز المديريات وتمكينهم من ممارسة صلاحياتهم وترسيخ الأمن والاستقرار وحل مشكلتي الحوثي والحراك حلاً نهائياً.
8- تجسيد توجه الدولة نحو الحكم المحلي بنصوص قانونية واضحة بعيداً عن ألفاظ (واسع- كامل) الصلاحية تجنباً لإثارة اللغط واللبس في مفهوم الحكم المحلي الذي تحتم الظروف الراهنة الذهاب إلى أبعد مدى فيه.
9- حصر وتصنيف قضايا الفساد الموجودة لدى الأجهزة القضائية والرقابية بحسب حجم كل منها وأدلتها وأضرارها وتأثيرها على الرأي العام.
10- إعداد وتنفيذ خطة لتحريك أكبر القضايا وتحويلها إلى قضايا رأي عام واستغلالها لإثبات جدية الدولة في محاربة الفساد.
11- توحيد سعر مواد الدقيق والقمح والأرز في عموم محافظات الجمهورية ومديرياتها من خلال استمرار تحرر هذه المواد وتحمل الدولة نفقات نقلها داخلياً من الموانئ إلى عموم مناطق الجمهورية لتعلق هذه المواد بأقوات الناس.
فخامة الرئيس:
إن المبادرة في إصلاح الأوضاع ستقضي على حركة الاحتجاجات وتأخيرها يوماً يرفع سقف مطالب المعارضين والمحتجين.
وتقبلوا تحياتي،،،

القاضي/ حمود بن عبد الحميد الهتار
وزير الأوقاف والإرشاد

*نقلاً عن: صحيفة الغد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.