نقلت إدارة الرئيس باراك أوباما في هدوء أكثر من 10 معتقلين من سجن عسكري أمريكي صغير في أفغانستان لتتقدم خطوة صغيرة تجاه إنهاء الجدل بخصوص المعتقلين بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول). وفي رسالة إلى الكونغرس نشرت الخميس، أبلغ الرئيس باراك أوباما المشرعين الأمريكيين أن حوالي 38 سجيناً من خارج أفغانستان ما زالوا في سجن باروان خارج كابول من أصل 50 سجيناً قبل شهور قليلة. وقال مسؤول دفاعي أمريكي طالباً عدم نشر اسمه إنه بحلول نهاية مايو (أيار) أرسل رجل فرنسي وآخر كويتي وعشرة باكستانيين إلى دولهم. والمعتقلون الباقون هم مواطنون يمنيون وتونسيون وروسياً تنظر الولاياتالمتحدة أيضاً في محاكمته أمام محكمة عسكرية أو مدنية. وتؤكد عمليات النقل السرية التحديات التي تواجهها إدارة أوباما في إغلاق سجن باروان، وكذلك السجن العسكري الأمريكي الأكبر في خليج جوانتانامو في كوبا. ولم توجه تهمة لكثير من المعتقلين، لكن الإفراج عنهم يمكن أن يثير رد فعل سياسياً. وتواجه إدارة أوباما انتقاداً لقرارها الشهر الماضي إرسال خمسة سجناء من طالبان من معتقل جوانتانامو إلى قطر مقابل الإفراج عن بوي برجدال الجندي الأمريكي الذي احتجزه متشددون مرتبطون بحركة طالبان في باكستان. وتعمل إدارة أوباما بهدوء على نقل بعض السجناء خارج معتقل خليج جوانتانامو الذي نال انتقادات واسعة من جانب جماعات حقوق الإنسان منذ بدء احتجاز سجناء فيه في غمرة هجمات 11 سبتمبر. وما زال فيه نحو 150 سجيناً. وتعتبر الحكومة الأمريكية بعض السجناء في مركز باروان للاحتجاز خطرين لدرجة تحول دون الإفراج عنهم. شأنهم في ذلك شأن محتجزي جوانتانامو. ولبعضهم صلات غير واضحة بالصراع في أفغانستان بمن فيهم يمني اعتقل في بانكوك ونقل إلى السجن. وظل الغموض يكتنف هوية معتقلي باروان وكذا نقل بعضهم إلى بعض الدول في الماضي. وفي الشهر الماضي اطلع أعضاء في الكونجرس الأمريكي على تقرير سري بشأن هويات محتجزي السجن. ولكن مصير المحتجزين صارت له أهمية مع قرب نهاية مهمة الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي العسكرية في أفغانستان. ويعتزم أوباما أن يترك ما يقل عن عشرة آلاف جندي في أفغانستان بعد عام 2014 وأن يسحب كل جنوده تقريبا بحلول نهاية 2016. وليس من الواضح الظروف التي تم في ظلها إعادة السجناء الذين نقلوا الشهر الماضي. وقال مسؤولون باكستانيون إن المحتجزين العائدين سيظلون تحت المراقبة لضمان ألا تكون لديهم صلات بمتشددين. ويقول مدافعون عن حقوق السجن إن بعض السجناء العائدين على الأقل أودعوا سجوناً سرية في باكستان قبل إطلاق سراحهم.