تظاهر آلاف اليمنيين في صنعاء اليوم احتجاجا على حصانةٍ من الملاحقات مُنحت للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي وصل إلى الرياض لتوقيع مبادرةٍ تقضي بتنحيه، في وقت دارت اشتباكات جديدة بين قوات مؤيدة لشباب الثورة وأخرى مؤيدة للرئيس. وفي وسط صنعاء وصف متظاهرون المبادرة الخليجية -التي تم توقيعها بالرياض- بحيلة، وأحرق بعض النشطاء صورة كبيرة لصالح وطالبوا بإعادته إلى اليمن ليحاكم عن تهم بينها قتل مئات المتظاهرين وإهدار المال العام. كما أحرقوا صورة للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي تستقبل بلاده مراسيم توقيع الاتفاق الذي يقضي بأن ينقل صالح كل سلطاته إلى نائبه منصور هادي، الذي يشكل حكومة مع المعارضة ويدعو لانتخابات رئاسة مبكرة خلال ثلاثة أشهر، على أن يحتفظ صالح بلقبه لحين انتخاب رئيس جديد. وتحدث المبعوث الأممي جمال بن عمر عن حوار وطني يجرى خلال الفترة الانتقالية التي تستمر عامين وتنتهي بمراجعة الدستور. من داخل النظام وقال عبد الرحيم -وهو مدرس لغة إنجليزية وناشط حقوقي- لرويترز "ينبع هذا الاتفاق من داخل النظام، لا يمثل مطالبنا". وأقرت الناشطة سامية الأغبري بأن الاتفاق يجنب اليمن حربا مدمرة، لكنها قالت للوكالة ذاتها "سنبقى في الشوارع لحين تنفيذ مطالبنا. لن تسقط جرائم صالح بالتقادم، لذا سنسعى وراءه ووراء كل القتلة". ووصل صالح وممثلون عن حزبه الحاكم المؤتمر الشعبي العام، وعن المعارضة اليوم إلى الرياض لتوقيع المبادرة، في حضور إقليمي ودولي. سوابق وكان صالح أحجم عن إمضاء المبادرة ثلاث مرات في السابق، على الرغم من أنها تقضي بإعفائه ومعاونيه وأفراد عائلته من ملاحقات قانونية محتملة.
ويشهد اليمن منذ بدأت الاحتجاجات قبل نحو عشرة أشهر انفلاتا أمنيا شديدا بسبب انقسام قوات الأمن بين مؤيد للرئيس ومؤيد لشباب الثورة. وحصل شباب الثورة على دعم رمزي كبير في فبراير/شباط الماضي عندما انضم إليهم قائد الفرقة الأولى اللواء علي محسن الأحمر، ثم بعد ذلك بأسابيع على دعم كبير آخر بانضمام صادق الأحمر شيخ "حاشد" قبيلة الرئيس وكبرى قبائل اليمن. ودخلت القوات المؤيدة للرئيس وتلك المؤيدة لشباب الثورة في معارك عدة خلال الأشهر الأخيرة، قتل فيها العشرات. وكان بين أحدثها صدامات مسلحة وقعت أمس في حييْ صوفان والحصبة بين مقاتلين موالين للأحمر وبين قوات مؤيدة لصالح، استعملت فيها المدفعية، لكن دون أن ترد تقارير عن سقوط ضحايا.