مالطا وخرابها وقصتها الشهيره كانت على أيدي اعداء مالطا من الفرنسيين الى الإلمان وحررها الانجليز في نهاية المطاف ، اما اليمن وخرابها المتكرر فهو يحصل على ايدي ابنائها منذُ فترات ليست بالقصيرة كما انهم لم يكتفوا بخراب ما بنوه هم بل امتدت ايديهم لخراب ما خلفه الاعداء كما يسمونهم من الانجليز في عدن والاتراك في صنعاء . رحل الانجليز عن عدن وشهرتها تملئ الافاق وهي محط انضار بلدان الشرق ويطلق عليها " هاف لندن " تيمناً بلندن عاصة الابمراطورية البريطانية ، حركة تجارية في موانيها ومطاراتها باستمرار ، صنعاء هي الاخرى ورثت عن الاتراك القلاع والحصون والمتاحف ولكن كل ذلك سُرق ودُمر في حرووب اليمنيين المتوالية من حرب يناير الى حرب 94 الى حروب الحصبة وسرقة ابراج الكهرباء مروراً بحروب ابين وصعدة وبتخطيط وتنفيذ السواعد اليمنية بامتياز . مالطا بعد حروبها الغابرة نهضت وبنت نفسها واستفاقت من كبوة الجواد ولحقت بجنّة الاوروبيين وصارت قبلة السياحة في المتوسط ومصيّف لكل اثرياء العالم وماذا عن اليمن ؟؟ اليمن الذي يملك اضعاف ماتملكه مالطا من النفط والغاز والموقع والتاريخ والحضارة ولكن يبدو اننا بحاجة الى خراب اليمن وليس الى خراب مالطا . كل يوم نسمع عن مقتل الضابط الفلاني وتفجير القيادة العسكرية الفلانية ومن الصعب ان يمر يوم على اليمن دون ان نسمع عن تفجير انبوب و تخريب وتقطّع ونهب للمال العام وفي وضح النهار ، خراب اليمن اصبح حقيقة ماثلة للعيان ولن تكفي صناديق العالم اجمع لإعمار بلد من يفسد فيه هم ابنائه ويخربون كل معمار ويختلقون كل الاعذار لكي يصنعون لنا حرباً اخرى اشد وأمر من سابقتها . خراب اليمن وعمران مالطا هو المثل السائد اليوم على عكس المثل الذي يقول " اتى بعد خراب مالطا " هل سنستفيق بعد خراب اليمن ؟؟؟ أم ان اليمن قد خُربت وانتهى الامر ، الأمل في الله كبير وفي الخيرين من ابناء هذا الوطن ، بالسلام نبني ، نشيد ، ونعمّر وبالاختلاف نضعف ونتفرق ، بالحكمة نقوى ونسير نحو البناء والتنمية ، واذا اختلفنا فلنختلف ولكن دون عراك ودون هدم ودون تخوين ودون اخراج من الدين والوطن .