حتى نستشعر خطر الخلايا النائمة والدمار الذي يختبئ معها ودورها الشيطاني؛ يكفي نظرةخاطفة إلى عدن الجريحة وما تفعلههذه الشياطين في قتل المواطنين من نساء وأطفالوحجم الدمار الذي أصاب هذه المدينة الحالمة الجميلة. إن دولة مثل إيران تعد من أمهر الدول في هذا الشأن, وقد ساهمت هذه الخلايا الإيرانية النائمة في إسقاط بغداد, وتنفيذ الاغتيالات لبعض الشخصيات والأعيان, ذكر ذلك الشيخ حسن المؤيد الذي هداه الله بعد أن كان من آيات الدين الرافضي , كما أشار إليها النائب البرلماني محمد الدايني أيضا, وأشارا إلى أن هذه الخلايا تنتشر في كل الدول العربية. ومن الطبيعي أن نرى النسخة اليوم بحذافيرها يتم تنزيلها في الجنوبولكن بأدوات يمنية, فها هي ترهق المقاومة في عدن وتطيل أمد الحرب لأنها لهذا الأمر وجدت وزرعت حتى تظل المنطقة ملتهبة. وحضرموت ليست في عافية من هذا البلاء, وقد تعالت صيحات العقلاء باستعجال الأمر وضرورة اتخاذ خطة عاجلة وفورية لكشف هذه الخلايا وإخراجها من جحورها, لكن الوضع العام الذي شلّ كل شيء فيها هو سبب هذا التباطؤ. لا نريد أن نصحو على وضع شبيه بالوضع في عدن, وربّ تقصير وتباطئ يسير, يكلف كثيرا ويسبب مصائب وأزمات لا تحصى ولا تعد, والمثل يقول (الوقاية خير من العلاج). مصيبتنا أن مكوناتنا سريعة التكوين, وسريعة في عقد اللقاءات والاجتماعات, وفعالة جدا في صياغة البيانات والبلاغات, وفالحة في الكيد لبعضها البعض ومراقبة بعضها البعض, وتتبع عثرات بعضها البعض, بينما تتغافل وتتعامى عن الخطر الحقيقي. لابد من خطوات عملية لمواجهة هذه الجراثيم التي تجوس بين الديار, وقد تم تحديد أماكنها ووجودها وهي تنتشر في روكب وبويش والمتضررين تحديدا, وتم كشف بعضها وفضحها, وبات أمرها علنيا غير خافٍ على أحد, ومع هذا هناك تماوت من كل المكونات الحضرمية في وضع خطة عاجلة لمعالجة هذه الخلايا المترقبة. أتمنى من المكونات أن لا يكون دورها التركيز على الحضور الإعلامي, والبروز على مستوى الساحة, والفلاشات والسيلفيات السياسية التي تضج بالمزايدة, وأن يستشعروا قيمة الوقت والمرحلة وضرورة وضع اليد على هذه القنابل الموقوتة, بدل صور الاجتماعات واللقاءات التي فاقت المتوقع. أصبحت الضرورة ملحة لتشكل وحدة عسكرية بمثابة وحدة التدخل السريع ويتم تدريبهم في أقصر مدة وتتولى مهمة البحث عن هذه الخلايا وإخراجها, ولابد من استباق الأمر قبل اكتمال جاهزيتهم وترتيباتهم. المسؤولية ملقاه على عاتق الجميع, لا نريد أن نرى الجرذان تظهر في كل شارع تقتل بلا رحمة وتنهب وتروع النساء والأطفال, ولعل ما حدث في كريتر خير شاهد ودليل, أرجوكم اصرفوا وقتا للنظر في هذه الخلايا التي تنطلق من غريزة عدائية حاقدة تريد أن تفتك بالجميع, وتريد أن تشبع رغباتها العدوانية والانتقام من كل جنوبي وحضرمي, هذا ما تحدثنا به أحداث عدن, ليس للحوثيين مشروع سوى القتل على الطريقة الأسدية والمالكية, ساقتهم أحقادهم ليفرغوها بأرضنا, ونحن لازلنا نتتبع فيئ الخيام والمجالس نناقش القضايا الإدارية والهيكلية. على جميع المواطنين رجالا ونساء شبانا وشيبة أن يكونوا عيونا ساهرة, وكل أهل حيّ يتولون مراقبة حيّهم جيدا, ومسارعة الإبلاغ عنهم, ولابد من تفعيل حرب المقاطعة فلا يشترى منهم ولا يباع لهم, ولا يأجر لأحد منهم, كما فعل غاندي حينما أمر شعبه بمقاطعة البضائع الإنجليزية وحرقها, ومثلهفي عام 1921م٬ حينما أصدر حزب الوفد المصري٬ بعد اعتقال رئيسه سعد زغلول قراراً بالمقاطعة الشاملة ضد الإنجليز٬ وشمل قرار المقاطعة حث المصريين على سحب ودائعهم من المصارف الإنجليزية٬ وحث التجار المصريين على أن يُحتّموا على عملائهم في الخارج ألا يشحنوا بضائعهم على سفٍن إنجليزية٬ كما أوجب القرار مقاطعة التجار الإنجليز بشكل تام, وياحبذا لو تشكل مجاميع شبابية تطوعية في أحياء حضرموت تتبنى توعية الناس وحثهم وتشجيعهم على اتخاذ مواقف حاسمة وقطع أي علاقات أو مصالح مع هؤلاء سواء إيجارات أو عمل أو نحوه, فليس من الحكمة والعقل أن يضل تاجر يعمل في حضرموت في ظل هذا الوضع المتوتر والمتأزم والغرض من بقائه لقمة العيش والتجارة إلا أن يكون متحوثا وعضوا مترقبا في خلايا نائمة, بهذا نشارك جميعا في إخراج هذه الفئران من جحورها والقضاء عليها.