كم يحز في النفس أن أرى الأخطاء الطبية المتكررة وفي الوقت الذي يمارس بعض الأطباء عملهم الرسمي أثناء دوامهم الحكومي بطريقة لا علاقة لها بالطب ورسالته, مع إدراكهم إن غالبية من يقصدون المستشفيات الحكومية هم من ذوي الدخل المحدود, ومع ذلك فإن معاينتهم أو رقودهم أو مرورهم في أي قسم لم يعد خاضعا لمبادئ المهنة كرسالة وأداء واجب وإنما الكسب فقط. تتراوح نسبة ألأخطاء الطبية فى أمريكا وكندا مابين7.5% من نسبة دخول المرضى إلى المستشفيات للتنويم نكون نتيجة الأخطاء الطبية . في أوروبا نسبة الأخطاء الطبيه تتراوح مابين %6 الى11% من نسبة دخول المرضى إلى المستشفيات للتنويم وهذه النسبه تختلف من دوله الي دوله حسب الشفافيه الخاصه للبحث . وهذه الدراسات عملت في عدة دول اوروبيه مختلفه في بريطانياوفرنسا والمانيا وايطاليا وغيرها . ) - عربيا لا يوجد دراسات معتمده وقويه لمعرفة إحصائيات دقيقة للأخطاء الطبية ولكن يوجد بعض الدراسات الأخطاء الطبية لبعض الأمراض وخاصة ألجراحيه فقط ما بين 25%الى30% . اهم اسباب الانحطاطوالتدهور هوخروج الطبيب و مخالفته للقواعد والأصول الطبية وقت تنفيذه للعمل الطبي وحصول ضرر للمريض من جراء ذلك المسلك هو الأساس الذي يرتب نشوء الأخطاء الطبية وذلك لأن الطبيب أساسا ملزم ضمن اللوائح والتشريعات الطبية التي تنظم مهنة الطب بإتباع الأساليب والوسائل التشخيصية والعلاجية التي تقوم على الأصول العلمية والقواعد والمعارف الطبية المستقرة والثابتة والمتعارف عليها في الأوساط الطبية . كما ان العنصر الآخر الذي يمثل أساس نشوء الأخطاء الطبية فهو الإخلال بواجبات الحيطة والحذر واليقظة التي تمليها على الطبيب طبيعة عمله وتلزمه بها التشريعات واللوائح الطبية. إنني أطالب بإغلاق كليات الطب في البلاد ا لعربية إلى حين أعادة تأهيل الكادر التدريسي ومراجعة المنهاج بشكل دقيق ,كما وأطالب بإعادة تأهيل كل خريجي كليات الطب في الجامعات المحلية ,العاملين في المستشفيات والمستوصفات واعتقد بضرورة العودة إلى الماضي القريب حينما كانت الدول ترسل طلبة الطب للخارج ,فالتدهور المتواصل للمهنة سببه فشل الجامعات وعدم قدرتها على تخريج أطباء يعرفون مهام عملهم وخطورة المهنة التي يمارسونها لأنها تتعامل مع حياة البشر مباشرة. صحيح إن أسباب الفشل الواضحة معالمه اليوم سببه تدني مستوى التعليم بشكل عام من المراحل الأولى للتعليم وسببه تدني مستور المعلم في المرحلة الابتدائية وذلك لعدم الوعي بأهمية مرحلة الأساس الذي من خلاله يصبح الطالب مؤهلا للمستقبل. أنني لم اسطر هذه السطور إلا بعد أن شاهدت تدني مستوى طلبة الجامعة بشكل عام والذي وللأسف أدى إلى تدني مستوى التدريس في الجامعة لمواكبة هؤلاء الطلبة الضعاف في مستوى تحصيلهم وما يزيد الطين بله وبالرغم من تحديد القدرة الاستيعابية لكليات الطب مثلا, إلا أن هذا لم يمنع من تخريج أطباء فاشلين مستهترين، فأصبحنا نقرأ عن أطباء عرب معدومي الرحمة يسرقوا أحشاء المريض الغلبان على أمره وكم سمعنا من أهواء ومصائب عن سرقة (كلى ، كبد …الخ ). لقد أصبح الأستاذ الجامعي يريد طلبة جاهزين لاستيعاب المحاضرات وفهمها وليس لبناء طلبة من جديد لان البناء يكون في الأساس من المرحلة الابتدائية. والأمر ليس مقتصرا على كليات الطب بل يشمل الكليات العلمية الأخرى التي مخرجاتها غير مقبولة للعمل. وكم من شاب خريج في جامعاتنا أغترب في دول الجوار يعمل بشهادته الجامعية. فالمواطن واعي جدا لهذا فأصبح ينظر للبورت (اللوحة) التي عليها اسم الدكتور والتركيز فيها لمعرفة الجهة التي تخرج منها هذا الطبيب فان كان خريج ((محلي)) يهم بنفسه صارفا النظر عنه, وان كان خريج من جامعة أجنبية فالأمر مقبول لعل وعسى ينصلح الحال وينفع علاجه وتأكيدا لمدى وعي الإنسان أصبح يميز نوع البلد الأجنبي (انجلترا- فرنسا- أمريكا- الهند- مصر- سوريا- ألمانيا- بلغاريا – روسيا) والأمر يختلف من بلد لآخر. وأعود مكررا مطلبي بإغلاق كليات الطب والعودة للماضي القريب وابتعاث طلبة الطب للخارج فهو الحل الأمثل.